سعيد أحمد (عجمان) 

أكد صالح محمد الجزيري مدير عام دائرة التنمية السياحية بعجمان، أن إمارة عجمان وجهة سياحية متكاملة، تتمتع بمقاصد ومعالم ومرافق بارزة، تشمل المواقع التراثية الفريدة، والشواطئ الخلّابة، وغابات المانجروف الساحلية في محمية الزوراء التي تضم الكثير من المرافق الترفيهية والأنشطة السياحية، فيما تمثل مصفوت والمنامة ملاذين رائعين للاسترخاء والراحة.. وأضاف في حوار مع «الاتحاد»، أن عجمان واحدة من أهم المناطق السياحية في الدولة، ويتوافد إليها السياح والزوار من الداخل والخارج بأعداد كبيرة، وتضم مرافق ترفيهية مميزة، منها المطاعم بمستوياتها المختلفة، والمقاهي، والمراكز التجارية، فضلاً عن الحدائق الجميلة التي تعرف بمساحاتها الخضراء الواسعة ومناطق لعب الأطفال المجهزة بكافة الألعاب والوسائل الترفيهية.

  • صالح الجزيري

وأشار الجزيري إلى أن إمارة عجمان تضم أجمل الشواطئ في دولة الإمارات، وتتميز سواحلها بنسيمها العليل ومناظرها الخلابة، خاصة في فصل الشتاء، حيث درجات الحرارة المعتدلة، وحالة الموج الملائمة لممارسة العديد من الرياضات والأنشطة البحرية الشائقة مثل الغطس، والتزلج، والجت سكي، وصيد الأسماك، موضحاً أنه يوجد العديد من الفنادق والمنشآت السياحية على كورنيش عجمان وفي وسط المدينة، وتصطف المقاهي والمطاعم على طول الكورنيش الممتد أربعة كيلومترات بإطلالة رائعة على الخليج العربي.

وأوضح الجزيري أن محمية الزوراء الطبيعية ملاذ رئيس للطيور المقيمة والمهاجرة والكائنات البحرية، بالإضافة إلى وجود أنواع متعددة من النباتات والحشائش نتيجة وفرة المياه، كما أن سواحلها تحتوي على مجموعات هائلة من الأسماك والشعب المرجانية، مشيراً إلى أن المحمية تشكّل موطناً لما يقارب 60 نوعاً من الطيور، بما فيها النحام الزهري «الفلامنجو» ومالك الحزين والبلشون.
وقال إن استكشاف شجيرات المانجروف عبر التجديف بزورق «كاياك» تجربة فريدة تترك أثراً جميلاً في نفوس الزوار، حيث تسمح المياه الهادئة وشبكة القنوات المنتشرة في المحمية لمختلف الفئات بممارسة التجديف، بما فيهم المبتدئون، كما يمكن للاعبي الجولف الاستمتاع باللعب في ملعب جولف عالمي يضم 18 حفرة في نادي جولف الزوراء المجاور.

وقال الجزيري: إن عجمان تضم مجموعة مميزة من الحدائق الغناء، من أبرزها الجرف، والحميدية، والراشدية، والصفيا، ومشيرف، بالإضافة إلى حديقة العلم، التي تعتبر معلماً وطنياً مهماً في الإمارة، وقد افتتحها صاحب السمو الشيخ حميد بن راشد النعيمي عضو المجلس الأعلى حاكم عجمان عام 2015، وتقع بالقرب من المركز الثقافي في منطقة الجرف 2، وسط العديد من الوجهات السياحية الترفيهية، إذ يوجد حولها عدة شواطئ خلابة، وتبلغ مساحتها نحو 22 ألف متر مربع مزروعة بالأشجار والأزهار، مما يجعلها متنفساً طبيعياً للباحثين عن الهدوء والاستجمام على مدار الساعة.

وتضم حديقة العلم في عجمان، النصب التذكاري للشهداء، والذي يجسد التقدير والوفاء للتضحيات الغالية التي قدمها شهداء الوطن البررة، وتم اختيار حديقة العلم لبناء هذا النصب نظراً لكونها واحدة من أبرز المناطق الحيوية في الإمارة، ومزاراً يستقطب الزوار والسياح من داخل الإمارات وخارجها. وأشار مدير عام دائرة التنمية السياحية بعجمان إلى أن منطقة مصفوت التابعة للإمارة، وجهة ملائمة للاسترخاء وقضاء وقت ممتع مع العائلة، وتتميز بمنحدراتها الصخرية وجبال الحجر التي تحيط بها، ما يجعلها حلم كل مسافر، ومكاناً منعشاً للهروب من حياة المدينة، وتمتدّ سلسلة الجبال من شمال شرق عمان عبر شرق الإمارات العربية المتحدة، وصولاً إلى جنوب عمان.

وتمثل مصفوت وجهة مفضلة لممارسة العديد من الأنشطة في الهواء الطلق، وتشكل المناطق الريفية ذات الطبيعة الجبلية المحيطة بالمدينة مكاناً مثالياً للمشي وركوب الدراجات الهوائية في الجبال والتنزه واستكشاف الوديان، ويساهم ارتفاعها عن مستوى سطح البحر في تمتعها بمناخ أكثر برودة، مقارنة مع المناطق الأخرى التابعة لإمارة عجمان.
وتضم مصفوت بوابة كبرى على جبال الحجر، وتعتبر البوابة الرئيسية للدخول إلى ملحقة مصفوت، وتم بناء البوابة بتكليف من المغفور له الشيخ راشد بن حميد النعيمي في عام 1961، وتتكون من عمودين حجريين تصل بينهما لافتة تتضمن عبارات ترحيب بالزوار القادمين وعبارات توديع للمغادرين.

وقال الجزيري: إن منطقة المنامة بعجمان، تمثل ملاذاً للاسترخاء والراحة، وتتميز بمناظرها الطبيعية الخلابة وحصونها التاريخية ومتحفها الفريد، إضافة إلى إمكانية ممارسة العديد من الانشطة الممتعة في الهواء الطلق. 
وتقع المنامة على سفوح جبال الحجر على بُعد مسافة ساعة بالسيارة من مدينة عجمان، وتتمتع بأرضها الزراعية الخصبة، وعسلها البري، ونبات الأكاسيا، وأشجار الغاف والسمر.. وتضم محمية النسيم التي تعتبر من أفضل الوجهات الطبيعية في إمارة عجمان، وتتميز بالمساحات الخضراء والحيوانات والطيور النادرة.
وتضم المحمية العديد من الحيوانات البرية والبحرية والزواحف والطيور النادرة التي تأسر الزوار بألوانها الساحرة، وتجعل من زيارة تلك المحمية تجربة لا تُنسى.. وأوضح مدير عام دائرة التنمية السياحية بعجمان أن محمية النسيم واحدة من أهم المقاصد السياحية في الإمارة، وتبلغ مساحتها حوالي مليون و186 ألف متر مربع، معظمها مغطاة بغابات القرم الطبيعية، والكثير من الأشجار والنباتات المميزة مثل أشجار السمر والنباتات النادرة، بالإضافة الى بعض أنواع الزهور والأشجار المثمرة.

ويقع متحف المنامة داخل حصن تاريخي يجسد التراث والعمارة والحرف التقليدية للمنطقة، ويتكون من سبع غرف كبيرة تعرض مجموعة من الأسلحة والحلي البدوية والحرف التقليدية.. وبني الحصن الذي يبعد 70 كيلومتراً شرق مدينة عجمان في عهد المغفور له الشيخ راشد بن حميد النعيمي الذي حكم الإمارة بين عامي 1928 حتى 1981، ويحتوي على برج حراسة وبئر وتحيط به أشجار النخيل.
وتضم المنامة العديد من القلاع والحصون التاريخية، مثل قلعة المنامة وقلعة حصاة بويض. وتتميز قلعة المنامة بأبراجها الثلاثة الضخمة التي توفر إطلالات رائعة على السهول والأودية وقنوات المياه ومعالم ملحقة المنامة. وتقع قلعة حصاة بويض على قمة تلة مطلة على سهول المنامة في المنطقة الشرقية من ملحقة المنامة، وتتميز بطابعها المعماري الذي يعكس الطابع المعماري لقلاع وحصون دولة الإمارات.

قلعة مصفوت.. شاهد حي يحكي مآثر الأجداد
تتصدر قلعة مصفوت، التي يعود تاريخها إلى القرن التاسع عشر، المعالم الأثرية والتاريخية في عجمان، وتقف شاهداً حياً على قمة جبلية، لتحكي مآثر الأجداد، حيث كانت تمثل خط الدفاع الأول ضد قطّاع الطرق الذين يهاجمون المتجهين نحو سلطنة عُمان.. وبُنيت القلعة من الحجارة والطين والخشب المحلي، وهي مكونة من حجرتين وبوابة واحدة.. وفي أواخر عام 1940، تم ترميم القلعة ذات الشكل البرجي بطلب من المغفور له الشيخ راشد بن حميد النعيمي.. وتقع القلعة عند الحافة الشمالية لمنطقة مصفوت على بُعد 120 كيلومتراً جنوب شرق مدينة عجمان.

وتضم مصفوت مسجد بن سلطان الذي يعود تاريخه إلى القرن التاسع عشر ويعدّ جوهرة تاريخية، والمسجد مبني من الصلصال والجص، مع مظلة من أوراق سعف النخيل المحاكة مع بعضها البعض لتشكل سقف المسجد. وحرصت الحكومة على إقامة السدود في مصفوت للحد من مياه السيول، مثل سد وادي غلفا الذي بني في عام 1985، بسعة خمسمئة ألف متر مكعب، وارتفاع عشرة أمتار، وكذلك سد وادي حذف، الذي بني في عام 1991، بسعة ثلاثة ملايين متر مكعب، وارتفاع أحد عشر متراً. وتشكل تلك السدود إنجازاً مهماً لحفظ المياه الجوفية في مصفوت التي تتميز بمياهها العذبة، وجمالها الساحر، والجبال التي تحيط من معظم الجهات، إضافة الى كونها إحدى المناطق الزراعية التي تشتهر بنخيلها وأشجارها الخضراء.