شروق عوض (دبي)

أكدت عائشة العبدولي، الوكيل المساعد لقطاع التغير المناخي والبيئة والتنمية الخضراء في وزارة التغير المناخي والبيئة، أنّ تأثير التغير المناخي على الدولة والمنطقة تسبب في ارتفاع متوسط درجات الحرارة، وتغير وتيرة هطول الأمطار في المنطقة، حيث قل عدد مرات هطول الأمطار مع ازدياد كميتها في كل مرة، وارتفاع شدة وتواتر الظواهر الجوية المتطرفة مثل عواصف البرد والأعاصير.
وأوضحت العبدولي في تصريحات لـ«الاتحاد»، أن تلك النتيجة جاءت ضمن نتائج النسخة الأولى من تقرير حالة المناخ في دولة الإمارات للعام (2021)، والتي أظهرت أنّ الزيادة قد تختلف من منطقة إلى أخرى في شبه الجزيرة العربية، إلا أن الشق الخاص بدولة الإمارات في التقرير، توقع ارتفاع درجات الحرارة فيها بما يتراوح بين 2 و3 درجات مئوية بحلول عام (2050)، وما فوق 4 درجات مئوية بحلول عام (2100)، وسترتفع درجة حرارة المياه السطحية في الخليج العربي بحوالي درجتين مئويتين بحلول عام (2100)، ومن المتوقع أيضاً أن تزداد درجة حموضة وملوحة مياه البحر ولكن لم يتم استكشافها بتفصيل كبير.

  • عائشة العبدولي

وأشارت إلى أن التقرير توقع العديد من الظواهر التي قد تشهدها دول الخليج العربي مستقبلاً، منها ارتفاع مستوى سطح البحر في الخليج العربي بسبب الانحلال والتأثيرات الحرارية بمعدل 1.5 ± 0.5 مم / سنة، لافتة إلى أن التقرير فسر وقوع دولة الإمارات في منطقة تشتهر بندرة المياه وحرارة الجو، في حين تمكن الناس من البقاء على قيد الحياة وازدهارها في ظل هذه الظروف، فمن المرجح أن يؤدي التغير المناخي إلى تفاقم الظروف المتطرفة بالفعل، كدرجات الحرارة، ومستويات الرطوبة، ومستويات مياه البحر، وهطول الأمطار، والأعاصير المدارية، إذ تتغير جميعها، وتشكل مخاطر كبيرة.
كما أوضح التقرير أنَّ ما يحدث حالياً جراء تغير المناخ، حيث تشهد البلاد ارتفاع درجات الحرارة صيفاً في المدن الساحلية إلى 48 درجة، وفي المناطق الصحراوية إلى 50 درجة، ونسبة الرطوبة تتراوح ما بين 50 و60 درجة في المناطق الساحلية، فيما يرتفع مستوى المياه في الخليج العربي سنوياً، بما يراوح بين 0.18 و0.23 سنتيمتر.

استمرارية الجهود
وذكرت العبدولي أنَّ الانتهاء من النسخة الأولى من تقرير حالة المناخ في الإمارات للعام 2021، والذي حرص على توفير فهم أفضل للتغيرات التاريخية والمتوقعة المتعلقة بالمناخ في المنطقة، وتأثيراتها المحتملة، استناداً إلى مراجعة شاملة للبحوث في مجال تغير المناخ المتعلق بالمنطقة، ليس الجهد الأول الذي تبذله الدولة عبر وزارة التغير المناخي والبيئة باعتبارها الجهة المكلفة بشأن تغير المناخ وتداعياته، وخير دليل على ذلك قيامها خلال السنوات الماضية بإجراء العديد من الدراسات، منها دراسة «تقييم إجراءات التكيف مع مخاطر تغير المناخ»، ويعد تقرير حالة المناخ مجرد بداية للجهد المستمر للمساعدة على التأقلم مع هذا التغير على جميع مستويات الدولة، مضيفة أنه نظراً لأن المناخ عملية متكررة، فستعمل الوزارة بالتعاون مع شركائها الاستراتيجيين والمؤسسات الأكاديمية في الدولة على إيجاد قاعدة معلوماتية حول التغيرات المناخية التي تشهدها الدولة محلياً، كما ستحفز وتزيد من وتيرة إعداد الأبحاث والدراسات المتخصصة في هذا المجال عبر التعاون مع المختصين والأكاديميين في المؤسسات المحلية.