ناصر الجابري (أبوظبي)

أكد الدكتور خالد الهاشمي مدير المركز الوطني لعلوم وتكنولوجيا الفضاء بجامعة الإمارات، أن المركز سينفذ مجموعة من المشاريع خلال العام الجاري، أهمها تدشين مجمع لتصميم وتصنيع الأقمار الاصطناعية الصغيرة التي يصل وزنها إلى 250 كيلوجراماً، إضافة إلى الانتهاء من المحطة الأرضية لتوجيه واستقبال بيانات الأقمار الاصطناعية. 
جاء ذلك خلال اللقاء الافتراضي الذي عقدته صحيفة «الاتحاد» مع عددٍ من مهندسي المركز الوطني لعلوم وتكنولوجيا الفضاء، بهدف تسليط الضوء على الكفاءات الوطنية الشابة التي انخرطت في المركز، وأهم المشاريع التي يتم تنفيذها خلال المرحلة الحالية، ضمن دور المركز في منظومة قطاع الفضاء الوطني. 
وقال الدكتور خالد الهاشمي: يضم العام الجاري العديد من المشاريع والتي تشمل أيضاً الانتهاء من خريطة خاصة لدولة الإمارات بالاستعانة بالأقمار الاصطناعية، إضافة إلى أنه سيتم إنشاء الموقع الإلكتروني الخاص بالمركز، وتدشين برنامج إلكتروني يتيح للمستخدمين إمكانية الاطلاع على خرائط دولة الإمارات وعددٍ من الدول العربية، إضافة إلى مواصلة تدريب وتطوير قدرات الطلبة وإشراكهم في مشاريع الأقمار الاصطناعية والمشاريع البحثية. 
وأضاف: يقوم المركز بإعداد وتطوير كفاءات في مجال البرمجيات والتي تستخدم للتحكم بالأقمار الاصطناعية وأجهزتها، إضافة إلى بناء القدرات الوطنية الخاصة بالتصميم والبناء للأقمار الاصطناعية والتي ستتم في مجمع تصميم وتصنيع هذه الأقمار، الأمر الذي سيسهم في تعزيز الكفاءات والقدرات الخاصة بطلبة الإمارات في قطاع الفضاء عموماً.
وأشار إلى أن العام الجاري سيشهد تدريب مواطنين للعمل ضمن قمر اصطناعي مكعب سيتم تصنيعه في المركز، كما سيتم تحديد بعض المشاريع للطلبة المنضمين لبرنامج الماجستير في علوم الفضاء بجامعة الإمارات والذي تم إطلاقه مؤخراً، وذلك بهدف إشراكهم في العمل ضمن مشاريع حقيقية وبحثية تهم المستخدمين في الدولة، وتسهم في تعزيز منظومة الأبحاث الفضائية. 
ولفت إلى أن قطاع الفضاء في دولة الإمارات، شهد تطوراً لافتاً خلال السنوات الماضية، تحديداً بعد عام 2014، حيث تم الإعلان عن مشروع مسبار الأمل وإطلاق وكالة الإمارات للفضاء، حيث أدت هذه المشاريع إلى تعزيز المراكز البحثية في الجامعات، خاصة في جامعة الإمارات وخليفة والشارقة ونيويورك، كما لاحظنا اهتماماً من قبل الجهات الدولية والمراكز البحثية العلمية، لإيجاد آلية للتعاون العلمي. بما يمثل تأكيداً على احترام وإعجاب العالم ببرنامج الإمارات الفضائي وبالجهات الفاعلة فيه.

الكفاءات الوطنية
ومن ناحيته، قال محمد المحرزي مهندس أنظمة طاقة في المركز: بدأت منذ فترة قصيرة في المركز، حيث اتجهت نحو قطاع الفضاء، لاتساع حجم الطموح الذي لا ينحصر على كوكب الأرض، بل هو طموح شامل لخارج الكوكب، إضافة إلى الاهتمام الكبير لدولة الإمارات بمجال الفضاء والأقمار الاصطناعية، ولذلك أستهدف أن أضع بصمتي ضمن برنامج الإمارات الفضائي، وأن أكون من الفاعلين والمؤثرين إيجاباً في المشاريع المستقبلية. وأشار إلى أن مهمته تتضمن ضمان تنظيم الطاقة في الأقمار الاصطناعية، حيث أقوم بالتعلم حالياً على بعض البرنامج التي تسهم قي عملية تنظيم الطاقة، إضافة إلى المعرفة بشكل أكبر حول تصميم الأدوات والأجهزة اللازمة، لافتاً إلى وجود الروح الجماعية التي يمتلكها العاملون في قطاع الفضاء الوطني، الأمر الذي يسهم في نقل المعرفة وتبادل الخبرات المطلوبة. 
ومن جهتها، قالت شما العيسائي، مهندسة حاسوب في المركز الوطني لعلوم وتكنولوجيا الفضاء: يتمثل دوري في القيام بتطوير الخدمات التي تتيح تواصل المحطة الأرضية مع الأقمار الاصطناعية، حيث ننشأ برنامجاً لإدارة البيانات الصادرة والواردة من القمر الاصطناعي. 
وأشارت إلى أن العمل في المركز، يعزز من الخبرة في العديد من المهارات، خاصة بما يتعلق بالتفكير الإبداعي، داعية الشباب إلى الانخراط للعمل بقطاع الفضاء، فبرغم أنه يعد من أصعب القطاعات للعمل، إلا أنه يسهم في تطوير المهارات واكتساب العديد من الخبرات والمعرفة حول الجوانب العلمية. 
ومن ناحيتها، قالت مي المزروعي، مهندسة ميكانيكية في المركز: عملي يختص ضمن قسم هيكلة القمر الاصطناعي، حيث يتركز على تصميم بعض القطع وتصميم القمر الاصطناعي نفسه باستخدام برمجيات خاصة، حيث يتم تصنيع القطع وتركيبها، ومن ثم اختبار جاهزيتها للتأكد من عملها بشكل يتلاءم مع الظروف المحيطة في بيئة الفضاء. 
وأشارت إلى أن المرأة الإماراتية استطاعت بكل كفاءة واقتدار أن تنخرط في قطاع الفضاء، بفضل الدعم اللامحدود من قبل القيادة الرشيدة والتي دعمت وجود المرأة في المشاريع الفضائية حتى أصبحت جزءاً لا يتجزأ من برنامج الإمارات الفضائي.