آمنة الكتبي(دبي)
قال الدكتور المهندس محمد ناصر الأحبابي، المدير العام لوكالة الفضاء الإماراتية: أرى بوادر نهضة علمية عربية تقودها الأنشطة الفضائية، مشيراً إلى التعاون العربي الفضائي
ومشروع القمر الصناعي 813.
جاء ذلك أمس خلال ندوة علمية عربية خاصة عن بُعد، بتنظيم وكالة الإمارات للفضاء ومركز محمد بن راشد للفضاء والوكالة المصرية للفضاء.
وأكد الأحبابي أن التعاون العربي الفضائي قد يكون نواة لإنشاء وكالة فضاء عربية في المستقبل، مشيراً إلى أن التعاون يضم 14 دولة ويجري حالياً اكتمال الأطر التشريعية والقانونية للمجموعة. وبين أن مشروع مسبار الأمل، الذي يدخل مدار الالتقاط حول كوكب المريخ في 9 فبراير، موجه بالدرجة الأولى إلى الشباب العربي.
وأوضح أن قيادة دولة الإمارات لها رؤية تقرأ وتستعد للمستقبل وتحاول خلق واقع جديد مبشر بنهضة علمية للمنطقة العربية، مؤكداً أن مهمة المسبار تحمل آمال وطموحات العرب وتحيي الأمل في إعادة أمجادهم.
وأضاف أن مشروع الإمارات لاستكشاف الفضاء يعد جسر عبور نحو غد أفضل للمنطقة العربية ويساهم في تطور الحضارة البشرية، معتبراً أن مسبار الأمل بمثابة منصة لتبادل المعرفة واكتساب الخبرات وإلهام الجيل الناشئ.
وأشار في الوقت نفسه إلى أن مهمة مسبار الأمل واجهت تحديات بالغة تم اجتيازها بالتخطيط والتصميم، منها على سبيل المثال أزمة جائحة كورونا التي تأثر بها العالم أجمع.
ولفت إلى أن وكالة الفضاء المصرية تعمل بالتعاون مع العديد من المؤسسات العربية على تشكيل تعاون عربي فضائي بهدف تضافر الجهود لنهضة علمية، ليكون نواة لوكالة فضاء عربية. وأضاف: نعمل في دولة الإمارات على تأسيس برامج فضائية مستدامة، مشيراً إلى برنامج نوابغ الفضاء العرب الإماراتي الذي اختار، عشرة شباب من بينهم ثلاثة مصريين بهدف إكسابهم الخبرات وصقل مهاراتهم.
المعرفة والعلوم
وحول أبرز التحديات التي تواجه العمل العربي المشترك في مجال الفضاء، قال الأحبابي: إن المنطقة العربية على الرغم من الإمكانات البشرية والمادية الهائلة، فإن بها العديد من التحديات، كما أن هناك أولويات مختلفة، وتفاوت الإمكانات والعوامل العائقة، إضافة إلى أنها ليست كغيرها من المناطق المستقرة في العالم التي تنتج المعرفة والعلوم، وعلى الرغم من هذه التحديات، فإن هذه المنطقة تشهد حالياً نهضة وإنجازات، وذلك من خلال المشاريع الفضائية التي تنفذها دول عربية، ومن خلال المؤسسات التي تنشئها، نتوجه للعمل العربي الجماعي المشترك، للتركيز على المستقبل وإلهامه.
وأكد أن المنطقة العربية سوف تحقق قفزات متلاحقة في هذا القطاع، لأنها تمتلك الأسس السليمة والإمكانات المطلوبة لذلك، من خلال البنية التحتية والمؤسسات والعقول العربية، وسوف يقود ذلك إلى نهضة عربية.
بداية الإنجازات
وقال الدكتور محمد القوصي، الرئيس التنفيذي لوكالة الفضاء المصرية: إن مسبار الأمل هو بداية الإنجازات للمشاريع العربية الطموحة، مبيناً أن مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ «مسبار الأمل» رسخ ثقافة الطموح واللامستحيل.
وبين أن الشباب العربي عندما يشاهد هذا الإنجاز العلمي يتولد لديه دوافع لاستكشاف آفاق جديدة، وخلق مجتمع طموح، قائلاً: أتوقع بعد سنة من الآن حدوث أشياء إيجابية في المجتمع العربي انطلاقاً من تجربة الإمارات، خصوصاً في مجال غزو الفضاء. وقال: إن دولة الإمارات ستكون خامس دولة تنجح في الوصول للمريخ، وهذا لن يكون نهاية المطاف، موضحاً أن المجموعة العربية للتعاون الفضائي تهدف لخلق تعاون عربي لتبادل الخبرات والاستفادة من إمكانيات أكثر من دولة لتخفيف الأعباء، ونأمل قريباً في بدء أول مشروع فضائي عربي جماعي، أياً ما كان حجمه أو طبيعته. وبين أن وكالة الفضاء المصرية انتهت من بناء قمر تعليمي، وسيتم إنتاج 35 نسخة وتوزيعها على الجامعات المصرية لأهداف تعليمية، وجاهزون لتبادله مع دولة الإمارات.
وأكد القوصي أن الصناعة العربية في مجال الفضاء ليست مؤهلة حالياً لإنتاج المكونات الفضائية، إذ إنها تحتاج إلى استثمارات ضخمة لتأهيلها، ولذلك تعمل الدول العربية على الموازنة بين التصنيع الفضائي وشرائه من الخارج، لافتاً إلى أن الدول العربية سوف تحقق مستقبلاً طفرات كبيرة في مجال الفضاء بإمكاناتها، مع الاستفادة من الخبرات الأجنبية في هذا المجال، حتى يكون لدى الدول العربية توطين عربي كامل لتكنولوجيا الفضاء.