دينا جوني (دبي)
مع ازدياد الطلب على الأجهزة الذكية والإلكترونية الذي فرضته جائحة كورونا، تتزايد المخاوف بشأن التخلص العشوائي من النفايات الإلكترونية، وتأثيرها السام على الطبيعة والناس.
تنبّه 3 طلاب من كليات التقنية في العام 2019 إلى تلك المشكلة، بعد أن علموا أن معظم معارفهم لا يدرون على الإطلاق كيفية التخلّص من الأجهزة الذكية غير الصالحة للاستعمال، ولا يملكون فكرة عن الجهة التي تقوم بهذه المهمة، كما أأن عملية التواصل مع الشركات المعنية للتخلص من أجهزة فردية، أمر بالغ التعقيد، لذلك أطلقوا Efate كمشروع تجاري شبابي مبتكر من خلال المنطقة الاقتصادية الحرة في كليات التقنية العليا، ويعني بتنظيم وتصريف النفايات الإلكترونية للأفراد والأحياء والشركات في الإمارات.
فقد رصد مبتكرو المشروع، وهم كل من: محمد الحمادي ومحمد الكربي وإبراهيم باثقيلي من كلية الهندسة المدنية في فرع أبوظبي من كليات التقنية، أن الأفراد لا يجدون أمامهم سوى أن يأخذوا الطريق الأقصر في إدارة النفايات الإلكترونية من منازلهم، أي أن يحتفظوا بها إلى أجلٍ غير مسمى، أو أن تنتهي تلك الأجهزة مع النفايات المنزلية داخل المطامر، والتي تولّد الغازات السامة.
ويقول الحمادي: إن البداية كانت في العام 2019، عندما أطلقوا مبادرة توعوية داخل الكلية، تمكنوا خلالها من تشجيع الطلبة على إحضار أجهزتهم الإلكترونية غير الصالحة للاستخدام بما يزيد على 10 كيلو جرامات، على أن يحصلوا مقابلها على ساعات تطوعية تسجّل باسمهم، كونها إلزامية للتخرّج في الكلية. وبالفعل، تفاعل معظم الطلاب مع المبادرة.
وبالفعل، من خلال المنطقة الاقتصادية الإبداعية الحرة التي أطلقتها الكليات، تلقى الطلبة الدعم المطلوب من المرشدين.
إعادة تدوير
ولفت الحمادي إلى أن Efate هي صلة وصل بين المستخدم وشركة إعادة تدوير النفايات الإلكترونية التي تمّ توقيع اتفاقية مع كبرى تلك الشركات في الإمارات. وتسدّ بذلك Efate الفراغ الحاصل بين الطرفين، والتي بسبب ذلك تنتهي آلاف الأجهزة الإلكترونية والذكية في مطامر النفايات المحلية، والمرحلة الأولى ستكون برفع الوعي وثقافة الأفراد بشأن التخلص السليم من النفايات الإلكترونية من خلال Efate، وقد تمّ بالفعل تجهيز أول مستوعب للنفايات الإلكترونية في المدينة المستدامة في دبي. وفي الوقت نفسه، يعمل الحمادي وصالح علي التواصل مع الشركات الخاصة والمؤسسات الحكومية لتوزيع مستوعبات خاصة بالنفايات الإلكترونية في مراكزهم.
الأثر البيئي
وأكد الحمادي أن تلك الخطوة سيكون لها بالغ الأثر البيئي في دولة الإمارات، خصوصاً بعد الاطلاع على الأرقام العالمية المتعلقة بالنفايات الإلكترونية. إذ يتم إنتاج حوالي 50 مليون طن من النفايات الإلكترونية والكهربائية سنوياً، حسب تقرير جديد للأمم المتحدة. وتساوي القيمة المادية للنفايات الإلكترونية حالياً أكثر من 62.5 مليار دولار. وذكر أنه فيما تذهب أغلب كمية هذه النفايات إلى مطامر النفايات وتتسرب إلى باطن الأرض مع توليد انبعاثات سامة، فإن ما يجري استرجاعه وتدويره نظامياً لا يزيد على 20% من مجمل الكمية. ومن بين المواد الأكثر شيوعاً في المخلّفات الإلكترونية الكادميوم والرصاص وأكسيد الرصاص والأنتيمون والنيكل والزئبق.
ويستهدف رواد الأعمال الثلاثة في المرحلة الثانية، إقناع الجامعات والوزارات بالتعاون مع مشروعهم، للتخلّص من الأجهزة الإلكترونية الكثيرة التي تعجّ بها المستودعات.
«التربية» تفعّل الأنشطة افتراضياً
تستعد المدارس الحكومية في مختلف النطاقات والمجالس التعليمية في الدولة للاحتفال والمشاركة في أسبوع الإمارات تبتكر للعام 2021، وتعزيز ثقافة الابتكار في البيئة المدرسية الافتراضية خلال تطبيق التعلّم عن بُعد. وتنفذ المدارس أنشطتها خلال الأسبوع الجاري، على أن تعمل على المشاركة وتفعيل دور الأعضاء الذين تم ترشيحهم في مختلف فرق الابتكار.
وحددت وزارة التربية في تعميم إلى المدارس مهام وواجبات رواد الابتكار ورؤساء الفرق الذين عيّنتهم للإشراف على تنظيم المبادرات. ويتطلّب من الفرق أن تفعّل المدارس أسبوع الابتكار عبر تنظيم الفعاليات والأنشطة المدرسية الافتراضية، ويقوم كل فريق بتبني أنشطة ابتكارية موحّدة على مستوى كل مرحلة دراسية.
ولفتت الوزارة إلى أن تفعيل أسبوع الابتكار يتطلب تنفيذ خطط ومبادرات الابتكار الخاصة بتعزيز ثقافة الابتكار في البيئة المدرسية الافتراضية، وتنظيم معارض مصغّرة لابتكارات الطلبة على مستوى المرحلة، وتنظيم ورش تفاعلية في مجالات الريادة والابتكار تعمل على تنفيذ تطبيقات عملية لأفكار مبتكرة، وكذلك تنظيم جلسات عصف ذهني؛ بغية إيجاد أفكار تطويرية ابتكارية تدعم تحويل الأفكار إلى ناتج إبداعي ذي قيمة تربوية وعلمية. ومن مهام الفرق أيضاً إنشاء قناة أو مجلة للابتكار تضم ابتكارات مدارس المرحلة، وتفعيل دور أولياء الأمور في المبادرات الابتكارية.