خلفان النقبي (أبوظبي)

أكد، عضو الاتحاد العربي لعلوم الفضاء والفلك، أنه اعتباراً من بداية يونيو إلى نهاية أغسطس، تعتبره الفترة الأشد حرارة في عموم أجواء الجزيرة العربية، ومع الارتفاع العام في درجات الحرارة، تتكرر خلالها ما عرفته العرب بـ «وغرات القيظ»، وتحتوي وغرة القيظ على موجات حارة ترتفع فيها درجات الحرارة بمقدار لا يقل عن 4 درجات عن المعدلات الطبيعية ويشتد فيها الجفاف والسموم، وعددت العرب هذه الوغرات وأهمها «وغرة الثريا» بين 7 يونيو إلى 2 يوليو مع طلوع نجمي الثريا تابعه الدبران، «وغرة الجوزاء» بين 3 إلى 28 يوليو مع طلوع نجمي الهقعة والهنعة، «وغرة المرزم أو وغرة الشعرى» بين 29 يوليو إلى 10 أغسطس مع طلوع نجمي الذراع، وهو وقت طلوع نجم الشعرى اليمانية أو المرزم، و«وغرة سهيل» من 11 أغسطس إلى 5 سبتمبر، وتتزامن مع بداية طلوع نجم سهيل، ومع طلوع نجمي النثرة والطرف.

  • إبراهيم الجروان

وأضاف الجروان: ومن ثم تبدأ الصفرية أو الصفري، وتقول العرب: إذا طلعت الثريا بدأ القيظ وأقبلت الوغرات بالقدوم، فإذا طلع سهيل انصرفت الوغرات، وانقضى القيظ. كما إن «وغرة القيظ» شدة توقد الحر وجمرة القيظ، مع شدة الجفاف والسموم وهي الريح الحارة الجافة، وكما تقول العرب: حتى إن «الرجل ليظمأ بين الحوض والبئر من شدة الحر أثناء الوغرات». مع هبوب لفحات القيظ تحدث هجرة جماعية في الجزيرة العربية من البادية والصحاري نحو القرى الزراعية والواحات وفيرة المياه وذلك مع اقتراب موسم جني الرطب، وتسمى هذه الهجرة على حسب المناطق (الحضور والمقيظ). ويتم استدلال توقيت هذه الهجرة باختفاء نجم سهيل مع غروب الشمس، ويكون ذلك بداية مايو إلى طلوع سهيل نهاية أغسطس أو بدء (الصفرية أو الصفري) مطلع سبتمبر. كما أن في السابق، لم يُدفع مبلغ نقدي مقابل العمل، بل كانوا يتقايضون التمر بمنتجات أهل البادية وسكان السواحل، أو عذق مقابل جهد.