أبوظبي (الاتحاد) 

نظمت الأمانة العامة لجائزة خليفة الدولية لنخيل التمر والابتكار الزراعي، مساء أمس الأول، محاضرة علمية افتراضية بعنوان «تطوير زراعة نخيل التمر والتنمية المستدامة في المملكة المغربية»، قدمها المهندس محمد باشري مدير الاستراتيجية والتعاون بالوكالة الوطنية لتنمية مناطق الواحات وشجر الأركان في المملكة المغربية، بحضور أكثر من 75 من الخبراء والمختصين والمهتمين بالتمور بشكل عام، يمثلون 15 دولة. وأشار الدكتور عبد الوهاب زايد أمين عام الجائزة، بأن هذه المحاضرة تأتي ضمن توجيهات معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير التسامح والتعايش، رئيس مجلس أمناء الجائزة، في إطار التزام الجائزة بنشر المعرفة العلمية المتخصصة بزراعة النخيل وإنتاج التمور.
وأكد باشري في محاضرته على أهمية إنشاء تحالف دولي حول مبادرة «واحات مستدامة»، ما بين البلدان المعنية بالإشكالية التي تعترض لها واحات نخيل التمر على طول المنطقة الصحراوية الممتدة من الخليج العربي إلى المحيط الأطلسي، وذلك تحت رعاية الأمم المتحدة لوضع الأدوات والموارد اللازمة لحماية وضمان استدامة هذه المجالات، عبر إنشاء مؤسسة لتحقيق أهداف مبادرة «واحات مستدامة»، وتعبئة الموارد المالية اللازمة لتنفيذ هذه المبادرة.
وأشار المهندس باشري إلى أن مبادرة «واحات مستدامة» وضعت من أجل الاعتراف والمحافظة والتنمية التضامنية للواحات كنماذج للتكيف مع التغيرات المناخية، والتي تهدف إلى تعريف أحسن باستثنائية وهشاشة الواحات، والمحافظة على الإرث الواحي، وخصوصاً التنوع البيولوجي والنظم الإنسانية، وتثمين المؤهلات التي تزخر بها الواحات من أجل تنمية مستدامة. 
يذكر أن مبادرة الواحات المستدامة تم إطلاقها من قبل المملكة المغربية خلال مؤتمر الأطراف «COP22» الذي استضافته مراكش عام 2016 لاتخاذ تدابير مناسبة ومشتركة وفعالة لإنقاذ الواحات وضمان بقائها وإسماع صوتها؛ من أجل العمل على ديمومتها واستمراريتها لكي تؤدي دورها البيئي والاجتماعي والإنساني.
كما استعرض المحاضر خلال الندوة الاستراتيجية الفلاحية بالمملكة المغربية، ومخطط المغرب الأخضر ومقاربة سلاسل الإنتاج، حيث يبلغ متوسط إنتاج التمور على مدى السنوات الـ 5 الماضية 133.000 طن في السنة، مع إنتاج قياسي بلغ 149.000 طن في عام 2020.  كما تبلغ مساحة نخيل التمر 60.000 هكتار، ويبلغ إجمالي عدد أشجار النخيل حوالي 6.6 مليون نخلة، وهو ما يمثل 7% من التراث العالمي. وأشار المهندس باشري إلى أن المنهجية الإدارية للاستراتيجية الوطنية لمواجهة تحديات الواحات المستدامة تتمركز حول ثلاثة محاور هي التأهيل البشري، وتثمين الموارد الاقتصادية، والمحافظة على البيئة. والوكالة تعمل على برنامج تنمية شامل لمناطق الواحات، وتتبع إنجازه، وذلك في إطار التنمية المستدامة على الصعيد الاقتصادي والاجتماعي والثقافي والبيئي والبشري، طبقاً للتوجهات والاستراتيجيات المقررة.
وفي ختام المحاضرة، أشاد المهندس محمد باشري بالدور الكبير الذي قامت به جائزة خليفة الدولية لنخيل التمر والابتكار الزراعي في دعم وتطوير قطاع زراعة النخيل وإنتاج التمور على مستوى العالم، من خلال تنظيم المهرجان الدولي للتمور الأردنية والمهرجان الدولي للتمور السودانية والمهرجان الدولي للتمور المصرية، وما رافقها من أنشطة وفعاليات، التي ساهمت بشكل فاعل في زيادة السمعة للتمور العربية وارتفاع في حجم الصادرات، بالإضافة إلى سلسلة المؤتمرات الدولية التي تنظمها الأمانة العامة للجائزة على مدى أربعة وعشرين عاماً.