شروق عوض (دبي)

عززت وزارة التغير المناخي والبيئة، مشروعها الوطني للسياحة البيئية «كنوز الطبيعة في الإمارات»، والبالغ عددها 161 موقعاً، بمحور جديد يختص بمفهوم سياحة الأسواق الشعبية، ويضم 17 موقعاً جديداً -حتى الآن- ليصل إجمالي المواقع البيئية السياحية في دولة الإمارات إلى 178 موقعاً.. وجاء تركيز الوزارة على محور الأسواق الشعبية ضمن هذا المشروع «كنوز الطبيعة في الإمارات»، باعتباره نمطاً جديداً من السياحة، يتيح لهواة الطبيعة ومحبيها الفرصة للاطلاع على المنتجات الزراعية والحيوانية المحلية، والمشغولات التقليدية والحديثة المستوحاة من موروث الدولة، والتعرف على التقنيات المستخدمة فيها، بالإضافة إلى الاستمتاع بالأنشطة المتوفرة في العديد من الأسواق الشعبية ومنح الزائر الفرصة لشراء ما يحتاجه من منتجات بيئية طبيعية بتكلفة معقولة وجودة عالية.
وأوضحت نوال الرويحي، مدير إدارة الاتصال الحكومي بالوكالة في وزارة التغير المناخي والبيئة في تصريحات لـ «الاتحاد»، أنّ سياحة الأسواق الشعبية تسهم في إبراز المواقع السياحية والترويج لها ضمن القطاعات البيئية في الدولة، حيث يعتمد هذا المحور على ما تنعم به البلاد من أسواق شعبية تزخر بمنتجات يدوية بيئية مزدهرة ومتطورة، وأخرى بأشكال مختلفة ومتنوعة من النباتات المحلية والأنواع الحيوانية، كما سيساهم في رفع معدلات الوعي البيئي لدى فئات المجتمع كافة، ودعم منظومة الاستدامة عبر القطاعات السياحية كافة، وتخفيف الضغط الواقع على الأنظمة البيئية في الأماكن السياحية بما يضمن استدامة مواردها الطبيعية، وضمان نظم صحية بيئية أفضل، والمحافظة على التوازن البيئي وحماية الحياة الطبيعية البرية والبحرية والجوية من التلوث، ودعم التحول نحو الاقتصاد الأخضر، بوصفه أولوية رئيسة في الاستراتيجية العامة للإمارات، وذلك عبر الاهتمام بمناطق السياحة البيئية وإيجاد بنية تحتية لشبكة مواصلات تحقق أعلى معايير الاستدامة، ومبانٍ فندقية وسكنية أو تجارية صديقة للبيئة، وخلق فرص عمل نوعية جديدة، والحد من التصحر والتلوث، وتعزيز الناتج المحلي المستدام للسلع الشعبية والخضراوات والفاكهة وغيرها.

  • نوال الرويحي

تفاصيل المواقع
حول مواقع السياحة البيئية في الإمارات أكدت الرويحي أنّ إجمالي هذه المواقع بعد إدراج 17 سوقاً شعبياً ضمن المشروع المذكور أعلاه، بلغ 179 موقعاً وتنوع ما بين 49 محمية طبيعية مثل (الوثبة للأراضي الرطبة، الحبارى، رأس الخور للحياة الفطرية، وادي الحلو، النسيم الطبيعية وغيرها الكثير)، و27 مزرعة سياحية مثل (مزارع جراسيا، إمارتس بيو فارم، مزارع البستان، ومزرعة نبتة، وغيرها الكثير)، و85 موقعاً طبيعياً اعترفت بها المنظمات العالمية المعنية، وتتوزع ما بين الحدائق والمنتجعات الطبيعية والفنادق والمواقع الأثرية والتاريخية مثل (منتزه الحياة البرية العربية، منتجع تلال البري، منتجع شيراتون شاطئ الجميرا، جزيرة النور، جزيرة صير بني ياس، جزيرة مروح، واحة المعترض البرية، وادي شيص البري، ووادي السيجي وغيرها الكثير)، لافتة إلى أن الوزارة ضمن مشروعها الوطني تعمل على مواكبة التغيرات التي تحدث لتلك المواقع التي تشهد زيادة مطردة بين عشية وضحاها، والعمل على رفدها إلى المشروع.

17 سوقاً شعبياً
وحول تفاصيل مواقع الأسواق الشعبية التي أدخلتها الوزارة إلى «مشروع كنوز الطبيعة في الإمارات»، خلال العام الجاري قالت نوال الرويحي: «استحوذت إمارة دبي، على نصيب الأسد من الأسواق الشعبية، حيث بلغ إجمالي الأسواق الشعبية السياحية في مناطقها 5 أسواق وهي: (حي الأسواق التقليدي، وسوق نايف الشعبي، وسوق الجمال الليسيلي، وسوق الطيور والحيوانات الأليفة، ومركز الصقور والرياضات التراثية)، وجاءت إمارة الشارقة بـ 4 أسواق شعبية هي: (سوق صقر، سوق الشناصية، سوق العرصة، ومزرعة الأطفال)، في حين جاءت إمارة أبوظبي ورأس الخيمة بـ 3 أسواق شعبية لكل منهما، وهي: (سوق مدينة زايد التجاري ومركز الذهب والمجوهرات (الدانة)، وسوق السجاد، وسوق الخضر والفواكه)، وإمارة رأس الخيمة (سوق رأس الخيمة، وسوق رأس الخيمة القديم، وسوق المعيريض)، أما إمارة الفجيرة فجاءت بسوقين وهما: (سوق الفجيرة الشعبي، وسوق الجمعة).

وبيّنت، أن أوقات العمل في هذه الأسواق الشعبية تفاوتت على مدار أيام الأسبوع، منها ما تستقبل السياح بين الساعة (7:00 صباحاً حتى 10:00 مساءً)، وأخرى ما بين الساعة (8 صباحاً - 12 مساء)، كما تقدم للسياح عدة أنشطة ترفيهية، بالإضافة إلى إتاحة فرصة شراء المنتجات الزراعية العضوية والمشغولات اليدوية المستوحاة من البيئة المحلية، كذلك توفير جولات برفقة مرشدين، ومرافق صحية ومطاعم ومقاه وممرات خاصة برياضة المشي، ومناطق جلوس خارجية مظللة، وغيرها الكثير، مؤكدة أنَّ الأسواق الشعبية بتصاميمها الساحرة وبيئتها الحيوية المستوحاة من الموروث المحلي، تضيف للسياح على اختلاف جنسياتهم المزيد من مشاعر الراحة والفرح على النفس البشرية التي تتناغم مع كل هذا البهاء المحيط بها، لاسيما وأنها توفر كل مستلزمات السياحة والاستجمام والشراء، الأمر الذي يساهم في جعل الإمارات قبلة للسياحة البيئية يقصدها السياح من شتى أنحاء المعمورة.