أبوظبي (وام)
أكد الأرشيف الوطني أن حفظ تاريخ الدولة ظل يشكل أولوية قصوى طوال السنين الماضية، وذلك انسجاماً مع توجيهات صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة «حفظه الله» بأن يكون عام 2021 في دولة الإمارات «عام الخمسين»، احتفاء بالذكرى الـ 50 لتأسيس الدولة.
وظل الأرشيف الوطني بفضل دعم القيادة الرشيدة، وبناء على توجيهات سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة، الحارس الأمين على ذاكرة الوطن، وحفظ السجلات التاريخية منذ تأسيسه في عام 1968 بتوجيهات الباني والمؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، «طيب الله ثراه».
وقال معالي حمد عبدالرحمن المدفع الأمين العام لشؤون المجلس الأعلى للاتحاد في وزارة شؤون الرئاسة، رئيس مجلس إدارة الأرشيف الوطني - بهذه المناسبة -: «ونحن نتلقى توجيهات صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، بأن يكون عامنا هذا«عام الخمسين» نعاهد قيادتنا الرشيدة على مواصلة المسيرة الوطنية من أجل صناعة مستقبل أكثر إشراقاً وبهجة للأجيال، ونواصل حفظ إرث المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، وإخوانه الآباء المؤسسين، ونوثق إرث القادة العظام الذين تابعوا مسيرتهم في التطوير والازدهار والارتقاء بالإنسان».
وأضاف: «الأرشيف الوطني، وهو يعبر إلى الخمسين عاماً المقبلة يسير بخطى واثقة نحو مستقبل أفضل للأجيال، يحفظ لهم ذاكرة وطنهم الحافلة بالإنجازات التي أبهرت العالم، ويعمل على تحقيق رؤى القيادة الرشيدة والمسيرة التنموية الشاملة، وعلى هذا الصعيد فإن المسؤولين في الأرشيف الوطني وجميع الموظفين ملتزمون بإبراز قيم الماضي وإنجازاته التي يفخر الأرشيف الوطني بحفظها في أرشيفاته، وبإتاحتها أمام أبناء الوطن للاعتزاز بتاريخهم المجيد، ونحن على ثقة بأن شباب الوطن على قدر المسؤولية، وسيقدمون أفكارهم الإبداعية وتصوراتهم الابتكارية التي تستشرف المستقبل في سبيل دعم تحقيق الإنجازات الوطنية، وتعزيز مسيرة التقدم والازدهار».
من جهته، قال عبد الله محمد الريسي مدير عام الأرشيف الوطني: «إن ما حملته كلمة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة «حفظه الله» من تفاصيل تمثل إضاءة مهمة على خارطة الطريق التي تمتد لتصل إلى مئوية دولة الإمارات، ونحن في الأرشيف الوطني نواصل العمل من أجل بلورة استراتيجية الأرشيف الوطني في الخمسين عاماً المقبلة على ضوء توجيهات قيادتنا الحكيمة، وبناء على استقراء ملامح المستقبل، وما يتطلبه من خطط استراتيجية رائدة ومشاريع وطنية طموحة تصبّ في المسار الذي يجعله يحافظ على تميزه مع مزيد من التقدم بين الأرشيفات العالمية الكبرى».
وأضاف: «إن ما شهدته الإمارات من نماء وتطور وازدهار حدث في زمن قياسي، فقد سطرت الإمارات نجاحاً لا مثيل له في تحقيق معدلات عالية في مختلف مجالات التنمية، وهذا ما يبعث فينا الأمل والتفاؤل، ويشحذ عزيمتنا لمواصلة المسيرة بجد وبإرادة صلبة لنصل إلى مئوية الإمارات، ونحن أكثر تطوراً وتقدماً على صعيد العمل الأرشيفي، وعلى جميع الصعد، وفي مختلف المجالات، ونحن نسير خلف قيادتنا الحكيمة التي عانقت الفضاء بطموحاتها وهي تمهد الطريق إلى المستقبل».
من ناحيته، أكد عبد الله ماجد آل علي، المدير التنفيذي للأرشيف الوطني، أن الأرشيف الوطني يضع في مقدمة مهامه الحفاظ على ذاكرة الوطن وتوثيقها وأرشفتها في النصف الثاني من هذا القرن وفق أرقى المعايير والممارسات في العالم، كما يحرص على مواكبة التقنيات المتطورة والمتجددة، وتصدير البُعد التاريخي الذي نفخر به للعالم لتتخذه الأمم تجربة وطنية مثالية، وسنعمل من أجل ذلك على وضع الخطط والآليات الواضحة التي تمكن الأجيال القادمة من مواصلة هذا الدور الوطني، وتعزيزه برؤية قيادتنا الشاملة التي تمهد للتطور بما فيه الخير للإمارات وللإنسانية والعالم.
وأضاف، من المؤكد أن الأرشيف الوطني سيواصل دوره في التنشئة الوطنية، وأداء مسؤولياته المجتمعية، ورسالته الوطنية بثقة تامة في توثيق ماضي الإمارات المجيد، وتدوين الحاضر الزاهر، على الطريق نحو مستقبل يزيد الإمارات رفعة وتقدماً وازدهاراً.
ولفت إلى أن الأرشيف الوطني، وهو يعدّ خطته الاستراتيجية للخمسين عاماً، فإنه سيطلق عدداً من المبادرات مثل: توفير مختبر بحث علمي لإتاحة الابتكارات في مجال الأرشفة، وإنشاء مركز للتدريب والتطوير الأرشيفي، وتطوير برامج لمساعدة الجهات الحكومية لإدارة الوثائق الإلكترونية.
وأشار إلى أن الأرشيف الوطني في مطلع العام الجاري دعا عبر مواقع التواصل الاجتماعي إلى مشاركة الجميع من داخل الأرشيف الوطني وخارجه لتزويده بالأفكار الإبداعية في صناعة المستقبل في قطاع الأرشفة وحفظ التاريخ في الخمسين عاماً القادمة.
وأبدى الأرشيف الوطني اهتماماً كبيراً بتصميم مستقبل الأرشيفات في معظم فعالياته، ففي جلسة حوارية عالمية نظمها وشارك فيها رؤساء كبريات الأرشيفات في العالم بعنوان «مستقبل الأرشيفات ما بعد كوفيد-19» بحث الأرشيف الوطني مستقبل أداء الأرشيفات في حفظ التاريخ والتراث للأجيال، وقد تمّ التأكيد فيها على أهمية الحفاظ على الملفات والوثائق التاريخية، والتوثيق الرقمي الخاص بالجهات صاحبة القرار، وأهمية توسيع دائرة التواصل عن بعد، وخلق نموذج جديد للتواصل البناء عبر الإنترنت، وتعزيز دور الأرشيف في البحث والإبداع وتوفير المعلومات المهمة لأجيال المستقبل.
كما تم التركيز على أهمية حفظ الوثائق التاريخية، والتدريب على استخدام التقنيات، والاستمرار في تحويل الوثائق التقليدية إلى رقمية، وسلطت الجلسة الضوء على أهمية /الذاكرة الجمعية/، وأهمية الحاضر بالنسبة للأجيال التي تتطلع نحو آفاق المستقبل، وأهمية تحويل المرحلة الراهنة إلى فرصة لجمع مزيد من المعلومات التي تستفيد منها الأجيال القادمة.
وأوضح الأرشيف الوطني أهمية الأرشيف الرقمي للخليج العربي والذي يتضمن آلاف الوثائق التاريخية ويتيحها للجميع مجاناً عبر الإنترنت، وكان من المواقع الأرشيفية التي استفاد منها عدد هائل من الباحثين في هذه المرحلة، وقد جاء هذا المشروع من جراء اهتمام الأرشيف الوطني بالمستقبل واستقرائه لما يحمله من أحداث.
ويجسَدَّ اهتمامُ الأرشيف الوطني بتصميم مستقبل قطاع الأرشفة وحفظ التاريخ بتركيزه في ارتباط الأرشيف بعمل المكتبات، وتعزيز دوره في حفظ وإتاحة السجلات الحكومية أمام متخذي القرار والباحثين، وتوزيعه الأدوار ومهام الأرشفة لتشمل إمارات الدولة كافة، والاهتمام بالتحول الرقمي في حفظ وإتاحة الوثائق، وإدخال الذكاء الاصطناعي في الفهرسة والبحث.
تعزيز إجراءات الأمن والسلامة لحفظ المحتويات
جمعة النعيمي (أبوظبي)
يتخذ الأرشيف الوطني مجموعة من التدابير، وفقاً للمواصفات القياسية، لتفادي وقوع أية أضرار على المواد الأرشيفية المحفوظة به أو فقدانها، وتحقيقا لأعلى مستويات الأمن والسلامة في مواقع الحفظ، وتوفير البيئة المناسبة للحفاظ على المواد الأرشيفية المحفوظة، والتخطيط للاستعداد لمواجهة الكوارث والاسترجاع بعد وقوعها.
ووفر الأرشيف الوطني المواصفات المناسبة في مبانيه وقاعاته، من خلال تصميم المخازن ومواقع التخزين حسب مواصفات الأمن والسلامة، مع تفادي استخدام المواد الضارة والخطيرة فيها مثل: الكهرباء، وقنوات المياه، وتأمين المداخل والمخارج «الأبواب – الحراسة»، واختيار وتركيب التجهيزات المناسبة لتصفيف الأرشيف «رفوف حديدية»، وتوفير المناخ المناسب «درجات الحرارة ونسبة الرطوبة»، وتركيب نظام تكييف الهواء، وتوفير فتحات للتهوية الطبيعية للمخازن عند الحاجة، وتوفير نظام الكشف المبكر عن الحريق، ونظام الإطفاء التلقائي للنار، والتخطيط وتنفيذ عملية المراقبة الدورية لمعدات وأجهزة الحفظ والأمن والسلامة في مواقع الأرشيف، ووضع نظام مكافحة الحشرات والقوارض، والتنظيف الدوري للمخازن.