منى الحمودي (أبوظبي)

أكدت الدكتورة نوال الكعبي، الباحث الرئيسي للتجارب السريرية للقاح "كوفيد-19"، المدير الطبي التنفيذي لمدينة الشيخ خليفة الطبية، أنه في المستقبل القريب سيتم تحديد الحاصلين على اللقاح الوهمي أو الحقيقي للمتطوعين المشاركين في التجارب السريرية الثالثة، والتواصل معهم للحصول على اللقاح الحقيقي.

وأوضحت أنه عادة ما يكون لدى المشاركين الذي حصلوا على اللقاح الوهمي بعد التجربة خيار أخذ اللقاح أو أي لقاح آخر، وقالت: قريباً سيتم اتخاذ إجراءات لضمان حمايتهم مثل الآخرين، تشمل هذه الإجراءات: إعطاء اللقاح الفعلي للذين تلقوا اللقاح الوهمي. ويعتبر هذا الأمر مشتركاً لدى لجميع الشركات المصنعة للقاحات حول العالم خلال المراحل التجريبية، خصوصاً في وقت الوباء.

وأشارت إلى أن هناك لجنة مستقلة على علم بمن أخذ اللقاح الوهمي من المتطوعين في التجارب السريرية الثالثة، ولا يوجد أحد من المشاركين أو الأطباء على علم بذلك، ويمثل عدد الذين تلقوا اللقاح الوهمي واحداً لكل واحد مِن مَن تلقى اللقاح الحقيقي.

وتقدمت الدكتورة نوال الكعبي بالشكر لكل من تطوع للمشاركة في المرحلة الثالثة من التجارب السريرية للقاح «كوفيد-19» لمساهمتهم في تعزيز الجهود التي تبذلها الدولة للتصدي للجائحة، مشيرةً إلى أهمية التزام متطوعي برنامج المرحلة الثالثة لتجربة اللقاح وتعاونهم في الفترة القادمة لإنجاح هذه الدراسة، والتقيد بعدم أخذ أي تطعيم لا يندرج ضمن الدراسة.

ونوهت بأنه من حق كل متطوع اتخاذ قرار التوقف عن المشاركة في الدراسة لأي سبب، لكن في الوقت نفسه نشجع المتطوعين على الاستمرار في المشاركة في الدراسة لإنجاحها، فهي تعتمد بشكل رئيسي على التزام المشاركين فيها.

وقالت: يعتبر لقاح «سينوفارم» فيروس مُعطلاً، وتم استخدام هذه التقنية لسنوات عديدة، وما تعنيه ببساطة هو أن الفيروس يتم التقاطه واستنباته وإيقاف نشاطه، وما تبقى هو هيكل للفيروس، لذلك يبدو وكأنه فيروس ولكنه ليس حياً.

وأضافت: يتعرف الجسم على الفيروس الجسم ويشكل أجساماً مضادة ونظراً لأنه غير نشط، يحتاج الشخص لأكثر من جرعة واحدة، كون أن الجسم لن يطور مناعة بجرعة واحدة.

وأكدت الدكتورة نوال الكعبي أن اللقاح آمن للغاية، وأن المرحلة الأولى والمرحلة الثانية أثبتتا ذلك، وأن النتائج المؤقتة للمرحلة الثالثة أظهرت الآثار الجانبية الشائعة مثل الألم في موقع الحقن والصداع الخفيف وآلام الجسم.

فعالية اللقاح
وحول الإحصائيات الأخيرة لنسبة فعالية اللقاح البالغة 79% التي أعلنت عنها الصين ونسبة 86% من الإمارات، أشارت الدكتورة نوال الكعبي إلى أن الاختلاف في نسبة الفعالية ضمن تقريري التحليلين الأولين يرجع إلى عاملين أساسيين هما الفترة الزمنية وتعريف الحالة المرضية لكوفيد -19. فلقد تم تقديم التحليل في الإمارات في بداية شهر ديسمبر، وكان مستنداً إلى تعريف الحالة الخاص بإدارة الغذاء والدواء الأميركية، في حين تم تقديم التحليل في الصين بنهاية شهر ديسمبر، حيث كان مستنداً إلى تعريف الحالة الخاص بالمركز الصيني لتقييم الأدوية. ويقوم المركز الصيني لتقييم الأدوية بتعريف حالة كوفيد-19 وفق شروط أكثر صرامة من إدارة الغذاء والدواء الأميركية. وإن كلا التقريرين أفضى إلى نتائج صحيحة وعلى نفس درجة المصداقية. والأهم من ذلك أن النتائج الأساسية للتحليلين الأوليين هي نتائج ثابتة، كما سجل الإقلاب المصلي معدل 99% من الأجسام المضادة المعادلة، و100% كمعدل وقاية من الحالات المتوسطة والشديدة من المرض. 

 

المتطوعون المشاركون في التجربة
من جانبه، قال الدكتور وليد زاهر، المدير التنفيذي للأبحاث ومدير دراسات اللقاح في شركة «جي42 للرعاية الصحية»، ستنتهي المرحلة الثالثة من التجارب السريرية في يوليو 2021 وستتبعها المرحلة الرابعة، وحينها سنتخذ بعض الإجراءات المتعلقة بحقوق المتطوعين ممن أخذوا اللقاح الوهمي لأخذ اللقاح الحقيقي، كون أن هذه التجارب يجب أن تُجرى بهذا الشكل خلال أية جائحة.

ولفت إلى أنه من المحتمل أن يكون اللقاح فعالاً ضد السلالة الجديدة وغيرها من سلالات «كورونا»، وأن الاختبارات جارية حالياً لتأكيد ذلك، مشيراً إلى أن المعروف حالياً بأن سلالة «كوفيد-19» تتغير طوال الوقت، وقد يكون هناك الكثير من الطفرات والمُتغيرات.

وقال: نظراً لأننا نستخدم فيروساً معطلاً، فمن غير المرجح أن يتأثر بالسلالة الجديدة ولكن لتأكيد ذلك يتم إجراء المزيد من الاختبارات، ولدينا قدرات للتعرف على تسلسل الجينوم، حيث نراقب الطفرات باستمرار، ونحدد ما إذا كان هناك حاجة إلى التغيير.

وأضاف الدكتور وليد زاهر: «نحن نحدد السلالة الجديدة ولكن حتى الآن لا توجد بيانات تشير إلى احتياجات للتغيير في اللقاح ولكن الدراسات المستمرة، وقامت «جي42» بجمع عينات من السلالات الجديدة التي ظهرت في المملكة المتحدة وجنوب أفريقيا، ويتم فحصها ومتابعتها في مبنى «جي42» في مدينة مصدر بأبوظبي، والذي يضم مختبر الجينوم.

وفيما يتعلق الفترة الفعلية للمناعة من بعد أخذ اللقاح، أوضح الدكتور وليد زاهر، كون أن الفيروس في اللقاح غير نشط فهو لن يستمر للأبد، لكن من تلقوا اللقاح في الصين منذ مارس الماضي مازال المشاركون يمتلكون الأجسام المضادة، أي أنها استمرت لمدة ستة أشهر وهي مدة الدراسة.