أبوظبي (الاتحاد) 

استعرضت جلسات المحور الأول في مجلس محمد بن زايد لأجيال المستقبل «عالم متغير»، عدداً من القضايا المهمة، والتي تم من خلالها التأكيد على أن الوضع الجديد يحمل فرصاً جديدة للشباب في دولة الإمارات من خلال طرق التعلم الجديدة، وبحث المهارات الأكثر طلباً في المستقبل وكيف على الشباب العمل على مواجهة الضغوطات مع ذكر مجموعة من النصائح التي تمكن الشباب من التأقلم مع الواقع الجديد ليكونوا أكثر قدرة على الإبداع والتميز.
ناقشت جلسة «أساليب جديدة للتعلم» التغيير المطلوب في المهارات بما يتناسب مع متطلبات القرن الحادي والعشرين، والتي يتعين على الشباب في دولة الإمارات إتقانها للتمكن من مواكبة احتياجات العمل المستقبلية وأن يتبنوا مفهوم التعلّم مدى الحياة، واكتساب مهارات ريادة الأعمال، والتكيف مع التغيير، والتواصل بفعالية، وامتلاك مهارة التفكير النقدي، والقدرة على النجاح في العمل الجماعي. 
وأكد معالي حسين الحمادي، وزير التربية والتعليم، على أن التعليم في دولة الإمارات منظومة متكاملة تعمل تحت مظلة العديد من الاستراتيجيات الوطنية مثل الاستراتيجية الوطنية للابتكار، والاستراتيجية الوطنية للذكاء الاصطناعي، واستراتيجية الإمارات للثورة الصناعية الرابعة، والاستراتيجية الوطنية لاستشراف المستقبل، وذلك ضمن منظومة شاملة تضم بداية من مراحل الطفولة المبكرة وحتى المراحل الجامعية، حتى التخرج وبدء مرحلة التعلم مدى الحياة.
وقال في حديثه خلال الجلسة التي قدمها محمد خليفة النعيمي، مدير مكتب شؤون التعليم في ديوان ولي عهد أبوظبي «إن منظومة التعليم في دولة الإمارات في تطوير وتحديث مستمرين، لاسيما في مجالات البرمجة والتحليل ودراسة البيانات»، مشيراً إلى بدء تدريس مادة التصميم والتكنولوجيا في المراحل المبكرة للتعليم، حيث تعمل الوزارة على تطويرها بصورة مستمرة حتى تم الإعلان عن معاييرها الحديثة مؤخراً.
وأضاف معاليه: «إن إلمام الطلبة بالبرمجة والتحليل ودراسة البيانات لن يقتصر على معرفتها وحسب، وإنما على إتقانها وتطبيقها ضمن مشاريع، لذلك فإن منظومة التعليم في دولة الإمارات بدأت بالتركيز على مشاريع الطلبة، وكيف يمكن للطالب أن يقوم بنفسه أو بالتعاون مع أقرانه بتنفيذ مشروع محدد، هذا إلى جانب التعاون مع الجهات الوزارية والحكومية وشركات القطاع الخاص للاطلاع على المشاريع المنجزة وطرح الحلول والمقترحات، وتمكين الطالب من البحث فيها وتطوير حلول تقنية لها».
وتابع معاليه: إن الوزارة عملت على توحيد مادة «ريادة الأعمال والابتكار» في كافة الجامعات بالدولة، إلى جانب إنشاء مراكز للابتكار وريادة الأعمال للطلبة في الجامعات، ودعم الجهات الحكومية لهذه المراكز البحثية والتطبيقية بما يعزز الفائدة المرجوة للطالب.
وأشار معاليه إلى تطلع دولة الإمارات نحو المستقبل، وهو ما يستوجب التركيز عليه من كافة فئات المجتمع لاسيما الشباب، بما يضمن تحقيق رؤية الإمارات 2071، والوصول إلى اقتصاد معرفي قوي، الذي يرتكز على الابتكار وتطبيق المعرفة وإنتاج المعرفة، لافتاً إلى ثقته الكبيرة بقدرة الشباب على المساهمة في تحقيق هذه النقلة في الاقتصاد المعرفي في الدولة بما يملكونه من إبداع وابتكار.

  • حنان اليافعي

من جانبها، قالت حنان اليافعي الرئيس التنفيذي لـ«HUB71» إن 10% من الشركات الناشئة في الإمارات تختص في مجال التعليم، وعلى اختلاف اللغات لمحتوى هذه الشركات الناشئة، فإن اللغة الأساسية هي اللغة العربية، مشيرة إلى إطلاقهم في HUB71 منصة لإثراء المحتوى الإعلامي للأطفال في مراحلهم المبكرة باللغة العربية، في إطار سعيهم لمساعدة الأطفال وأولياء أمورهم والكادر التعليمي على تلقي المعلومات من المنصة، إلى جانب المنصات الأخرى التي توفرها مؤسساتهم التعليمية».

  • سناء سهيل

من جهتها، قالت سناء محمد سهيل، رئيس فريق تأسيس هيئة أبوظبي للطفولة المبكرة في مداخلتها: «إن الكثير من الاهتمامات والقيم والمبادئ تترسخ عند الإنسان في مرحلة الطفولة المبكرة خصوصاً في المرحلة العمرية دون سن 8 سنوات، ولذلك نركز في هيئة أبوظبي للطفولة المبكرة كوننا المعنيين بتنمية قطاع الطفولة المبكرة بشكل شامل ضمن أربعة محاور رئيسية ومهمة، تتمثل في التركيز على التعليم المبكر والرعاية، والصحة والتغذية، إلى جانب حماية الطفل، والرعاية الأسرية». 
ووجهت نصيحة للشباب بعدم وضع أي حدود لطموحاتهم وتطلعاتهم، فهذه الحواجز هي ليست حقيقية إنما هي انعكاس للعقل الباطن، كما دعتهم للاجتهاد والمثابرة باعتبارهما وسيلة للوصول إلى شغفهم وتحقيق الإنجازات المثالية.

  • ويندي كوب

قالت ويندي كوب، المدير التنفيذي والشريك المؤسس لمؤسسة «التعليم للجميع»، في مداخلتها خلال الجلسة: «أعمل منذ حوالي أكثر من عام على دعم شبكتنا التي تضم معلمين ومعلمات مدافعين عن الأطفال لضمان بقاء الطلاب آمنين وللتأكد من حصولهم على فرصة متساوية في التعلم خصوصاً في ظل هذه الأوضاع الصعبة، وباعتقادي أن ما بدا أكثر وضوحاً خلال الأشهر الماضية هو حاجتنا للعمل على إعداد هذا الجيل من الأطفال والشباب لقيادة مستقبل ملهم».
وأشارت ويندي إلى أن الأوضاع الاقتصادية متغيرة باستمرار، وتواجه تحديات تزداد في التعقيد وغير معروفة في المستقبل، ولذلك فإنه وللوصول إلى تحقيق تطلعاتنا ببناء مجتمعات عادلة وشمولية آمنة ومستدامة يتعين تطوير قدرات طلابنا حتى يكونوا قادة يمكنهم تشكيل ملامح مستقبل أفضل.

  • د. لوري ر. سانتوس

في جلسة «الصحة النفسية والتعامل مع التغيير» أكدت الدكتورة لوري ر. سانتوس، أستاذة علم النفس ورئيسة كلية سيليمان في جامعة ييل، الولايات المتحدة، على أهمية الصحة النفسية، وأهمية السعادة وتأثيرها على الأداء الوظيفي والإبداع، داعية الشباب إلى ضرورة العمل للتغلب على هذه التحديات.
وأشارت الدكتورة لوري إلى حاجتنا لإيجاد طرق لنصبح اجتماعيين ولكن في مجال آخر، حيث نحتاج إلى بذل المزيد من أجل الآخرين. وقالت «كل دراسة متاحة عن الأشخاص السعداء تشير إلى أنهم أشخاص اجتماعيون بنسبة أكبر، فهم يميلون إلى التطوع بوقتهم من أجل القضايا التي يهتمون بها، ويتحكمون في دخلهم، ويميلون إلى التبرع بأموالهم، وهذا يعني أنهم أكثر اهتماماً بالآخر، وعلى الشباب أن يكونوا كذلك ليعيشوا بسعادة».

  • خولة حماد

من جهتها أكدت خولة حماد، المؤسس والرئيس التنفيذي لمنصة «تكلم» الإلكترونية على أهمية الصحة النفسية، وأوضحت أن رحلتها في العمل في هذا القطاع بدأت قبل عام بعد تجربة شخصية كافحت فيها للحصول على المساعدة المهنية التي تحتاجها، وقالت: «رأيت فرصة وقررت إنشاء حل من شأنه أن يساعد الناس على الوصول إلى خدمات الصحة النفسية بطريقة مريحة وخصوصية وبأسعار معقولة».

بيئة العمل
استعرض علي مطر، رئيس الأسواق الناشئة في أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا لدى «لينكد إن» في مداخلته التغيرات التي طرأت على بيئة العمل بسبب الجائحة وأهمية الحرص على تعلم واكتساب مهارات جديدة.
وقال: «خلال انتشار فيروس كورونا شهدنا ارتفاعاً ملموساً في التفاعل على منصة «لينكدإن» بطرق متعددة، منها ما كان لأهداف التعلم، وذلك من خلال قيام الكثير من الأعضاء والمشتركين في الموقع بمضاعفة أنشطتهم المتمثلة في حضور دورات افتراضية على شبكة الإنترنت».
وأضاف: «لأن فيروس كورونا كان وباءً عالمياً ترتب عليه تبعات وآثار على العالم عموماً، فقد كانت هناك مراحل من الحياة قبل وخلال وبعد «كوفيد- 19 » ساهمت في خلق الواقع الطبيعي الجديد بطرق مختلفة، حيث ساهم الوباء في تسريع وتيرة توفير خدمات رقمية في جميع القطاعات وعلى كافة المستويات».