دشنت دائرة تنمية المجتمع -أبوظبي، بالتعاون مع دائرة الثقافة والسياحة، غرفة متعددة الأديان لغير المسلمين، في متحف اللوفر باعتباره واحداً من أبرز الوجهات الثقافية والفنية والسياحية في الدولة، وهو ما سيسهم في تقديم خدمة للزائرين من غير المسلمين لممارسة شعائرهم الدينية وفقاً للعادات والتقاليد المتعارف عليها في الدولة، الأمر الذي يرسخ مكانة إمارة أبوظبي كمركز عالمي للوسطية والأخوة الإنسانية، ومنح أفراد مجتمعها كافة الحقوق والرعاية ونشر ثقافات التعايش بين مختلف الجنسيات على اختلاف ثقافاتهم.

جاء تدشين الغرفة بحضور المهندس حمد الظاهري وكيل دائرة تنمية المجتمع - أبوظبي، وسعود الحوسني، وكيل دائرة الثقافة والسياحة، ومانويل راباتيه المدير العام لمتحف اللوفر -أبوظبي، وعدد من المديرين التنفيذين والموظفين من الجهات المشاركة، حيث تم خلال الافتتاح تسليم تصريح غرفة متعدد الأديان، والذي يعد الثالث بعد مطار أبوظبي الدولي، ومستشفى كليفلاند.

وأكد سعادة المهندس حمد الظاهري، وكيل دائرة تنمية المجتمع: أن تدشين غرفة العبادة متعددة الأديان في متحف اللوفر في أبوظبي يأتي استكمالا للمبادرات والمشاريع التي تسهم في تعزيز جودة الحياة وتحقق من رؤية الدائرة في توفير حياة كريمة لكافة أفراد المجتمع، لاسيما أن مبادرة غرفة العبادة تؤكد مساعينا نحو خلق مجتمع متلاحم مبني على التسامح واحترام الآخر، وتهدف إلى تعزيز مفهوم الأخوة الإنسانية والتعددية الدينية والثقافية في إمارة أبوظبي، وتجسّد التلاحم المجتمعي بين كافة شرائح وأطياف المجتمع.

وأضاف الظاهري ان غرفة العبادة متعددة الأديان تجسد معاني التآلف والتراحم والاندماج الاجتماعي، فقد حظيت دولتنا بسجّل مشرّف نحو نشر مفاهيم التسامح والتعايش الإنساني على مستوى المنطقة والعالم، لاسيما أن الإمارات آمنت بأهمية الانفتاح على الشعوب، والعيش في تآلف وتراحم مع كافة الثقافات، وبفضل الله، وبتوجيهات قيادتنا الرشيدة، أصبحت واحة سلام وتسامح.

وثمّن الظاهري، هذه الخطوة في افتتاح غرفة متعددة الأديان في المتحف الذي يشمل على أقسام متنوعة أبرزها القسم الديني الذي يقصده آلاف الزوار من شتى دول العالم، فضلاً عن القاطنين على أرض الدولة باختلاف عقائدهم وشعائرهم الدينية، لذا فإنها ستحقق أهدافنا في ترسيخ السمعة المتميزة للإمارة كوجهة مثالية للتعايش والتسامح وتقبل الآخر.

وأوضح الظاهري أن الدائرة وضعت معايير ثابته وراسخة لتصميم غرفة متعددة الأديان، وتدشينها في مختلف الأماكن التي تكون مقصداً للزّوار من مختلف الجنسيات والثقافات والأديان، مشيراً إلى أنه يمكن للراغبين في تنفيذ إنشاء الغرفة في مواقع أخرى لم يتم التطرق لها، تقديم طلب إلى دائرة تنمية المجتمع ليتم دراسة مدى الحاجة لتطبيقها في الموقع المقترح واستيفاء الشروط التي تتماشى وفقاً للمعايير المعتمدة.

ومن جانبه قال سعود الحوسني وكيل دائرة الثقافة والسياحة في أبوظبي ان هذه الخطوة تجسد قيم التسامح والانفتاح واحترام الآخر، وتعكس رسالة الإمارات كمنارة للسلام الإنساني والتعايش بين الأديان، فالأخوة الإنسانية ليست شعاراً تطرحه الإمارات فحسب بل هي واقع ملموس يعيشه يومياً أفراد المجتمع الإماراتي الذي يحتضن أكثر من 200 جنسية.

وأضاف الحوسني، أنّ دائرة الثقافة والسياحة تضع في أولوياتها المكانة التي تحتلها الإمارة كوجهة سياحية أولى وملتقى حوار ثقافي دولي، وتسعى بكل إمكانياتها لإبراز دور الصروح الثقافية والمتاحف العالمية فيها كمساحات للحوار والتعايش والاندماج المجتمعي والوطني وركائز للتنمية المستدامة واقتصاد المعرفة.

ويبرز إنشاء غرفة العبادة متعددة الأديان مبادئ الدين الإسلامي والتي تحث عليها دولتنا لنظهر للعالم أجمع إنسانية الإسلام واحترامه الآخر وتقبله.

من جهته قال مانويل راباتيه المدير العام لمتحف اللوفر أبوظبي ان لوفر أبوظبي يعتبر متحفاً لراحة النفس والعقل، يروي لقاء الثقافات، وفي هذا الإطار، يسرّنا الإعلان عن افتتاح غرفة العبادة متعددة الأديان لزوار المتحف وموظفيه، لاسيما أن زوّار المتحف ينتمون إلى مختلف الثقافات، ونحن نسعى إلى تعزيز القصص الإنسانية المشتركة في عيونهم من خلال تسليط الضوء على أوجه الشبه التي تجمعنا والتي تتجلى في الأعمال الفنّية.