إيهاب الرفاعي (منطقة الظفرة)
بطبيعتها البكر، ورمالها الناعمة، وجوّها المعتدل، وتلالها متعددة الأشكال والارتفاعات، تتصدر ليوا قائمة الوجهات التي تجذب الزوار من داخل الدولة وخارجها خلال فصل الشتاء.. وتنفرد صحراؤها الممتدة بقدرتها على تلبية متطلبات مختلف الشرائح، فالعوائل تجد متعتها في سكون الليل و«شبة الضو» وحكاوي الذكريات، ومحبو الهدوء والاسترخاء يجدون ضالتهم في التخييم حول الكثبان المنتشرة أو على قممها، أما عشاق المغامرة فلهم نصيب الأسد من الخيارات، كتحدي تل مرعب بسيارات الدفع الرباعي، ورحلات الدراجات النارية، وإذا تشبعوا من رياضات الأرض، يمكنهم التحليق في السماء عبر «الطيران الهوائي». ويحرص عدد كبير من عشاق الرياضات الصحراوية والتحدي والمغامرة ومحبي استكشاف الطبيعة ورحلات السفاري والتخييم سواء من داخل الدولة وخارجها على التواجد في هذا الوقت من العام في صحراء ليوا، ويشاطرهم السلوك نفسه عدد من نجوم العالم، فمن المعتاد في هذا التوقيت من العالم وجود مشاهير على رمال ليوا للاستمتاع بأجوائها الساحرة، فيما تستقطب طبيعتها الخلابة محترفي التصوير لاقتناص لقطات نادرة للمناظر الطبيعية التي تتميز بها.
وصحراء ليوا واحدة من أكبر وأجمل الصحاري الرملية في العالم، وتكتسب جاذبية إضافية بوجود «تل مرعب» أحد أعلى التلال الرملية في العالم، إذ يصل ارتفاعه إلى 300 متر، مع زاوية ميل حادة، ويستقطب التل بتضاريسه الفريدة عشاق التحدي والمغامرة من مختلف دول العالم، كما تتميز المنطقة المتاخمة للكثبان الرملية بالارتفاعات والانحدارات المتنوعة التي تستهوي عشاق تحدي الرمال الناعمة سواء بالدراجات النارية أو سيارات الدفع الرباعي، فيما توفر المناطق المنبسطة خيارات متعددة أمام الباحثين عن الاسترخاء والمتعة والهدوء، حيث يجد محبو التخييم أماكن مثالية ملائمة لنصب خيامهم، وتتفاعل هذه العوامل مجتمعة وتجعل من صحراء ليوا ورمالها وجهة استثنائية تجذب الآلاف من عشاق الطبيعة من داخل الدولة و خارجها.
ويؤكد أحمد سيف الهاملي، أحد عشاق رحلات البر والتخييم، أن صحراء ليوا تتميز عن غيرها من الأماكن الصحراوية الأخرى بالنقاء، والطبيعة البكر، والرمال الناعمة، والطقس المعتدل، والكثبان الرملية متنوعة الأشكال والارتفاعات، وتتيح خيارات متعددة للزوار أصحاب الهوايات والرغبات المختلفة، موضحاً أنه قام مؤخراً برحلة مع أهله وأصدقائه تتبعوا خلالها طريق الإبل القديم في صحراء ليوا، ثم انتقلوا إلى طريق السيارات الممهد، وتفقدوا بعض المعالم الصحراوية النادرة، وقال، إن الرحلة كانت ممتعة وأدخلت السعادة على نفوسهم.
وأضاف الهاملي أن التخييم في نهاية اليوم والتجمع في حلقات تحت سماء ليوا الصافية والنجوم المتلألئة وشب النار، طقوس تسعد الزوار المحليين والسياح، حيث يتعرف الجميع على تفاصيل حياة الصحراء، ويجدون الفرصة للاسترخاء، أو السمر وتبادل أطراف الحديث في أجواء يصعب تكرارها بعيداً عن ليوا، ما يجعلهم مصرين على تكرار الرحلة من وقت لآخر.
ويفضل آخرون، خصوصاً الشباب، التخييم فوق التلال العالية، حيث الهدوء والسكينة، وينطلق البعض في مغامرات يتحدون فيها التلال، فيما يجد فريق ثالث في ليوا بيئة رائعة لممارسة الطيران الهوائي، هذا النشاط متاح للحاصلين على رخصة من الجهات المعنية في أبوظبي.