دبي (الاتحاد)

نظم المعهد الدولي للتسامح في دبي، إحدى مبادرات مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم العالمية، بالتعاون مع متحف معبر الحضارات ومركز التراث ليهود الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، برنامج فعالية «انطلاقة للمستقبل بإعادة بناء العلاقات التاريخية»، بمشاركة نخبة من المتحدثين البارزين في مجالات التاريخ والثقافة والدين، لتسليط الضوء على الجذور الإيجابية في تاريخ العرب واليهود في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
 يأتي الحدث في إطار اتفاقيات إبراهيم التي تم توقيعها مؤخراً وإنشاء مركز التراث في القدس، وتضمن إلقاء الخبراء والمتحدثين باقة من الكلمات المضيئة على أبرز المعالم الحضارية والتاريخية في المنطقة، فضلاً عن توقيع مذكرة تفاهم، وجولة تعريفية للوفد المشارك في متحف معبر الحضارات ومعرض صور المعابد اليهودية التاريخية بمنطقة الشرق الأوسط.
وأكد الدكتور حمد الشيخ بن أحمد الشيباني -العضو المنتدب للمعهد الدولي للتسامح في كلمته الافتتاحية على أهمية التعاون والعمل المشترك وتبادل المعارف والخبرات للحفاظ على التراث التاريخي والديني والحضاري المشترك، وتعزيز سبل الحوار الإيجابي والبناء بين الثقافات المختلفة، بقصد ترسيخ ثقافة السلام بين كافة الأديان والطوائف والبشرية جمعاء.
وقال الدكتور الشيباني: «يجمعنا اليوم العمل نحو هدف واحد، وهو إعلاء قيم العدل والتسامح والإخاء، انطلاقاً من إيماننا المطلق بأهمية وسمو القيم الإنسانية فوق كافة الاختلافات، مؤكداً أن الحدث فرصة عظيمة لمد جسور التواصل وتعزيز السلام والتآلف ونشر ثقافة التسامح وقبول الآخر للقضاء على التعصب بكافة صوره ومكافحة أشكال الفرقة والتمييز السائدة في عصرنا اليوم، معتبراً سعادته الحوار والتفاهم، من شأنه أن يسهم في احتواء الكثير من المشكلات الاجتماعية والسياسية، ما ينعكس إيجاباً على استقرار وسعادة المجتمعات».
وأضاف العضو المنتدب للمعهد الدولي للتسامح: «تواجه منطقة الشرق الأوسط اليوم العديد من التحديات التي لن تجد سبيلاً لحلها سوى بالتعاون والعمل البناء لإرساء دعائم السلام والاستقرار بين الشعوب، وتوفير الأمن والأمان القائم على التعايش السلمي وتقبل الآخر وتفهمه والاحترام المتبادل، إلى جانب اجتثاث الفكر المتطرف وإنهاء النزاعات، من أجل منح أفرادها مستقبلاً أفضل».
ومن جانبه، قال اللواء أحمد خلفان المنصوري، أمين عام جائزة محمد بن راشد آل مكتوم للتسامح على ضرورة تعزيز قيم الحوار بين الثقافات وأتباع الأديان بشكل مستمر، من خلال إطلاق المبادرات وتنظيم الندوات والمؤتمرات التي تتناول قضايا الحوار البناء بكافة جوانبه، إلى جانب قضايا الحفاظ على التراث التاريخي والديني والحضاري المشترك بين الثقافات المختلفة، وقال إن العالم اليوم يشهد حالة من الاضطراب سببها بث روح الكراهية والعنصرية وإقصاء الآخر، حيث إن السبيل الوحيد لمواجهة هذه التحدّيات هو تضافر الجهود، والعمل معاً على مختلف الأصعدة المحلية والعالمية، لتعزيز قيم الأخوة الإنسانية وترسيخ قواعد التسامح، حتى تكون أساساً لبناء عالم مستقر مسالم، تسوده قيم المحبة والاحترام في ظل التنوع وتعدد الديانات والأعراق».
وبدوره، أكد خليفة محمد السويدي، مدير إدارة التسامح «انطلاقاً من الدور الريادي لقيادة دولة الإمارات الرشيدة وجهودها الملموسة في بناء جسور التواصل وإسهامها المتميز في العمل المشترك، من أجل إعلاء قيمة الحوار ونشر ثقافته وتعزيز قيم التسامح والعيش المشترك بعيداً عن أي تعصبات، يحرص المعهد الدولي للتسامح على تنظيم الفعاليات المشتركة مع الجهات والمؤسسات المختلفة من القطاعين الحكومي والخاص في هذا المجال لتوثيق أواصر التعاون وتعزيز فرص العمل المشترك الممكنة بما يحقق أهدافهم في مزيد من التعاون والتواؤم والتقارب لمصلحة البشرية جمعاء». مؤكداً أن مبدأ التسامح والمحبة تدعو إليه الأديان السماويّة قاطبة.