لمياء الهرمودي (الشارقة)

أكد عبد الله سلطان بن خادم المدير التنفيذي لجمعية الشارقة الخيرية لـ«الاتحاد»، أن الجمعية قفزت خطوات كبيرة نحو الريادة في العمل الخيري واستدامته ووضعت قواعد هذه الريادة في تواجدها بين الأسر المتعففة والمحتاجين في مناطق ومدن إمارة الشارقة كافة، إلى جانب التوسع في تنفيذ أعمالها الإنسانية في أكثر من 110 دولة حول العالم.
وقال: إن صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، قائد سفينة الخير في الإمارة وداعم مسيرتها الخيرية كان له الفضل في إنشاء جمعية الشارقة الخيرية قبل ثلاثة عقود لتكون نبراسا للعمل الإنساني، إذ أوجدت لنا مكاتب إقليمية في قارة أفريقيا بالنيجر، والسودان وكذلك في بنجلاديش بقارة آسيا، ولم يقتصر الأمر على ذلك، فإن خطة التوسع خلال الفترة المقبلة تقضي بإيجاد مكاتب وفروع أخرى للجمعية للوصول إلى الشريحة العظمى من المحتاجين داخلياً وخارجياً.

ليل ونهار
وأضاف عبد الله سلطان بن خادم : استطاعت الجمعية القيام بدورها الإنساني خلال جائحة «كورونا»، ففي الوقت الذي اتخذ الجميع حذره كانت فرق الجمعية تعمل ليل نهار لدعم المستحقين والمتضررين من الأزمة مع مراعاة الالتزام بالإجراءات الاحترازية التي أقرتها الدولة، وقد فتحت الجمعية كافة قنواتها الإلكترونية، وخصصت روابط لتقديم مساعدات متضرري الأزمة، وكذلك أطلقت نوافذ إلكترونية عبر الموقع الإلكتروني، خصصت لتقديم الدعم من قبل المحسنين إلى متضرري الجائحة.
وتابع: خلال السنوات الخمس الأخيرة، نفذت الجمعية أعمالها الخيرية داخلياً وخارجياً بما يقارب المليار ونصف المليار درهم وأذكر منها على سبيل المثال فقط وليس الحصر الشامل إنشاء المدارس، والمستوصفات الصحية، وبيوت الفقراء وهي من المشاريع الرائدة التي تستهدف تمكين الإنسان من الاعتماد على نفسه، وتقديم مساعدات داخلية بما يتخطى 355 مليون درهم، والجمعية تضم بين سجلاتها أكثر من 30 ألف مستفيد، و27 ألف مكفول من الأيتام والفئات الأخرى.

رسالة الجمعية
وقال ابن خادم: إن الهيكل التنفيذي للمشاريع القائمة يتضمن كافة أعمال الخير والبر وهو عماد رسالة الجمعية ورؤيتها أن يكون لشارقة الخير الريادة في الأعمال الخيرية من خلال تنوع أعمالها بما يفتح المجال واسعاً أمام المحسنين لوضع صدقاتهم في أية مصارف خيرية رغبوا التبرع لها، وحين أتحدث عن مشاريع الجمعية، فإنه لا يمكن إحصاء مجهود ضخم من العمل لإسعاد الأسر المستحقة، فلدينا مئات المبادرات المختلفة، وعشرات المشاريع الموسمية. ويأتي في مقدمة تلك المشاريع الحملة الرمضانية، ومشاريع علاج المرضى التي تحوز اهتماما بالغا لدى أهل الخير، ومشروع تفريج كربة وهو ما يعكس حب أهل الإمارات سواء مواطنين أو مقيمين للخير، وتفعيل مبادئ التكافل والتعاضد بين مختلف فئات المجتمع، كذلك مشاريع بناء المساجد، وحفر الآبار لتوفير مياه الشرب النقية إلى المجتمعات التي تتعرض للجفاف،وتقودها ظروفها البيئية إلى قطع مسافات طويلة تحت أشعة الشمس الحارقة مروراً بمخاطر كثيرة قد يدفعون حياتهم ثمناً للحصول على المياه، ولذا فنحن والمتبرعون نقوم بهذا الدور لتوفير المياه النقية لهم داخل مناطق معيشتهم، فضلاً عن مشروع كفارات اليمين والنذور والعقائق.

  • عبد الله بن خادم

وحول الآلية التي استطاعت من خلالها الجمعية تطوير مشاريعها على مدى السنوات الماضية، أشار ابن خادم إلى أنه استناداً إلى توجيهات صاحب السمو حاكم الشارقة فقد تم التركيز على المشاريع التي تبني الإنسان، وتمكنه من الاعتماد على نفسه حتى لا يظل طيلة عمره منتظراً لمساعدات الجمعيات الخيرية، فتم التركيز بشكل أساسي على مشاريع التعليم والعلاج. ومواكبة لتوجهات الدولة فقد تحولنا إلى النظام الإلكتروني، والذي سهل كثيراً على المتبرعين الوصول إلينا، بالإضافة إلى دعم المتطوعين في تقديم الأفكار البناءة، والتي من شأنها زيادة الدخل العام بما ينعكس على حجم الأعمال المنفذة، ومن ثم زيادة أعداد المستفيدين.  وفي جانب تطوير عملية عرض المشاريع الخيرية للمحسنين والتبرع عن طريق الموقع، لفت المدير التنفيذي لجمعية الشارقة الخيرية إلى إعادة هيكلة الموقع الإلكتروني وإطلاقه مجدداً في حلة وثوب جديدين يضم باقة مميزة من الخدمات لجمهورنا كافة سواء المتبرعين أو المستحقين، مما  كان له أثر كبير في زيادة نسبة التفاعل مع الجمعية إلكترونياً، وهو ما ظهر جليا إبان الجائحة.

التبرع بالرسائل النصية 
وذكر ابن خادم، تعتبر جمعية الشارقة الخيرية أول من أطلق خدمة التبرعات من خلال الرسائل القصيرة، مؤكداً أن التبرعات من خلالها تصل كاملة إلى الجمعية دون أية استقطاعات، وقال : وفي هذا الصدد أتوجه بالشكر الجزيل إلى شركة الاتصالات وشركة دو على تعاونهما مع الجمعية في هذا الجانب بتفعيل خدمة التبرع النصية دون استقطاع أية مبالغ إدارية، وهو ما يؤكد تعاون الجميع على أداء رسالة الإنسانية والمسؤولية المجتمعية.
وحول الترويج عن مشاريع الجمعية عبر الوسائل الإعلامية أضاف: من المهم بمكان استخدام كافة أدوات التواصل مع الجمهور، وهو ما ظهر في حرص الجمعية على التواجد على الساحة المرئية، والمسموعة حيث أطلقت الجمعية البرنامج الإذاعي «الريح المرسلة» والذي استمر بثه لسنوات عدة متتالية خلال شهر رمضان المبارك يستعرض حملات الجمعية ومشاريعها مما كان له الأثر في رفع التجاوب من قبل المحسنين لدعم تلك المشاريع، إلى جانب الجزء الأول من حلقات برنامج «قلبي اطمأن» كانت مخصصة لدعم مشاريع الجمعية، وكذلك برنامج «قوافل الخير» وهي جميعها برامج استهدفت التعريف بمشاريع الجمعية بشكل أكثر واقعية، وأقرب لعين المشاهد وتعريف المتبرعين رحلة تبرعاتهم، ومستقرها بين يدي المحتاجين والمستحقين في أدغال المناطق النائية والأسر المتعففة، وبما يخص تمويل تلك البرامج فلم يكن للجمعية أي دور في التكفل بنفقاتها، بل كان ذلك دعما من رعاة إعلاميين.

أنواع الكفالات
وحول أنواع الكفالات التي توفرها الجمعية وعدد المكفولين قال بن خادم: لدينا أكثر من 26 مكفولاً يتم تقسيمهم إلى خمس شرائح منها الأيتام والأسر المتعففة، وطالب العلم، والأئمة والمعلمون، وذوي الإعاقة، وتخصص الجمعية مبلغ 150 درهماً للكفالة، وللجمعية استراتيجية في تنظيم عمل إدارة شؤون الكفالات من خلال المتابعة الدورية بالزيارات الميدانية والتقارير المرسلة، وهي متابعة دورية تضمن حصول المكفول على حقه كاملاً في الكفالة والرعاية.
وثمَّن المدير التنفيذي لجمعية الشارقة الخيرية جهود موظفي الجمعية وكوادرها وقال: إنهم لا يدخرون جهداً في سبيل مساعدة المحتاجين ونشر البسمة على وجوههم، كما نتوجه بالشكر إلى المتبرعين، والمتطوعين، والمساهمين في نجاح الجمعية سواء من الأفراد والمؤسسات، والشكر موصول إلى سفارات الدولة وممثليها ومكاتب الجمعية بالخارج لما يقدمونه من تسهيلات لوفود الجمعية وممثلي الجمعية في تنفيذ مشاريعها بالدول المشمولة بالمساعدات.