أبوظبي (وام)
كشفت دائرة التعليم والمعرفة في أبوظبي، عن خططها لتطبيق النسخة التجريبية من منظومة المدرسة الذكية مطلع العام الدراسي المقبل في مدرسة جبل حفيت في العين - إحدى مدارس الشراكات التعليمية في إمارة أبوظبي - وذلك ضمن الجهود المستمرة للدائرة لإرساء بيئة تعليم أكثر سلامة وأماناً في المدارس، تسهم في رفع جودة المخرجات التعليمية الشاملة للطلبة.
وتعتمد المنظومة على مجموعة متكاملة من البرامج والأنظمة المترابطة التي تستخدم أحدث تقنيات الذكاء الاصطناعي والحلول الذكية التي توصلت إليها شركة «سينس تايم» الرائدة في مجال الذكاء الاصطناعي، والتي تتضمن خصائص رصد الحركة والتعرف على الوجه والحالة النفسية للطلبة عبر تحليل تعابير الوجه، وإدارة حركة الأفراد والحشود، وتطبيقات الواقع المعزز.
وسيتم ربط أنظمة وبرامج المنظومة بشبكة معقدة من مستشعرات الحركة القائمة على بروتوكول الإنترنت، والتي تتكامل في عملها مع البنية التحتية لكاميرات المراقبة الموجودة في مدرسة جبل حفيت. وتكمن القيمة الرئيسة للمنظومة في استشعار الحالات قبل وقوعها، وإعطاء المعنيين في المدرسة الأفضلية عبر الحصول على تنبيهات فورية في حال استشعار أي سلوكيات سلبية أو رصد حالات تنمر محتملة، فيتم تقييم الحالة واتخاذ الإجراءات والحلول الاستباقية التي من شأنها السيطرة على الموقف ومنعه من التطور ليصبح حالة فعلية.
وقالت خلود الظاهري المدير التنفيذي لقطاع الشراكات التعليمية في دائرة التعليم والمعرفة في أبوظبي: «يتمحور أنموذج مدارس الشراكات التعليمية حول الطلبة، ولهذا نعمل على تحسين البيئة التشغيلية في المدارس وإحداث تغييرات إيجابية ترتقي بتجربة الطلبة التعليمية». وأضافت: «تشكل المدارس بطبيعتها منظومة عمل معقدة بسبب التعدد والتنوع الكبير ضمن مجتمع كل مدرسة، ووسط هذه البيئة لا يمكننا التهاون في ضمان صحة وسلامة ورفاه طلبتنا.. ويأتي تطبيق وإدماج التقنيات الحديثة المعززة بالذكاء الاصطناعي كخيار مثالي لتطوير بيئة المدرسة، خاصة من حيث فعالياتها التشغيلية العالية وتوافرها».
وتابعت: «يمكننا أن نستشرف آفاقاً واسعة للتطبيقات التي يمكننا اعتمادها من خلال توظيف التقنيات الحديثة، وسنعمل على مراقبة أداء النسخة التجريبية للمنظومة على امتداد مراحل تطبيقها، ورصد النتائج المتوقع تحقيقها، مع التزامنا في ذات الوقت بتوفير بيئات تعليمية أكثر صحة وأماناً لمجتمعاتنا المدرسية». وبناء على نجاح النسخة التجريبية لمنظومة المدرسة الذكية في مدرسة جبل حفيت، تخطط الدائرة للتوسع في تطبيق المنظومة تدريجياً في جميع مدارس الشراكات التعليمية التي تشرف عليها والبالغ عددها 15 مدرسة في أبوظبي والعين، وذلك ابتداء من منتصف العام الدراسي 2021 - 2022. تضمن هذه المنظومة عمل المدرسة ضمن أعلى معايير الأمن والصحة والسلامة، بالإضافة لضمان امتثالها بدليل سياسات إعادة فتح المدارس في إمارة أبوظبي، فمن الناحية التشغيلية والإدارية توظف المنظومة أحدث تقنيات التعرف على الوجه للكشف عن الأفراد غير المصرح لهم بدخول المبنى المدرسي، إلى جانب إدارة سجلات حضور الطلبة والمعلمين والموظفين عند دخول المدرسة ومغادرتها، الأمر الذي يتيح للمدرسة ضبط عملياتها الإدارية بدقة أعلى، مع توفير الوقت والجهد المطلوب لإتمام هذه العمليات الإدارية.
الصحة والسلامة
أما على صعيد الصحة والسلامة، فيمكن لتقنيات الذكاء الاصطناعي التي تتميز بها المنظومة أن تقوم برصد سلوكيات الطلبة وتحليل مشاعرهم وردود أفعالهم عبر برامج معقدة لديها القدرة على قراءة لغة الجسد، وبالتالي يمكن للمعنيين في المدرسة التدخل في الوقت المناسب قبل تفاقم أي عملية تنمر محتملة. كما يمكن استخدام هذه التقنيات لمساعدة الطواقم التدريسية في تصميم المبادرات والخطط التي تحسن رفاه الطلبة في المدرسة، وتدعم في ذات الوقت الطلبة الذين يواصلون تعليمهم عن بُعد من خلال طرح برامج تفاعلية تثري تجاربهم وتلبي تطلعاتهم واحتياجاتهم الأكاديمية والنفسية.