سامي عبد الرؤوف (دبي) 

أكد المتابعون لدورة الشيخ حمدان بن راشد بالمسابقة الدولية لجائزة دبي للقرآن الكريم، أن المتسابق الأميركي من أصل صومالي، عبد الغني مصطفى، ينافس في المركز الأول للعام الحالي، لما يتمتع به من قوة في الحفظ وثقة في الأداء وجمال في الصوت، ويعتبر مصطفى أول متسابق منذ بداية المسابقة، يُسكت أجراس لجنة التحكيم الدولية، حيث لم يرتكب أي خطأ في الحفظ، وأدى الأسئلة الخمسة مساء أمس الأول «السبت»، دون أن يوجه له أي تنبيه، من لجنة التحكيم الدولية. 
وأظهر المتسابق الذي بدأ حفظ كتاب الله في سن الثالثة من عمره، قدرة عالية في الحفظ، حتى كأنه يقرأ من المصحف، وليس عن غيب، واتسم أداؤه بالطمأنينة والجمال وجودة المخارج والأخذ بأحكام التجويد. وشارك مصطفى، البالغ من العمر 19 عاماً، في مسابقات قرآنية في الولايات المتحدة، وحصل فيها على مراكز متقدمة، كما شارك في مسابقة الجُنيد في البحرين سنة 2017م، ثم مسابقة دبي الآن التي تُعد ثاني مسابقة دولية يشارك فيها. 
ويُعد هذا المتسابق، امتداداً لتميز بلاده الولايات المتحدة، في مشاركتها بجائزة دبي الدولية للقرآن، حيث حصلت على المركز الأول في العديد من المشاركات بالدورات السابقة، كما حازت أحد المراكز المتقدمة جداً بلائحة الشرف التي كانت تضم أفضل 10 متسابقين في كل دورة. 
وأشار المتابعون لفعاليات اليوم الرابع للمسابقة بندوة الثقافة والعلوم بدبي، إلى أن المتسابق المصري محمد عمر عبادة، البالغ من العمر 24 عاماً، ثاني المتسابقين المتميزين، والمنافسين بقوة على مراكز لائحة الشرف، بعدما أبهر الجميع بجمال صوته وخشوع تلاوته وإدخاله الشعور بالسكينة على المستمعين أو المشاهدين لتلاوته، ووصف أداء المتسابق عبادة الذي جاء منذ عام ونصف العام إلى الإمارات ويدرس في تخصص اللغة العربية، بأنه يعايش الآيات ويهتم بمخارج الأصوات، ويمتلك قدرة عالية على إتيان أحكام التجويد. ولم يؤثر على هذه المتسابق، سوى تنبيهين حصل عليهما في السؤال الرابع، لكنه مرشح بقوة إلى بلوغ المراكز الأولى، حيث يتوقع ألا تخلو لائحة الشرف للدورة الحالية من الجائزة، من هذا المتسابق.  وكانت قد تواصلت فعاليات المسابقة لليوم الرابع على التوالي، افتتحت المسابقة بقراءة عطرة لآيات بيّنات من الذكر الحكيم بصوت القارئ علاء الدين حمزة مغازي، وتنافس أربعة متسابقين حافظين لكتاب الله، وهم: خليل كل أحمد من أفغانستان، ومحمد عمر عبادة عمر عرفة من مصر، ومعراج عيدي إبراهيم من تنزانيا.

قصة عصامي
وفي لقاء مع المتسابقين، قال المتسابق خليل كل أحمد ممثل أفغانستان: «جئت إلى دولة الإمارات سنة 2019م لإمامة مسجد علي بن أبي طالب في إمارة الشارقة، ولما سمعته عن طيب العيش في هذا البلد الطيب». 
وأضاف: «ولدت في السعودية بجدة، وهناك حفظت القرآن الكريم بسن التاسعة على يد خالي، رحمه الله، ثم انتقلت للحفظ في مراكز التحفيظ إلى أن ختمته في مدة ست سنوات، لم أدرس دراسة نظامية، لكني عكفت على حضور دروس المساجد، والمحاضرات العلمية عن بُعد». 
وقال: «أخبرني أستاذي الذي أجازني في القرآن الكريم بالإمارات عن المسابقة، فلم أتردد بالمشاركة، خاصة أنها أول مشاركة لي في مسابقة قرآنية، ولعلمي بمكانة مثل هذه المسابقات وأهميتها بالنسبة لحافظ القرآن». 
 وأضاف: «لما كنت صغيراً، لم أكن أعرف قيمة الحفظ، ومعنى أن أكون حافظاً لكتاب الله، ولم أعرف قيمة ذلك إلا بعدما ختمت، ولولا والدي الذي وقف إلى جانبي عندما كنت بمرحلة الطفولة والصبا لما أكملت الحفظ». 
فيما ذكر المتسابق معراج عيدي إبراهيم ممثل تنزانيا، أنه قدم إلى الإمارات العربية المتحدة منذ حوالي ثلاث سنوات طالباً في جامعة القاسمية في كلية القرآن الكريم، بدأ حفظ القرآن الكريم بعمر التاسعة، وختمه في سنتين. 
وأشار إلى حرص والداه على تحفيظه القرآن الكريم، خاصة والدته التي كانت المشجّع الأول له، وكذلك والده خريج الجامعة الإسلامية بالسعودية، وهما اللذان سمعا عن المسابقة من وسائل التواصل الاجتماعي وشجّعاه على المشاركة فيها.