أحمد شعبان (القاهرة)

أكد الدكتور نظير عياد الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية بالأزهر الشريف، على الدور الكبير الذي تقوم به دولة الإمارات من نشر قيم التسامح والتعايش المشترك، مؤكداً أنه لا شك جهد تُشكر عليه وعمل يُحمد لها، مثمناً الجهود التي تبذلها دولة الإمارات قيادةً وحكومةً وشعباً في نشر السلام العالمي.
وقال الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية، في حوار مع «الاتحاد»: إن الإمارات، قيادةً وحكومةً وشعباً، نموذج فريد من نوعه في التسامح والعيش المشترك، وإن ثقافة التسامح واحترام الآخر السمة البارزة التي تميز الإمارات، سائلاً الله تعالى للقائمين على هذه الجهود في الإمارات دوام الحفظ والسلم والسلام.
وأشار إلى أن اللجنة العليا للأخوة الإنسانية، ومن خلال ما تعمل له؛ فإنها لا ينقطع عملها ليل نهار، وتعمل من أجل بسط سبل السلام والأمن، وهذا ما أدى في النهاية إلى اعتراف الأمم المتحدة بهذه الوثيقة وبأهميتها وباعتماد معظم الدول الأعضاء لها، وخصصت يوم 4 فبراير يوماً عالمياً للوثيقة من خلال مبادئها والاعتراف بالقيم الإنسانية التي جاءت بها.

4 فبراير يوم عالمي
وحول إعلان الأمم المتحدة 4 فبراير يوماً عالمياً للأخوة الإنسانية، أكد عياد أن هذا اليوم في غاية الأهمية، ويكفي أن ينظر إليه على أنه يوم عالمي للإنسانية، مشيراً إلى أن هذا اليوم يُذكر الإنسان بضرورة العودة إلى طبيعته التي تؤصّل لعلاقة متينة وسوية بين الإنسان وأخيه الإنسان، ويؤصّل أيضاً لمعاني البر والرحمة والإحسان.
وأضاف أن هذا اليوم يُذكر بتصحيح العديد من المفاهيم الخاطئة التي ظهرت في ساحة البيئة الإنسانية بشكل عام، والبيئة العربية والإسلامية بشكل خاص، لافتاً إلى أن توقيع الوثيقة في هذا اليوم يأتي وكأنه أداة توجيه وإرشاد أو أداة لفت الأنظار إلى ما ينبغي أن تكون عليه الإنسانية جمعاء، وأصحاب الديانات السماوية بشكل خاص.

  • نظير عياد

واعتبر أن التوقيع على الوثيقة الذي تم من قبل فضيلة الإمام الأكبر وقداسة بابا الكنيسة الكاثوليكية في أبوظبي؛ يؤكد على أن القادة الدينيين يُلقى عليهم العبء الأكبر والأوفى بضرورة تصحيح الأوضاع، والأخذ بيد الإنسان إلى العودة إلى إنسانيته بغض الطرف عن النزاعات المسلحة والحملات المشوهة والصراعات الدموية التي تقتل الإنسان بيد أخيه الإنسان، واصفاً هذا اليوم «وكأنه إعلان عن تصحيح لأمور كثيرة جداً، وعودة للإنسان إلى طبيعته التي خلق عليها والتي أراده الله لها».

بنود الوثيقة
وحول أهمية بنود «وثيقة الأخوة الإنسانية» والتي تؤكد على نشر قيم التسامح والعيش المشترك ونبذ الكراهية والعنف والتطرف، قال عياد: «إن الوثيقة اشتملت على جملة من المضامين التربوية والمبادئ الإنسانية التي تأخذ بالإنسان إلى إنسانيته، وتعود به إلى صوابه ورشده»، لافتاً إلى أن الوثيقة رفضت مفاهيم الإرهاب والغلو والتشدد والتطرف، وعدّلت من بعض المصطلحات التي تعكر الصفو العام، أو السلم المجتمعي أو التعايش بين الإنسان وأخيه الإنسان، كمصطلح الأقلية.
وأشار إلى أن الوثيقة وبما اشتملت عليه من مبادئ ونقاط مهمة جداً، أكدت على تكريم الأديان للإنسان، وجاءت تأكيداً لما عليه صحيح الدين المُنزّل من الله تبارك وتعالى، مؤكداً أن الوثيقة تتفق مع الدساتير الدولية والأعراف البشرية، فضلاً عن النصوص الدينية الصحيحة في نبذ كل ما يصادم الفطرة أو يناقض العقل أو يعكر الصفو، وبالتالي نبذت هذه النظرات المتشددة من غلو وإرهاب وتطرف وإمعان في إزلال الإنسان من قبل أخيه الإنسان.
ونوه إلى أن الوثيقة اتخذت في سبيل الدعوة إلى هذا كله منهج الأنبياء من خلال الدعوة بالحكمة والموعظة الحسنة، ومن خلال الدعوة إلى عرض هذه الأمور بما لها وما عليها من سلبيات، أو بما لها من أمور تفضي بالمجتمع للهلاك، ومن خلال لغة واضحة وهي لغة الحوار، تأكيداً لقول الله تبارك وتعالى: «ادْعُ إِلَىٰ سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ».

إنجاز عصري
حول تطبيق بنود الوثيقة من خلال أنشطة وفعاليات مجمع البحوث الإسلامية، قال الأمين العام: «نحن في مجمع البحوث ننظر للوثيقة على أنها منجز من منجزات العصور الحديثة، بل ومن أهم المنجزات، وندرك أن لها أبعاداً إنسانية تهدف إلى سمو الإنسان والارتقاء به إلى ما ينبغي أن يكون عليه».
وأضاف: «المجمع أطلق عدة حملات إلكترونية رداً على الدعوات المتشددة والمغرضة كالغلو والتشدد، وكان لنا بعض اللقاءات مع شركائنا في الوطن من خلال بعض الندوات التثقيفية أو العلمية، كما عمل المجمع على تفعيل الوثيقة من خلال بعض الكتابات التي أبرزت ما اشتملت عليه الوثيقة وما ينبغي أن تنهض به المؤسسات الدولية والتربوية والدينية لتفعيل بنود الوثيقة، ونعمل الآن بالتعاون مع جامعة الأزهر على طبع المؤتمرات العلمية التي أقيمت حول وثيقة الأخوة الإنسانية».