أبوظبي (وام) 

 برعاية سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، وزير الخارجية والتعاون الدولي، انطلق مساء أمس بديوان عام وزارة الخارجية والتعاون الدولي، ملتقى السفراء وممثلي البعثات التمثيلية للدولة في الخارج في دورته الخامسة عشرة، والذي تنظمه وزارة الخارجية والتعاون الدولي على مدار خمسة أيام في الفترة من 28 مارس إلى 1 أبريل 2021.
 ويأتي ملتقى هذا العام في ظروف استثنائية ناجمة عن جائحة «كوفيد - 19» العالمية والتي فرضت استحداث إطار جديدٍ، واستخدام أحدث تقنيات الاتصال المرئي لضمان عقد الملتقى بحلته الجديدة.
ويتيح هذا اللقاء السنوي لممثلي الإمارات العربية المتحدة في الخارج، التفاعل المباشر والتعرف على قضايا الوطن وأولوياته التنموية عن كثب لخدمة هذه القضايا والأولويات، ما يجعله أحد الجسور التي تجمع بين السفراء ورؤساء البعثات التمثيلية ومؤسسات الدولة، وذلك بما يحقق الترابط المطلوب بين السياستين الداخلية والخارجية.
 وافتتح سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، فعاليات اليوم الأول لملتقى السفراء ورؤساء البعثات التمثيلية للدولة في الخارج في دورته الخامسة عشرة بكلمة ترحيبية ألقاها عن بُعد عبر تقنية الاتصال المرئي، حيث سلط سموه الضوء على الدور المحوري الذي لعبته سفارات الدولة وبعثاتها التمثيلية في الخارج منذ بداية الأزمة لكونها صلة الوصل مع مواطني الدولة الموجودين في الخارج، من أجل تقديم أفضل ما يمكن من تسهيلات وخدمات، مع ضمان سلامتهم والتي لها موقع صدارة في أولويات وزارة الخارجية والتعاون الدولي.
وأضاف سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان: «على الرغم من صعوبة الظروف الدولية في ظل الجائحة، فقد كان لدولة الإمارات منجزات على المستوى العالمي، حيث شهد هذا العام دخول الدولة بشكل رسمي السباق العالمي لاستكشاف الفضاء الخارجي مع وصول (مسبار الأمل) إلى المريخ في بداية هذا العام، تزامناً مع ذكرى مرور خمسين عاماً على قيام اتحاد دولة الإمارات العربية المتحدة. كما شهد السلام والأمن في المنطقة والعالم تطورات ملحوظة، حيث حققت الدولة إنجازاً دبلوماسياً تاريخياً مع دولة إسرائيل يفتح المجال أمام إمكانات كبيرة في المجالات الدبلوماسية والعلمية والثقافية والاقتصادية، وغدت هذه الإنجازات اعترافاً بنموذج دولة الإمارات المميز الذي يقوم على التعايش والتقدم بجميع أشكاله. وإن هذا العام يأتي ليفتتح مرحلة ننطلق عبرها إلى الخمسين سنة المقبلة، حيث المئوية بانتظار أبناء الإمارات».
ودعا سموه جميع السفراء وممثلي البعثات التمثيلية للدولة في الخارج إلى المشاركة في رسم المستقبل، لتنجح الدولة نحو دبلوماسية إماراتية مبنية كما كانت دائماً على قيم سامية من نهج المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، ومن قيم المجتمع الإماراتي الذي يمثلونه. 
 وأكد سموه، أن «هذه القيم مبنية على ثوابت لطالما آمنّا بها، وطبقناها في كل مبادراتنا التي بنيناها مع دول العالم، إنها الأخوة الإنسانية، المساواة بين البشر، أولوية كرامة الإنسان، نشارك مع العالم العلوم والمعارف وتبني التسامح والاعتدال كبوصلة تحدد مسيرتنا».
وأكد سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان: «نحن في الإمارات نمثل تجربة تنموية سياسية فريدة ومتميزة؛ لأن استمرارية نجاحها مرهون بقدراتنا على استشراف المستقبل وفهم متغيرات العالم الذي أضحى أكثر تعقيداً ويشهد بروز توجهات جديدة تتطلب منا التأقلم كي نستطيع أن نسهم في إدارتها، لا أن ندار بها. وأن النظريات الأيدولوجية والدبلوماسية التقليدية لم يعد لها مكان في القرن الـ 21 الذي خلق واقعاً جديداً غيّر مفاهيم القوة واستخداماتها لحماية المصالح القومية لأي بلد. لقد أتت الجائحة أيضاً بمتغيرات لا يزال العالم يحاول فهمها والتأقلم معها».
وأضاف سموه، أن هناك بعدين جديدين قديمين على السفراء وممثلي البعثات التمثيلية للدولة في الخارج التركيز عليهما في الفترة القادمة، ألا وهما الاقتصاد والعلم كمقومات أساسية في العمل الدبلوماسي: في الجانب الاقتصادي، لقد أنجزت دولة الإمارات معجزة اقتصادية. فكما تعرفون جيداً فإن رؤية قيادتنا الرشيدة تركز الآن على تمكين الإمارات، ليس للحفاظ على الموقع الاقتصادي، بل للقيام بنقلات نوعية تتماشى مع متغيرات العصر. لذلك لا بد لسفارات الدولة في الخارج أن تصبح بوابات لجذب الاستثمار إلى دولة الإمارات وتعميق التجارة البينية مع الدول، وحماية مصالح شراكاتنا في الخارج وتوسيع أعمالنا. وأما في شأن العلم والعلوم والمعرفة، فقد دخلت دولة الإمارات سباق القرن الـ 21، وهو سباق على امتلاك الحقوق الفكرية في شتى مجالات العلوم. وما استضافة مقر الوكالة الدولية للطاقة المتجددة (أيرينا) إلا لنكتسب المعرفة في هذا المجال لمستقبل الإنسانية، كي نصبح رواداً في مجال الطاقة المتجددة. وما مهمة مسبار الأمل التي نفخر بها إلا لتعميق معارفنا في مجال استكشاف الفضاء ونصبح أيضاً من الدول الرائدة في التطوير.
وشهد الملتقى في يومه الأول كلمة افتتاحية لمعالي الدكتور أنور قرقاش، المستشار الدبلوماسي لرئيس الدولة، استعرض خلالها الخبرة التي اكتسبها خلال مسيرته في وزارة الخارجية والتعاون الدولي. وشمل أيضاً مداخلات لكل من معالي خليفة شاهين المرر، وزير دولة، ولانا زكي نسيبة، مساعدة وزير الخارجية للشؤون السياسية والمندوب الدائم لدولة الإمارات لدى الأمم المتحدة، فضلاً عن كلمة لسعيد الحبسي، مدير إدارة حقوق الإنسان في وزارة الخارجية والتعاون الدولي.

الملتقى
يشهد الملتقى هذا العام مشاركة عددٍ من الوزراء ومجموعة من كبار المسؤولين ومديري الإدارات في وزارة الخارجية والتعاون الدولي، وعددٍ من المؤسسات والهيئات الحكومية في الدولة من مختلف القطاعات، بالإضافة إلى سفراء الدولة ورؤساء البعثات التمثيلية للدولة في الخارج، ما يساهم في تعزيز وتطوير أهداف الدبلوماسية الإماراتية. 
 وعلى مدار خمسة أيام متواصلة، سيتناول الملتقى محاور رئيسة في المجال السياسي والاقتصادي والثقافي والقانوني والابتكار والعلوم المتقدمة، كما سيستعرض المشاركون في الملتقى أهم وأبرز إنجازات وزارة الخارجية والتعاون الدولي، وأهم المستجدات في عملها وبرامجها المختلفة، لا سيما في القطاع القنصلي.
 ويأتي انعقاد الملتقى في إطار حرص وزارة الخارجية والتعاون الدولي على تعزيز التواصل والتفاعل بين الوزراء والمسؤولين مع سفراء الدولة في الخارج لتبادل الآراء والاطلاع على مختلف مستجدات القضايا الإقليمية والدولية.
الجدير بالذكر أن ملتقى السفراء ورؤساء البعثات التمثيلية الإماراتية في الخارج يُعقد سنوياً في العاصمة أبوظبي، حيث يمثل فرصة مهمة للتفاعل والحوار وتبادل الآراء والأفكار مع القيادة والمسؤولين في الدولة وسفراء وممثلي البعثات التمثيلية في الخارج على الساحتين الإقليمية والدولية، بما يعزز أداء السياسة الخارجية الإماراتية وفاعليتها.