محمد البلوشي (العين) 

رصدت حديقة الحيوانات بالعين 100 نوع من الطيور البرية منها المهاجر وآخر مقيم منذ عام 2017، حيث اتخذت من الحديقة موطناً آمناً لها، وسط تهديدات الانقراض التي تواجهها في مختلف أنحاء العالم.
وضمن جهودها في الحفاظ على الحياة البيئية الملائمة للطيور المهاجرة بمختلف أشكالها، شاركت الحديقة للمرة الأولى هذا العام في التعداد الدولي للطيور المائية، بالإضافة لمشاركة المعلومات مع منسقي التعداد الدولي للطيور، وهيئة البيئة في أبوظبي وقاعدة بيانات «إي بيرد»، لتوفر بذلك قاعدة معلوماتية مهمة تساهم في جهود الحفاظ على الطيور. 

كما رصد فريق العمل 16 نوعاً من الطيور و223 طيراً مسجلة على في قاعدة بيانات التعداد، وتحرص الحديقة على توفير البيئة الجاذبة لاستراحة الطيور المهاجرة، وتكاثر أنواع الطيور المحلية من خلال بحيراتها الاصطناعية وغطائها النباتي من الأعشاب والقصب الطويل والأشجار.
وقالت حصة القحطاني، رئيس وحدة تطوير برامج صون الطبيعة في حديقة الحيوانات بالعين: «لقد كثفنا جهودنا لدراسة التنوع البيولوجي للطيور المهاجرة منذ عام 2017 لما لاحظناه من هجرتها المتزايدة إلى الحديقة، كونها موقعاً مثالياً لاستقطاب هذا النوع من الحيوانات، فقمنا بمراقبتها شهرياً باستخدام كاميرات ومناظير الرصد بعد تقسيم الحديقة إلى أربعة مواقع للدراسة والبحث الميداني، فعملنا على جمع المعلومات والبيانات اللازمة مثل أعداد الطيور وسلوكياتها».

وأضافت القحطاني: «تمتلك الطيور قدرة رائعة على عبور الدول والقارات عن طريق هجرتها التي غالباً ما تتطلب رحلات طويلة ومحفوفة بالمخاطر، وتأتي هذه الطيور المهاجرة لقضاء الفترة ما بين الخريف والربيع، وحتى عندما تعود أغلبها إلى وسط آسيا لقضاء أشهر الصيف، فيما تعد الأنواع الأخرى من الطيور المحلية التي تقيم في المنطقة على مدار العام».
وتعد حماية البيئة من الأهداف الأساسية التي أنشئت لأجلها حديقة الحيوانات بالعين منذ 53 عاماً، على يد المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «طيب الله ثراه»، عندما بدأت جهودها في حماية طائر الحبارى المهدد بالانقراض، فضلاً عن المها العربي، حيث حرصت الحديقة منذ ذلك الحين على نشر الوعي حول أهمية الحفاظ على التنوع البيئي، وضرورة حماية الأنواع المهددة بالانقراض والتحذير من التهديدات التي تواجهها وتأكيد أهميتها البيئية، والحاجة إلى التعاون الدولي لحمايتها.