تعد دولة الإمارات إحدى أبرز الحاضنات الثقافية على مستوى العالم مع وجود أكثر من 200 جنسية تعيش على أرضها بتناغم وتفاعل قل نظيرهما، حيث قلما يعبر المرء شارعاً أو ممراً، أو يدخل مركزاً تجارياً، إلا ويجد أمام ناظريه ما يحيله إلى ثقافة، بل ثقافات متعددة تعيش بأمن وسلام. 

وتشارك الإمارات العالم احتفاله بـ"اليوم العالمي للتنوع الثقافي من أجل الحوار والتنمية"، الذي يصادف في 21 مايو من كل عام، وسط ارتقاء جهودها الرامية إلى تعزيز التسامح والتنوع الثقافي على المستوى العالمي حيث تقيم الإمارات علاقات ثقافية مع عدد كبير من دول العالم، وهي عضو فاعل في منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة "يونيسكو" وتعتبر من أبرز الدول الداعمة لمشاريع حفظ التراث العالمي وحماية الآثار والتعريف بالثقافات والتواصل بين الحضارات.

وحرصت دولة الإمارات منذ نشأتها على غرس قيم المحبة في مجتمعها وتعزيز ثقافة التعايش السلمي على أرضها لتصبح مركزا عالميا لتلاقي حضارات وثقافات الشعوب، وتوفر الإمارات للجاليات المقيمة على أرضها نمطاً فريداً للعيش ومستوى عالياً من الرفاهية، الأمر الذي جعل من الإقامة والعمل فيها حلماً يراود الكثيرين.

وتختزل الثقافات المتعددة التي تعيش على أرض الإمارات تاريخ شعوبها وحضاراتهم، وتظهر صورة مضيئة عن الإمارات الحاضنة والراعية والداعمة للسلم العالمي والحوار بين الحضارات والتصالح معها والاستفادة من تجاربها على جميع المستويات، في البناء والتنمية والتفكير والتدبير والتطوير.

ونجحت الإمارات في التعامل مع كل أشكال العولمة الثقافية بمنهجية علمية وبفكر واع، لتصبح في المرتبة الأولى عالميا في التعايش السلمي بين الجنسيات، كما قطعت أشواطا كبيرة نحو ترسيخ مبدأ التعايش والانفتاح على الآخر وفق إستراتيجية محكمة تهدف إلى مد جسور التواصل والتعاون مع مختلفة ثقافات الشعوب الأخرى.