ناصر الجابري (أبوظبي)

أكدت معالي سارة بنت يوسف الأميري، وزيرة دولة للتكنولوجيا المتقدمة ورئيس مجلس إدارة وكالة الإمارات للفضاء، أنه من المتوقع بدء مسبار الأمل في مهامه العلمية والمعرفية خلال الأسبوع الأخير من شهر مايو المقبل، وذلك بعد أن شهدت الأسابيع الماضية وصول المسبار بنجاح إلى المدار العلمي وبدء مرحلة جديدة من الاختبارات والتي تهدف للتأكد من سلامة الأجهزة العلمية، وضمان دقة قياساتها العلمية. 
جاء ذلك خلال الندوة الافتراضية التي عقدتها جمعية «بين الكواكب» البريطانية والتي تُعد إحدى أهم الجمعيات والمؤسسات المعنية بالفضاء في العالم، حول مشروع مسبار الأمل وأهدافه العلمية والاستراتيجية ودور برنامج الإمارات الفضائي وتطلعاته خلال المرحلة المقبلة. 
وقالت معالي سارة الأميري: ترتكز المهمة العلمية لمشروع مسبار الأمل على دراسة الغلاف الجوي لكوكب المريخ، وتقديم معلومات جديدة ونوعية حول التغيرات التي تحدث في مناخه خلال سنة مريخية كاملة، ومتابعتها وملاحظتها، إضافة إلى أسباب تأثر غازي الهيدروجين والأكسجين وفقدانهما من الغلاف الجوي للمريخ، والعلاقة التفاعلية بين الطبقات العليا والسفلى للغلاف الجوي للكوكب. 
وأضافت معاليها: يتميز المسبار بوجود 3 أجهزة علمية تتيح جمع البيانات، والاستفادة منها، وتسهم في تقديم صورة كاملة حول بيئة الفضاء في المريخ، وتتمثل في  كاميرا الاستكشاف الرقمية، وهي كاميرا رقمية لالتقاط صور ملونة عالية الدقة، والمقياس الطيفي بالأشعة تحت الحمراء، إضافة إلى المقياس الطيفي بالأشعة ما فوق البنفسجية، حيث تتنوع مهام الأجهزة العلمية لتقدم المساهمة العلمية المطلوبة في التوصل للبيانات والتي ستتم دراستها وتحليلها. 
وأشارت معاليها إلى أنه من المتوقع توفر أول دفعة من البيانات خلال شهر أكتوبر المقبل، حيث ستتم مشاركة البيانات والمعلومات مع المجتمع الدولي، انطلاقاً من مفاهيم مشاريع استكشاف الفضاء الخارجي والتي لا تُعد حصراً على دولة واحدة، بل هي مشاريع تتطلب الشراكة والتعاون والتوحد الدولي، للوصول إلى الأهداف العلمية ذات الأثر في التوصل لمعلومات تسهم في صناعة مستقبل البشرية.  ولفتت معاليها إلى وجود تفاعل إيجابي من قبل الشرائح المجتمعية مع مشروع مسبار الأمل، حيث أدى المشروع إلى رفع مستويات الثقة بدخول تخصصات أكاديمية تتناول الرياضيات والفيزياء والكيمياء؛ نظراً لوجود المعرفة بدور هذه التخصصات ضمن منظومة قطاع الفضاء، والفرص المتاحة والمتوافرة في برنامج الإمارات الفضائي. 
ولفتت معاليها إلى أن دولة الإمارات تتطلع لعقد المزيد من الشراكات، وتعزيز التعاون مع مختلف دول العالم المهتمة في الاستكشاف وبرامج الفضاء عموماً، عبر مد جسور الشراكة مع الوزارات والمؤسسات المعنية بعلوم الفضاء، وانطلاقاً من توجه دولة الإمارات الداعم لكافة أشكال التعاون الدولي، بما يسهم في تحقيق الاستفادة المشتركة بين مختلف الأطراف المعنية بالمشاريع الفضائية. 
وبينت معاليها أن وكالة الإمارات للفضاء تستهدف خلال المرحلة المقبلة، تفعيل دور القطاع الخاص ضمن منظومة قطاع الفضاء الوطني، وذلك من خلال رفع مستوى مشاركته في الأنشطة الفضائية، خاصة بما يتعلق بالأقمار الاصطناعية التي يقل حجمها عن 250 كيلوجراماً، للاستفادة من المنتجات والبيانات الفضائية الصادرة عن الأقمار الاصطناعية وإيجاد الإمكانات الداعمة للاستثمار الفضائي، بما يسهم في استدامة قطاع الفضاء واستمرارية عوائده وفوائده.