آمنة الكتبي (دبي)
أكد حمد المرزوقي مدير مشروع الإمارات لاستكشاف القمر في مركز محمد بن راشد للفضاء، أنه سيتم تحضير نموذج أولي لمستكشف القمر «راشد»، حيث سيتم إجراء الاختبارات اللازمة خلال الأشهر المقبلة، كما سيتم تنفيذ العديد من عمليات المحاكاة، وبعد تلك الخطوة ستبدأ عملية التصنيع، جاء ذلك أمس خلال الإعلان عن توقيع اتفاقية مع شركة الإطلاق الفضائي التجاري اليابانية «آي سبيس»، التي ستتولى تقديم خدمات توصيل الحمولة والمعدات الخاصة بمشروع الإمارات لاستكشاف القمر، وتُعد شركة «آي سبيس»، بموجب هذه الاتفاقية، الشريك الاستراتيجي للمركز عند إطلاق المشروع الذي يعتبر الأول من نوعه في العالم العربي.
وقال المرزوقي، إنه سيتم إطلاق المستكشف من فلوريدا بالولايات المتحدة في الربع الأخير من عام 2022، موضحاً أنه رغم صغر حجم «راشد» إلا أنه من المتوقع أن يرسل المستكشف على الأقل 1000 صورة، تتضمن لحظات الهبوط على سطح القمر وصور حرارية وذاتية بالإضافة إلى لقطات ليلية للأرض ، كما سيتم إرسال بيانات الملاحة التي تتضمن وقت الرحلة وتضاريس سطح القمر، وبيانات وحدة القياس بالقصور الذاتي، ودرجات الحرارة، ومستويات استهلاك الطاقة.
وأضاف أن مهندسي مركز محمد بن راشد للفضاء يعملون على تحديد مكان هبوط المستكشف على سطح القمر، من خلال تصميم نظام حركة خاص به، حيث تم الانتهاء من بناء الإلكترونيات فيه، على أن يتم الانتهاء من بناء النموذج الفعلي في مارس المقبل.
وأضاف: إن المستكشف «راشد»، الذي سيجري بناؤه بالكامل في دولة الإمارات، سوف يقوم بمهامه في يوم قمري، إلا أننا نطمح للعمل في الليل القمري، وذلك لا يزال قيد الدراسة.
وأضاف: سيحتوي المستكشف «راشد» على تقنيات ذات جودة وكفاءة عالية، ترتكز في عملها بشكل أساسي على تحليل البيانات والنتائج، دون الحاجة إلى إرسالها إلى الأرض، كما كانت الحال في المهمات السابقة، ومن بين الأجهزة التي سيتم تزويد المستكشف «راشد» بها خلال مرحلة التطوير كاميرات ثلاثية الأبعاد، وأنظمة استشعار واتصال متطورة وفعالة، وألواح شمسية لتزويده بالطاقة، وكاميرات لرصد الحركة عمودياً وأفقياً، وكاميرات المجهر لرصد أدق التفاصيل، وكاميرات التصوير الحراري.
ويُعد هذا المشروع جزءاً أساسياً من استراتيجية الإمارات لاستكشاف الفضاء، التي تهدف إلى بناء قدرات وإمكانات معرفية جديدة وإلهام الأجيال القادمة لدخول مجال علوم وأبحاث الفضاء، وتعزيز فرص التعاون والشراكات الدولية في مجال الاستكشاف الفضائي، وبعد تنفيذ هذه المهمة ستنضم الإمارات إلى قائمة الدول التي نجحت في إرسال بعثات استكشافية إلى القمر، بعد الولايات المتحدة وروسيا والصين.
مهمات استكشافية
وقال يوسف حمد الشيباني، مدير عام مركز محمد بن راشد للفضاء: «يصب مشروع الإمارات لاستكشاف القمر لتحقيق رؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم بترسيخ اسم الإمارات في قطاع الفضاء على الساحة العالمية عبر تنفيذ مهمات استكشافية تُثري المعارف البشرية وتسهم في تطوير التكنولوجيا في العالم بأسره، كما سيسهم هذا المشروع في رسم ملامح جديدة للاقتصاد الفضائي والمعرفي في الإمارات مواصلةً للتقدم الذي حققته الدولة في مجال استكشاف الفضاء، وصولاً إلى هدفنا الأساسي في ترسيخ اسم الإمارات بين طليعة الدول الرائدة في هذا المجال العلمي والحيوي».
الروبوتات الفضائية
بدوره، قال المهندس عدنان الريس، مدير برنامج المريخ 2117 ومدير أول لإدارة الاستشعار عن بُعد في مركز محمد بن راشد للفضاء: «يمثل مشروع الإمارات لاستكشاف القمر خطوة محورية من أجل تمهيد الطريق أمام إرسال مهمات استكشاف مستقبلية بسواعد أبناء الإمارات وتوطين التكنولوجيا التقنية للروبوتات الفضائية، إذ يتوزع الفريق الإماراتي إلى 4 فرق في المشروع بين فريق متخصص في بناء الهيكل الهندسي للمستكشف، وآخر مسؤول عن الاتصالات، وآخر مختص في إدارة الهندسة والمخاطر، وآخر مسؤول عن الأنظمة الحرارية والتصوير».
وأضاف: «يأتي تعاوننا مع شركة (آي سبيس) اليابانية انسجاماً مع الرؤية الطموحة لمركز محمد بن راشد للفضاء، والرامية لبناء منظومة فضائية حيوية ومستدامة بالاعتماد على فرص التعاون والشراكات المثمرة. ويمثل مشروع الإمارات لاستكشاف القمر محطة فارقة في القطاع الفضائي الإماراتي، حيث سيسهم في تزويد المجتمع العلمي العالمي ببيانات ومعلومات قيمة حول القمر، بالإضافة إلى تطبيق آليات اختبار جديدة ستحمل أهمية كبيرة للبعثات الفضائية المأهولة إلى المريخ مستقبلاً».
ابتكارات جديدة
وقال الدكتور جون ووكر، كبير مهندسي مركبات الاستكشاف الجوالة في «آي سبيس»: «نتوقع ازدياد معدل استخدام المركبات الفضائية صغيرة الحجم في مهام استكشاف القمر، وتسعدنا مساعدة مركز محمد بن راشد للفضاء على إرسال مستكشف القمر (راشد) إلى القمر، في خطوة ستمهد للمرحلة التالية من أنشطة الاستكشاف الخاصة في هذا المجال».
ومن المتوقع أن تسهم الشراكات بين القطاعين العام والخاص في دعم الجهود لإطلاق ابتكارات جديدة، وتعزيز نمو أنشطة السوق التجارية لاستكشاف القمر وازدهارها، خاصة مع توجه أنظار الحكومات والشركات في مختلف أنحاء العالم نحو هذه المجالات. وتسهم هذه المساعي في توسيع الآفاق الاقتصادية العالمية، وضمان مستقبل مستدام للبشرية.
«آي سبيس»
يتضمن التعاون قيام شركة «آي سبيس» بتوفير مركبة الهبوط، بالإضافة إلى توفير الاتصالات السلكية والطاقة خلال مرحلة الاقتراب من القمر، والاتصالات اللاسلكية بعد الهبوط، كما وتقوم شركة «آي سبيس» بتنفيذ المشروع في إطار مهمتها الاستكشافية الأولى، والتي من المقرر إطلاقها عام 2022 ضمن برنامج الشركة التجاري لاستكشاف القمر هاكوتو- آر، كما سيقوم الفريق الإماراتي في مركز محمد بن راشد لاستكشاف الفضاء بتطوير المستكشف «راشد» بسواعد مهندسين ومهندسات إماراتيين 100% يملكون خبرة بمجال تطوير الروبوتات، و«آي سبيس» هي شركة متخصصة باستكشاف القمر، ولديها أكثر من 130 موظفاً وتدير مكاتب باليابان وأوروبا وأميركا وتُدار «آي سبيس»، التي تأسست عام 2010، من قِبل فريق هاكوتو الياباني العلمي الذي كان من ضمن المرشحين الخمسة النهائيين في مسابقة جوجل لونار إكس برايز.