هالة الخياط (أبوظبي)
تستشرف دولة الإمارات المستقبل بتطوير قطاع نقل ذكي ومستدام، وبانتهاج كل ما هو متطور وحديث في هذا القطاع الحيوي.
وتهدف كل من استراتيجية إدارة حركة التنقل لإمارة أبوظبي، وخطة النقل البري الشاملة (أبوظبي)، واستراتيجية دبي للتنقل الذكي ذاتي القيادة، ومبادرة دبي للتنقل الأخضر، إلى تحقيق تنقل مستدام وآمن في الدولة.
وتدرس الجهات المعنية في الدولة العديد من البدائل، فمن المركبات ذاتية القيادة إلى التاكسي الجوي، ووحدات النقل المعلقة وقطار المستقبل «الهايبرلوب»، وهذه كلها أفكار مطروحة وقيد الدراسة لتنفيذها خلال السنوات المقبلة في الدولة.
وتؤكد القطاعات المعنية بقطاع النقل في الدولة التزامها بدعم النقل المستدام والتوجه القائم نحو استخدام المركبات ذات الانبعاث المنخفض، باعتماد أفضل المواصفات والمعايير الخاصة بوسائل النقل المختلفة، وتطبيق أحدث التقنيات في هذا القطاع، وتحفيز أفراد المجتمع على التوجه أكثر نحو استخدام المركبات الصديقة للبيئة، في إطار الحرص على تعزيز معايير جودة الحياة في الإمارة.
وتعمل الدولة على إرساء البنية التحتية اللازمة، من تشريعات وتكنولوجيا متطورة لاستخدام المركبات ذاتية القيادة، وتعزيز وسائل النقل الذكي والمستدام.
وتعد وحدات النقل المعلقة نظاماً مستقبلياً للتنقل تدرس تطبيقه هيئة الطرق والمواصلات في دبي، وتمتاز باستخدام مساحة أرض أقل بعدة مرات، مقارنة بالأنظمة التقليدية ذات السعة نفسها وكفاءة استخدام للطاقة بمقدار أقل خمس مرات عن المركبات الهوائية.
وتعتزم الدولة إنشاء أول وحدة هايبرلوب تجاري بين أبوظبي ودبي في المرحلة الأولى، ليتم تطويرها لاحقاً لإنشاء شبكة تجارية مترابطة عبر كافة أنحاء الدولة ومخارجها.
ويساهم نظام الهايبرلوب الذي يطلق عليه «قطار المستقبل» في خفض تكاليف الشحن بحوالي الثلثين بالمقارنة بنفقات الشحن في القطارات عالية السرعة.
وسيغير نظام الهايبرلوب في جانب تخطيط المدن، وسيوفر مساحات مواقف، كما سيغير خريطة انتقال الركاب بين الوجهات المختلفة داخل المدينة، وبين المراكز اللوجستية كالمطارات والموانئ.
كما أن التاكسي الجوي أصبح استخدامه مطروحاً بعد طرح أول نسخة له في جيتكس 2020، وجار العمل حالياً على سن التشريعات اللازمة، وإقامة البنية التحتية المناسبة، والتأكد من إجراءات السلامة وتعديل المحركات.
واعتمدت إمارة أبوظبي في نهاية 2019 أول مركبة ذاتية القيادة ضمن شبكتها للتنقل الذاتي، ضمن خطة تطوير وتوسيع نظام التنقل المستدام بالمدينة.
وتعد مركبة «نافيا أوتونوم» مركبة ذاتية القيادة بالكامل، وتضم 8 مقاعد قادرة على استيعاب 12 راكباً، وتصل سرعتها القصوى إلى 25 كلم في الساعة، ومزودة بكاميرات وأجهزة استشعار، وتوفر خرائط ثنائية وثلاثية الأبعاد لتحديد العوائق وموقعها بالنسبة للمركبة، وبنظام المواقع العالمي GPS لتحديد موقع المركبة، بالإضافة إلى نظام التواصل مع إشارات المرور.
وتمتاز المركبة التي اعتمدتها مصدر مع دائرة البلديات والنقل بأنه يتم تشغيلها بالكامل بالكهرباء، ويستمر الشحن لنحو 8 إلى 9 ساعات، ويمكن إعادة الشحن خلال 30 دقيقة، وتمتاز المركبة بالأمان العالي، ويمكن تشغيلها بالشوارع الخارجية. وتمتاز شبكة الطرق في الدولة بمواصفات عالمية وجودة عالية، والتزاماً عالياً بتطبيق أعلى المعايير العالمية في التصميم والتنفيذ، بما يحقق أعلى معايير السلامة والأمن لمستخدمي الطرق. وتعمل الجهات المعنية على تحسين وتطوير البنية التحتية لشبكة الطرق، بالإضافة إلى المحافظة على أصول الطرق الرئيسية، والتأكد من أن شبكة الطرق الرئيسة تعمل بشكل فعال وآمن وبأقل أثر على البيئة، تماشياً مع أهدافها لتخفيف الازدحام المروري، وزيادة انسيابية حركة التنقل في أرجاء الدولة.