نجح فريق من الباحثين في «جامعة نيويورك أبوظبي» في تطوير مسبار متكامل ودقيق للموائع يتيح عزل الخلايا السرطانية بكفاءة من عينات الدم بالاعتماد على طريقة متعددة العزل. 
تشير الدراسات إلى أن معدل نجاة مرضى السرطان قد ينخفض إلى 10 في المائة أو أقل عند تطوّر المرض إلى مرحلة الانتشار الدموي «النقيلة»، والتي تؤدي إلى تكوين أورام سرطانية ثانوية في مختلف أنحاء الجسم ومن الضروري في ضوء ذلك اكتشاف الورم السرطاني بأسرع وقت ممكن، ومعالجته قبل تطوره إلى مرحلة الانتشار أو على الأقل في مراحله المبكرة. 
ونجح فريق من الباحثين، بقيادة الدكتور محمد قسايمة الباحث الرئيسي والأستاذ المساعد في كلية الهندسة الميكانيكية والبيولوجيا الطبية لدى جامعة نيويورك أبوظبي، في تطوير مسبار ميكروفلويديك /HB-MFP/ وهو نظام جديد للموائع الدقيقة يعمل بفعالية على عزل مجموعات الخلايا السرطانية المنتشرة من عينات دم مرضى السرطان لضمان إجراء التحاليل بطريقة أسهل وأكثر دقة. 

 

اقرأ أيضا... تطوير تقنية جديدة لتناول «الإنسولين» عن طريق الفم في الإمارات


واستناداً إلى دراسة جديدة بعنوان «مسبار الموائع الجزيئية مُتعدد العزل لالتقاط نقائل سرطان البروستاتا»، شرح الباحث محمد قسايمة وفريقه آلية عمل «مسبار ميكروفلويديك للموائع الجزيئية»، والذي يعتمد على أنواع مختلفة من جزيئات التعرف الحيوية بهدف تحديد وعزل الخلايا السرطانية من عينات الدم. 
وتعمل هذه الأداة وسط حيز مفتوح دون الاعتماد على قنوات مغلقة، ما يجعلها تتغلب على الكثير من المشاكل التقنية التي تترافق عادة مع استخدام الموائع الجزيئية التقليدية. 
يمثل «مسبار ميكروفلويديك» أداة متحركة تقوم بمسح عينة الدم على مادة التفاعل الوسيطة المترافقة مع مُستقبلات حيوية مختلفة. ويمكن تشبيه عمل المسبار بقلم يكتب على لوح تحت الماء ومن دون أي تلامس، حيث يمثل الحبر عينة دم المريض، بينما يشكّل اللوح مادة التفاعل الوسيطة التي تعمل على التقاط الخلايا السرطانية المنتشرة. 
وأكد محمد قسايمة أن ميكروفلويديك /HB-MFP/ يمثل أداة فعالة وعالية الكفاءة لتحليل الخزعات السائلة ويمكن تطويره بسهوله ليُناسب أنواع أخرى من السرطانات مثل سرطان الثدي والرئة، معربا عن أمله في أن يُساعد هذا الابتكار على دعم الأبحاث وتعزيز فعالية ودقة أدوات التشخيص المبكر للسرطان.