دبي (الاتحاد)

استقطب مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ المزيد من الاهتمام العلمي العالمي، مع نشر كل من جامعة كولورادو بولدر الأميركية وجامعة أريزونا الأميركية تقارير مفصلة حول مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ «مسبار الأمل»، أول مشروع تقوده دولة عربية لاستكشاف الكواكب، معتبرة أنه يشكل مساهمة ريادية لخدمة المجتمع العلمي العالمي والمعرفة البشرية.
ويشكل الاهتمام العالمي بمسبار الأمل مؤشراً على ريادة المهمة العلمية التي تقوم بها دولة الإمارات لاستكشاف كوكب المريخ، وتعكس بوضوح الدور المتنامي لدولة الإمارات في المحافل الدولية ومساهمتها في توفير المعارف والعلوم لخدمة البشرية.

«كولورادو بولدر» الأميركية: ميلاد جيل جديد من العلماء الإماراتيين
وجاء في تقرير علمي نشره الموقع الإلكتروني لجامعة كولورادو بولدر الأميركية، أن مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ يهدف إلى إلهام وتهيئة أجيال من المهندسين والعلماء والقدرات الإماراتية وتزويدهم بالفرص والمعارف الأزمة لإثراء المعرفة البشرية، والعمل نحو مستقبل واعد للجميع.
وسلط التقرير الضوء على المرحلة الأصعب في رحلة مسبار الأمل التاريخية والتي تتمثل في 27 دقيقة يخفض فيها المسبار سرعته من 121 ألف كيلومتر/‏‏ ساعة إلى 18 ألف كيلومتر/‏‏ساعة ليدخل مدار الالتقاط حول كوكب المريخ في يوم 9 فبراير 2021، ليبدأ بعدها مهامه العلمية لجمع البيانات حول الغلاف الجوي للكوكب.
وجاء في التقرير على لسان معالي سارة الأميري، وزيرة دولة للتكنولوجيا المتقدمة، رئيس مجلس إدارة وكالة الإمارات للفضاء: «أحد أهداف مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ» مسبار الأمل «هو تحفيز الشباب، وتعزيز الإمكانيات العلمية وخاصة في مجال علوم الفضاء. وقد رأينا تحولاً نوعياً في طموحات طلابنا في دولة الإمارات. كما رأينا اهتماماً كبيراً بالمشروع على مستوى المنطقة». 
وقال الدكتور دانيال بايكر، مدير إدارة مختبر فيزياء الغلاف الجوي والفضاء في جامعة كولورادو بولدر: «مسبار الأمل سيكون قادراً على تقديم دراسة شاملة حول مناخ كوكب المريخ ويقدمها لأول مرة للمجمع العلمي». وأورد التقرير مجموعة من التفاصيل تقنية حول عملية دخول مسبار الأمل إلى مدار الالتقاط حول المريخ، وكيف سيقوم بإجراء هذه العملية بشكل تلقائي ودون أي تدخل بشري من خلال حرق ما يقارب نصف الوقود الموجود على متن المسبار أثناء الدخول لإبطائه بما يكفي لالتقاطه في المدار. 
ونقل التقرير عن بيت ويذنيل، من جامعة كولورادو خلال مؤتمر صحفي عُقد مؤخراً: «نحن محظوظون بالعمل في هذا المشروع، وكل شيء يبدو جيداً جداً في الوقت الحالي».
وأورد التقرير تصريحاً للبروفيسور ديفيد برين، وهو باحث في المختبر وأستاذ مشارك في الفيزياء الفلكية وعلوم الكواكب في جامعة كولورادو بولدر: «يمكن للمسبار التحليق فوق بقعة جغرافية محددة على سطح الكوكب، ودراسة الجو فوقها على فترات مختلفة من اليوم».

«أريزونا» الأميركية: معلومات غير مسبوقة 
بدوره، نشر الموقع الإلكتروني لجامعة ولاية أريزونا الأميركية تقريراً مفصلاً عن مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ «مسبار الأمل»، مشيراً إلى أن مسبار الأمل، أول مشروع تقوده دولة عربية لاستكشاف الكواكب، سيصل إلى مدار المريخ يوم الثلاثاء المقبل، وسيوفر صورة شاملة غير مسبوقة للغلاف الجوي المريخي، وسيقضي المسبار سنة مريخية واحدة (حوالي عامين على الأرض) يدور حول الكوكب الأحمر لجمع بيانات علمية مهمة.
ونقل الموقع الإلكتروني لجامعة ولاية أريزونا عن عمران شرف، مدير مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ قوله: «يتوّج قرب وصول المسبار إلى مداره حول المريخ رحلة تطوير دامت ست سنوات تعاون خلالها فريق مركز محمد بن راشد للفضاء مع شركاء المعرفة، لتمثل تلك المدة إطاراً زمنياً سريعاً وفقاً لمعايير مهام استكشاف الكواكب المثيلة».
كما نقل الموقع الإلكتروني عن فيليب كريستنسن، الأستاذ والمتخصص في علم الكواكب في جامعة ولاية أريزونا: «شكّل العمل مع العلماء والمهندسين الإماراتيين في أول مهمة لاستكشاف الكواكب بالنسبة لهم تجربة جديدة رائعة لنا. إذ أضافوا قدراً كبيراً من الإثارة والحماس للمشروع وسررت بالعمل معهم».
وتطرق التقرير إلى الأجهزة العلمية التي صممت بشكل مخصص لهذه المهمة، ومن بينها المقياس الطيفي بالأشعة تحت الحمراء الذي سيقدم رؤية فريدة من نوعها لطبقات الغلاف الجوي السفلى والوسطى لكوكب المريخ، وسيقيس توزع جزيئات الغبار والسحب الجليدية مع تتبع حركة البخار والحرارة عبر الغلاف الجوي.
ومن المرتقب أن يصل مسبار الأمل إلى مدار المريخ يوم الثلاثاء 9 فبراير 2021 بعد إطلاقه قبل 7 أشهر، ليجمع بيانات علمية غير مسبوقة على مدى سنة مريخية واحدة تعادل 687 يوماً بالتقويم الأرضي في مداره حول الكوكب الأحمر.