تحتفل دولة الإمارات العربية المتحدة باليوم العالمي للسعادة الذي يوافق 20 مارس من كل عام، بإنجازات استراتيجية تعزز سعادة المجتمع بكافة فئاته، وتحقق أفضل جودة حياة ممكنة للأفراد، تجسيداً لرؤية القيادة بأن تكون الإمارات دائماً في مقدمة دول العالم كأفضل مكان للعيش والاستقرار والرفاهية بالسعادة وجودة الحياة.

ومطلع العام الجاري 2021، اعتمد مجلس الوزراء "السياسة الوطنية لجودة الحياة الرقمية" كإطار عمل داعم ضمن ممكّنات تحقيق مجتمع رقمي إيجابي وآمن، توافقاً مع توجّهات الاستراتيجية الوطنية لجودة الحياة 2031، وانسجاماً مع مئوية الإمارات 2071، من خلال العمل على تحقيق أهدافها التنموية نحو المستقبل، خاصة في مجالات تهيئة المجتمع بالمهارات والمعارف والسلوكيات التي تستجيب للمتغيرات المتسارعة، حيث تهدف السياسة إلى خلق مجتمع رقمي آمن في دولة الإمارات، وتعزيز هوية إيجابية ذات تفاعل رقمي هادف.
 

وأظهرت أحدث الإحصائيات التقدم الكبير لمجتمع دولة الإمارات في مؤشرات الحياة الرقمية، وذلك في ظل انتشار ثقافة استخدام الإنترنت، وتوفر ورواج استخدام وسائل التواصل الاجتماعي على نطاق واسع.
 

وتقف دولة الإمارات في المراكز الأولى عالمياً بمجموعة من المؤشرات المتعلقة بالإنترنت والتواصل الاجتماعي، حيث تتصدر الإمارات دول العالم في مؤشر انتشار التواصل الاجتماعي بين إجمالي السكان بنسبة 99%، وتتصدر عالمياً في مؤشر نسبة الاشتراكات في خدمات الهواتف النقالة، والتي بلغت في دولة الإمارات 187% نسبة إلى إجمالي عدد السكان في 2019.
 وبلغ عدد سكان العالم الذين يتواصلون على الانترنت 4.13 مليار نسمة في عام 2019، وتبلغ نسبة مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي 80%-90% من السكان في العديد من الدول المتقدمة، وهي في ازدياد بسبب الجائحة التي تتطلب تكنولوجيا العمل والتعليم عن بعد، والتسوق الرقمي والترفيه وغيرها من التطبيقات، حيث تشكّل منصات التواصل الاجتماعي حافزاً لزيادة عدد مستخدمي الانترنت، وبعض هذه المنصات تستحوذ على عدد مشتركين فعليين يوازي سكان أكبر دول العالم تعداداً.
 

كما أظهرت إحصائيات السعادة وجودة الحياة أن 76% من السكان في دولة الإمارات يعتبرون أن الحياة الرقمية تشكل فرصاً أكثر من المخاطر، و67% منهم يشاهدون فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي كل يوم، و72% يفضلون إجراء معاملاتهم رقمياً إن أمكن.

ويسعى مجلس جودة الحياة الرقمية في دولة الإمارات، إلى بناء واقع إيجابي للتكنولوجيا والعالم الرقمي، يتفاعل فيه الجميع بشكل متوازن وسليم، وهذه المهمة تزداد أهمية في ظل كوفيد-19، حيث الجهود العالمية للتخطيط لكيفية التعايش معه، واستقراء ملامح العالم الجديد، وتوظيف التكنولوجيا بشكل كبير ومتسارع لإيجاد عدد من الحلول لضمان استمرارية الأعمال والتعليم من خلال تطبيقات العمل والتعليم عن بعد. لذا، كان من الضروري تعزيز جودة العلاقات المجتمعية الرقمية وزيادة المعرفة والتواصل، من خلال تبني سلوكيات رقمية عملية وإيجابية لدى الأفراد، وهو ما أحاطت به السياسة.
 

وتستند رؤية السعادة وجودة الحياة في دولة الإمارات إلى واقع تطور الحياة الرقمية ومتطلباتها المستجدة في مختلف المجالات التي تستوجب التفاعل مع العالم الرقمي. مثل: متطلبات التعلم عن بعد ووسائل التعلم الرقمية، والبحوث والمناهج الرقمية، ومتطلبات الحياة المهنية كالعمل عن بعد، ووسائل البحث، والرسائل الالكترونية. ومنصات تقديم الخدمات الحكومية والخدمات الذكية وعمل الحكومات بشكل عام. والتواصل والاتصال الاجتماعي، منصات التواصل والدردشة ومشاركة الوسائل المرئية والصوتية. ووسائل الترفيه والألعاب الالكترونية، والأفلام القصيرة، والتسوق عبر الانترنت، وسواها، وهو ما يعزز واقعاً اجتماعياً مثالياً بسعادة أكثر وجودة حياة أفضل على نطاق المجتمع.

وساهم البرنامج الوطني للسعادة وجودة الحياة أواخر مارس 2020، في إطلاق الحملة الوطنية للدعم النفسي "لا تشلون هم" بهدف تقديم الدعم النفسي لكافة أفراد المجتمع في مواجهة تفشي "كوفيد 19"، تواصلت لــ 7 أسابيع عبر منصات التواصل الاجتماعي، وحققت أكثر من 900 ألف تفاعل ومشاركة من مختلف فئات مجتمع دولة الإمارات. هذه الحملة برزت وحققت أفضل النتائج بجهود 60 طبيباً واختصاصياً نفسياً واجتماعياً من المتطوعين من أجل تعزيز الصحة النفسية للمجتمع، ومستقبل الصحة النفسية ما بعد "كورونا".