منى الحمودي (أبوظبي)

أكد الدكتور فيصل الأحبابي، رئيس قسم برامج الأمراض المعدية في مركز أبوظبي للصحة العامة، أن الجهات الصحية بالدولة طبقت تدابير التباعد الجسدي التي تهدف إلى تقليل التجمعات بين الأشخاص، بالإضافة إلى الالتزام بكافة التدابير الاحترازية في الأماكن العامة والمساجد، من أجل السيطرة على انتشار عدوى كوفيد-19، خصوصاً في شهر رمضان المبارك الذي بطبيعته الدينية والاجتماعية يتصف بالترابط الأسري والاجتماعي، وبالتالي تكثر فيه التجمعات الأسرية، والتي قد تكون عاملاً رئيساً في انتشار كوفيد-19.
وقال «يعيش العالم الإسلامي خلال شهر رمضان المبارك من كل عام أجواء تنبض بالحياة والفعاليات والأنشطة الاجتماعية والثقافية والدينية وتكثر فيها التجمعات والمناسبات العائلية وتبادل الوجبات والأطباق الغذائية بين الأهل والجيران، إلا أن رمضان من هذا العام استثنائي في ظل وجود فيروس كورونا المستجد «كوفيد- 19» في جميع أنحاء العالم والذي فرض التباعد الجسدي لبعض الوقت بين الأهالي والأحباب».
وأضاف «هناك عادات رمضانية لها ذكريات جميلة في قلوبنا ولكن لا بد أن نضع صحة وسلامة أفراد المجتمع فوق كل ذلك باتباع الإجراءات الوقائية والتدابير الاحترازية التي من شأنها السيطرة على العدوى، والحد من انتشارها».
وأوضح الدكتور فيصل الأحبابي أهم الإجراءات الوقائية لشهر رمضان والتي تشدد على الابتعاد عن التجمعات الكبيرة في الأماكن المرتبطة بأنشطة رمضان، مثل الأسواق والمحلات التجارية المزدحمة، وتجنب تجمعات المجالس في ليالي رمضان. بالإضافة إلى الاكتفاء بالإشارة باليد من مسافة كافية لا تقل عن مترين عند السلام وتجنب الاتصال الجسدي، بما في ذلك المصافحة أو العناق أو التقبيل عند التحية. كما يُنصح بالمحافظة على مسافة لا تقل عن مترين بين الشخص والآخرين خلال جميع الأوقات.
وبين أهمية الالتزام بالإجراءات الاحترازية، وعدم تبادل موائد الإفطار لمنع انتقال العدوى، حيث إنه يمكن أن يكون لتبادل أطباق الطعام دور في انتقال الفيروس من شخص لآخر. 
من جانبها أشارت الدكتورة لميس أبوحليقة، رئيس قسم علاقة الشركاء في مركز أبوظبي للصحة العامة، إلى أن مجتمع دولة الإمارات لديه الوعي الكافي حول الإجراءات الاحترازية للوقاية من عدوى كوفيد-19، مشيرة إلى ضرورة الاستمرار والالتزام بهذه الإجراءات حتى نصل للقضاء على الفيروس.
وقالت «يعتبر شهر رمضان المبارك لهذا العام ثاني رمضان يمر علينا منذ بداية الجائحة، وجميعنا نعرف خصوصية هذا الشهر وارتباطه بعادات وتقاليد مجتمعية كما يعد فرصة للتجمعات وتبادل التهنئة، لكننا لا نزال تحت تأثير الجائحة، ومن المهم أن نلتزم ونستمر في الإجراءات الاحترازية لحماية أنفسنا والعزيزين علينا من حولنا، خصوصاً كبار السن مثل الوالدين والأجداد».
وأضافت «يُسمح فقط بتناول الإفطار والسحور الجماعي لأفراد العائلة الواحدة التي تسكن في نفس المنزل وذلك لحماية الفئات الأكثر عرصة للإصابة مثل كبار السن والأشخاص الذين يعانون من أمراض القلب والأوعية الدموية، السكري، وأمراض الجهاز التنفسي المزمنة، والفشل الكلوي والسرطان، حيث عليهم تجنب أي نوع من التجمعات بما في ذلك التجمعات العائلية، حيث إنهم يعتبرون أكثر عرضة للإصابة بمضاعفات المرض».
وشددت الدكتورة لميس أبوحليقة على عدم التهاون بالأعراض المرضية التي تظهر على الأشخاص والتي تكون شبيهة بأعراض نزلات البرد، وعلى الأشخاص التوجه فوراً لإجراء فحص كوفيد-19، للتأكد من الإصابة من عدمها، حيث إن أعراض كوفيد-19 تشابه أعراض نزلات البرد إلى حد كبير، ويعتبر فحص المسحة «بي سي آر» هو الفيصل لتحديد نوع الأعراض الظاهرة على الشخص.
وأكدت أهمية أخذ اللقاح، والذي وفرته الدولة، وهو متاح للجميع بشكل مجاني وذلك للوصول لأكبر عدد ممكن من أفراد المجتمع لتحقيق المناعة في المجتمع، وأنه على كل شخص قادر على أخذ اللقاح المبادرة والتوجه لتلقي اللقاح وإسداء النصيحة لمن حوله بأخذه، وذلك حمايةً لنفسه وللآخرين غير القادرين على أخذ اللقاح لأسباب صحية، منوهةً بأنه كلما كان عدد الذين تلقوا اللقاح أكثر زادت المناعة في المجتمع وبالتالي نقضي على الجائحة.