أبوظبي (وام)

 أكد عبدالله سالم عبيد الظاهري سفير الدولة لدى جمهورية إندونيسيا ورابطة الآسيان، أن العلاقات بين دولة الإمارات وجمهورية إندونيسيا تشهد تطوراً متنامياً، وتحقق إنجازات مستمرة يوماً بعد يوم، ويأتي تسمية أحد الشوارع الاستراتيجية والحيوية الإندونيسية باسم صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، دلالة على متانة وقوة العلاقات الثنائية الإماراتية -الإندونيسية على المستويات الرسمية والشعبية كافة . 
وقال الظاهري: إن هذه المبادرة تعد رسالة تقدير للدور البارز والريادي لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة في تعزيز التعاون الثنائي في المجالات كافة، ومثلت زيارة سموه إلى إندونيسيا في يوليو 2019 علامة فارقة ونقطة تحول هامة في مسيرة علاقة البلدين التي أصبحت حالياً شراكة استراتيجية. وأضاف  أن قيادتي البلدين ترتبطان بعلاقات قوية ومتينة تعكسها الاتصالات المستمرة والزيارات المتبادلة، وكان من نتيجة ذلك أن شهدت العلاقات الإماراتية - الإندونيسية تطوراً مستمراً، وعلى سبيل المثال أعلنت دولة الإمارات قبل أسابيع عن استثمارها 10 مليارات دولار مع الصندوق السيادي الإندونيسي، والتي ستركز على قطاعات استراتيجية في إندونيسيا تساهم في تحقيق التنمية والرخاء لشعبها الصديق.
 وعن فرص التعاون المستقبلي بين البلدين الصديقين .. أوضح أن المستقبل يبشر بالمزيد من التعاون المشترك نظراً للإمكانيات والقدرات والموارد الطبيعية والبشرية الهائلة التي يتمتع بها البلدان، وتؤمن دولة الإمارات بالأهمية الاستثمارية والاقتصادية الكبيرة التي تتمتع بها إندونيسيا باعتبارها أكبر اقتصاد في جنوب شرق آسيا ويتوقع لها أن تصبح سابع أكبر اقتصاد في العالم بحلول 2030. وأضاف أن التعاون الثنائي سيدخل مرحلة جديدة وآفاقاً أرحب لبناء شراكة استراتيجية تتيح الاستفادة من المقومات والفرص العديدة المتوفرة لدى البلدين في مختلف القطاعات.

التعايش السلمي
وقال: إن دولة الإمارات وإندونيسيا تجمعهما العديد من القواسم المشتركة الثقافية والاجتماعية .. فكلتاهما مجتمع متعدد ومتنوع يحترم التعايش السلمي والتنوع الثقافي ويرفض التعصب والعنف والكراهية، وعليه يمكن التعاون بين البلدين في إطار الوسطية والاعتدال عبر اعتماد وتنفيذ مشاريع وبرامج مشتركة لترسيخ مبادئ الأخوة الإنسانية والانفتاح على الشعوب والديانات والثقافات الأخرى على المحيطين الإقليمي والعالمي.

التعاون الاقتصادي 
وعن التعاون الاقتصادي والاستثماري بين دولة الإمارات وإندونيسيا .. نوه  إلى أن أهم ما يميز التوجه الراهن للاستثمار الإماراتي في إندونيسيا، هو استهداف قطاعات جديدة مثل الطاقة المتجددة والتصنيع الاستراتيجي وإنتاج لقاح فيروس كوفيد-19 وأجهزة الفحص بالليزر، الزراعة والأمن الغذائي، البنية التحتية، مزارع المانغروف، التعليم الرقمي، السياحة والاقتصاد الإبداعي، الشؤون الدينية وغيرها من المجالات. وأضاف : «حالياً لدى دولة الإمارات عدد من المشاريع الواعدة التي ستعزز العلاقات الثنائية لتصبح علاقة استراتيجية شاملة ومستدامة، ومن بين هذه المشاريع مشروع محطة الطاقة الكهربائية الشمسية، الذي تنفذه شركة أبوظبي لطاقة المستقبل «مصدر» بالتعاون مع شركة PJB بمنطقة Cirata بإقليم جاوا الغربية، وهي أكبر محطة طاقة شمسية عائمة في جنوب شرق آسيا والأولى من نوعها في إندونيسيا، ومشروع توريد الغاز البترولي المسال بقيمة 2 مليار دولار بين شركة أدنوك وشركة برتامينا، واتفاقية شركة موانئ دبي العالمية وشركة ماسبيون لإقامة شركة محاصة بقيمة 1.2 مليار دولار.

التعاون السياحي
وعن فرص تعزيز التعاون السياحي بين البلدين .. قال عبدالله سالم الظاهري: إن قطاع السياحة من القطاعات التي توفر فرصاً واعدة والمزيد من التعاون بين البلدين، نظراً لما تتمتع به البلدان من وجهات سياحية جاذبة، لاسيما للاستثمار الإماراتي الذي يمكن أن يوظف قدراته وخبراته لإقامة مشاريع سياحية مميزة في إندونيسيا. وأشار  إلى أنه بشكل عام هناك زيادة ملحوظة في عدد السياح الإماراتيين في إندونيسيا، وتوقع أن يزداد هذا العدد بعد عودة الحياة إلى طبيعتها والسماح بالسفر والحركة بعد السيطرة على جائحة كوفيد-19 وستلعب الرحلات الجوية اليومية التي توفرها «طيران الإمارات» و«الاتحاد للطيران» بين الدولة وإندونيسيا دوراً مهماً وكبيراً في زيادة عدد السياح وتطوير التعاون السياحي. 
وأكد أن البلدين قاما بعدد من الخطوات الهادفة للتعاون في هذا المجال، حيث وقعا مذكرة تفاهم بهذا الخصوص في يوليو 2019، مما شجع على البدء في مشاريع واعدة في هذا المجال، من بينها التوقيع على خطاب نوايا بين حكومة إقليم آتشيه وشركة مربان لتطوير السياحة بجزيرة سابانغ أقصى غربي إندونيسيا، والتي تبعد 5 ساعات بالطائرة من دولة الإمارات، مما يوفر وجهات سياحية جاذبة وقريبة للزائرين من الدولة. وأكد أن التقارب الاجتماعي والإنساني بين الشعبين يعد من أقدم وأعرق ملامح العلاقات الإماراتية- الإندونيسية.