منى الحمودي (أبوظبي) 

منذ تخرجها في كلية الطب والعلوم الصحية بجامعة الإمارات، لم يتوقف طموح الدكتورة عايدة محمد العوضي، فكانت تطمح بالتخصص في إحدى الجامعات العالمية، وتولّد شغفها أكثر في طب الأورام، بعد اعتنائها بمريضة سرطان الثدي ضمن الفريق الطبي المسؤول عن حالتها عندما كانت طالبة في الطب، حيث لاحظت المريضة اهتمامها بها، وتشجيعها لها أثناء العلاج الكيماوي.
كما لاحظت المريضة الشغف والاهتمام عند الدكتورة عايدة، وقالت لها إنها تتمنى أن تكون هناك طبيبة متخصصة في الأورام لتعالجها، حتى تصبح رحلة علاجها أسهل ولا تخجل من الفحص والحديث معها، ومن هنا بدأت تفكر الدكتورة عايدة العوضي بشكل جدّي في دخول التخصص، وبدأ طموحها وحلمها بأن تكون استشارية في طب الأورام بشكل عام وفي تخصص علاج أورام الثدي خاصة، رغم ندرة النساء في هذا التخصص والمجال.

تشجيع أسري
وقررت الدكتورة عايدة إكمال دراستها في الولايات المتحدة بتشجيع من عائلتها، حتى نجحت بتفوق في اختبارات التقديم على برامج الإقامة بالولايات المتحدة، وتم قبولها.
نالت الدكتورة عايدة العوضي «البورد الأميركي» في طب الباطنية عام 2016، وانضمت لبعثة رئيس الدولة للأطباء المتميزين برعاية مؤسسة خليفة بن زايد آل نهيان للأعمال الإنسانية، لتلتحق ببرنامج الزمالة في طب الأورام والدم في جامعة «تكساس ام دي اندرسون» الذي يعتبر أفضل مركز لعلاج السرطان في الولايات الأميركية المتحدة على مدى 13 سنة. 
وأوضحت أنها أول طبيبة تلتحق وتتخرج في برنامج الزمالة و«البورد الأميركي» لطب الأورام والدم من هذه الجامعة العريقة، مقدمةً شكرها لدولة الإمارات وحكومتها على توفير هذه الفرص للأطباء المواطنين ومساندتهم ودعمهم غير المحدود في تحقيق أحلامهم وطموحاتهم، حتى تتوافر لديهم الخبرة والكفاءة ويكونوا نواة لتحقيق خطط وبرامج الدولة المستقبلية في القطاع الصحي.

تخصص وخبرة
وقالت «في السنة الأخيرة لي بالزمالة الأميركية لطب الأورام، تخصصت في سرطان الثدي، واكتسبت خبرة ومعرفة في هذا المجال من أكبر الأساتذة والخبراء في هذا المجال عالمياً، وإلى الآن مازلت في تواصل معهم لفتح المجال لتبادل الخبرات والتعاون في مجال الأبحاث».
تعمل العوضي- الحاصلة على بكالوريوس وجراحة من كلية الطب والعلوم الصحية من جامعة الإمارات العربية المتحدة، و«البورد الأميركي» في طب الباطنية من مستشفى «ساينت فينسنت» التابع لجامعة «ماساشوستس» في الولايات المتحدة والبورد والزمالة الأميركية في طب الأورام والدم من جامعة تكساس مركز سرطان ام دي اندرسون - هيوستن - تكساس- استشارية طب الأورام في مستشفى توام بالعين التابع لشركة صحة منذ 2019، وتعتبر الطبيبة الاستشارية الوحيدة في قسم الأورام العلاجي بين 7 أطباء استشاريين من الرجال. وهي مختصة في علاج جميع أنواع الأورام مع فريق طبي متكامل مع تخصص دقيق في سرطان الثدي من جامعة «تكساس» مركز سرطان «ام دي أندرسون» في هيوستن - تكساس بالولايات المتحدة الأميركية.

أبحاث علمية 
وفي مرحلة تخصصها بالخارج، أشارت الدكتورة عايدة العوضي إلى أنها نشرت العديد من الأبحاث العلمية في مجال السرطان، وبالأخص سرطان الثدي، كما قامت بكتابة ونشر جزأين من كتب مهمة في سرطان الثدي، بالتعاون مع مجموعة من أكبر الخبراء والأساتذة في هذا المجال. وركزت في أبحاثها على سرطان الثدي والجينات الوراثية للأورام وأنواع معينة من سرطان الثدي الشرس. 

طموح
تطمح الدكتورة عايدة من خلال عملها في مهنة الطب، لتقديم وتحسين الرعاية الطبية والخبرة لعلاج مرضى السرطان في دولة الإمارات العربية المتحدة، حسب البرتوكولات العالمية والخبرة المكتسبة من مركز ام دي أندرسون للسرطان، وكسب ثقة المرضى في الرعاية الصحية في علاج السرطان في دولة الإمارات، إلى جانب تطوير مجال علاج سرطان الثدي في جميع مراحله وأنواعه، وتحقيق حلم إنشاء مركز مختص للرعاية الشاملة لمرضى سرطان الثدي يضم أجهزة حديثة وخبرات، فالتشخيص والعلاج الكيماوي والإشعاعي والجراحي، وفي الوقت نفسه مركز للأبحاث المختبرية والسريرية في هذا المجال الذي يضمن توفير أفضل العلاجات لهؤلاء المرضى يغنيهم تماماً عن السفر للخارج. إضافة لذلك، تطمح الدكتورة عايدة الالتحاق كأستاذ مساعدة في إحدى كليات الطب بالدولة لتكون عضواً فاعلاً، وتشجع الطلبة على التخصص في هذا المجال، خصوصاً أن الطبيبات الإماراتيات في تخصص الأورام العلاجي عددهن أقل من خمسة في الإمارات، وهناك حاجة لتشجيع المتدربات والطالبات نحو هذا التخصص، باعتبار سرطان الثدي الأكثر شيوعاً.

جوائز
حصلت الدكتورة عايدة العوضي على جوائز عدة، منها، جائزة أفضل بحث في مؤتمر الكلية الأميركية للأطباء على مستوى الولايات المتحدة 2016، وجائزة ثناء المرضى أثناء برنامج الإقامة في طب الباطنية. كما تعد عضوة فعالة في عدد من الجمعيات الطبية في تخصص الأورام، من ضمنها جمعية الإمارات للأورام، الجمعية الأميركية للأورام، الجمعية الأوروبية للأورام وكلية الأطباء الأميركيين. وساعدت في إدارة عدد من المؤتمرات الطبية التابعة للجمعية الإماراتية للأورام، وترأست عدداً من الجلسات التعليمية المختصة في سرطان الثدي خلال هذه المؤتمرات، وقدمت العديد من المحاضرات في هذا المجال المتغير بشكل سريع.