أبوظبي (الاتحاد)
عاصر سمو الشيخ سرور بن محمد آل نهيان، جميع مراحل بناء الوطن، رفيقاً لدرب «القائد المؤسس» المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، ويعتبر أحد رواد الإمارات الذين عايشوا وضع أسس الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وتولى العديد من المناصب المهمة، منها رئاسة ديوان صاحب السمو رئيس الدولة، ورئاسة دوائر مهمة في العاصمة منها دائرة العدل، دائرة التنظيم والإدارة، دائرة الكهرباء والماء، كما تولى رئاسة مجلس إدارة المصرف المركزي.
وفي جميع المواقع التي تولى مسؤوليتها، خدم سمو الشيخ سرور بن محمد آل نهيان، الوطن بإخلاص ووضع خططاً مستقبلية للعديد من القطاعات الحيوية في إمارة أبوظبي، في مرحلة كانت الإمارات تستعد فيها لانطلاقتها الكبرى، وكان أبناء الوطن يحرصون على التكاتف لتحويل الحلم إلى حقيقة، وكان كل إماراتي في موقعه مسؤولاً عن التعريف بأهمية الاتحاد، وهو الدور الذي قام به سمو الشيخ سرور بن محمد آل نهيان على الوجه الأكمل.
مدينة العين
ولد سمو الشيخ سرور بن محمد آل نهيان في العام 1948 بمدينة العين، وارتبطت مسيرته بمسيرة القائد المؤسس المغفور له الشيخ زايد، طيب الله ثراه، ووصف سموه علاقتهما الوطيدة في حوار مع المكتب الإعلامي لشركة أبوظبي للتوزيع، قائلاً: «كنت على تواصل مع الشيخ زايد لنحو أربعين عاماً دون انقطاع، لم أشعر فيها في يوم من الأيام أن قلبه قد توقف عن حب هذه البلاد وأهلها، أو أن عقله قد كلّ أو ملّ من العمل في سبيل رفعتها أو ادخر شيئاً لخلاف ذلك، وأعتبره في مقام الوالد والمربي والمعلم وليس القائد فحسب».
ويتذكر سمو الشيخ سرور بن محمد آل نهيان، سمات المغفور له الشيخ زايد قائلاً: «شخصية حكيمة لا تتعجل اتخاذ القرارات»، ويضيف: «عند إنشاء محطة أم النار، وجه المغفور له الشيخ زايد بأن تكون الطاقة الإنتاجية لكل واحدة من المقطرات فيها 12 مليون جالون في اليوم قائلاً: «نحن نريد هذه الكمية من المياه وسنحتاج لها في يوم من الأيام»، وهذا ما يؤكد بعد فكره ونظرته المستقبلية للأمور».
أعمال الخير
«ماجاك يطلبك إلا وهو محتاج»، مقولة لسمو الشيخ سرور بن محمد آل نهيان، تجسد حرص سموه على القيام بأعمال الخير مثل سداد نفقات أداء فريضة الحج، والعلاج للمحتاجين، وبناء المساجد، وحفر الآبار في المناطق الفقيرة في أفريقيا وآسيا. وقال سموه: «كلفني المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، قائد المسيرة بهذا المنصب الهام ووجدت كل الدعم والمساندة طيلة فترة عملي».
تطورات
أمر الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، فور توليه الحكم في إمارة أبوظبي عام 1966 بتشكيل مجلس لإدارة المياه والكهرباء برئاسة سمو الشيخ حمدان بن محمد آل نهيان، وفي عام 1970 تم دمج دائرتي الماء والكهرباء تحت اسم «دائرة الماء والكهرباء» وأسندت رئاستها لسمو الشيخ خليفة بن محمد آل نهيان، إلى أن تولى سمو الشيخ سرور بن محمد منصب رئيسها في عام 1974 إلى حين إنشاء هيئة مياه وكهرباء أبوظبي في عام 1999، وهي الفترة التي شهد فيها هذا القطاع الكثير من التطورات الهامة.
وفي الفترة التي سبقت تولي الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان مقاليد الحكم في إمارة أبوظبي، كانت هناك محطة واحدة للكهرباء بطاقة 6 ميغاواط فقط، تديرها شركة هاوكر سيدلي البريطانية في المنطقة المعروفة اليوم باسم مدينة زايد، ولذلك أصبح يطلق عليها منطقة الباور هاوس، وكانت هذه المحطة بالكاد تكفي احتياجات المدينة وسكانها من الكهرباء».
وبداية السبعينيات من القرن الماضي، كانت هناك محطة واحدة لإنتاج الكهرباء تقع في منطقة النادي السياحي مقابل الميناء، مزودة بمقطرات لتحلية المياه بطاقة إنتاجية تبلغ 500 ألف جالون في اليوم.
تكليف
يسترجع سمو الشيخ سرور بن محمد آل نهيان قصة تولّيه ملف الماء والكهرباء بأبوظبي قائلاً: «كنت أجلس مع الشيخ زايد في أحد الأيام من سنة 1974 فكلفني بتولي رئاسة «دائرة الماء والكهرباء» وعندها أحسست بكبر المسؤولية، خصوصاً أنه لم يكن لدي خبرة في هذا المجال، وكانت المدينة شهدت زيادة كبيرة في الطلب على خدمات الماء والكهرباء، مما جعلها تعاني من انقطاع هذه الخدمات بصورة متكررة. ويضيف: «فور تولي شؤون الدائرة أدركت أن التحدي الأكبر بالنسبة لي هو توفير المياه، فهي مسألة حياة أو موت، نظراً للظروف المناخية للدولة التي تعتبر من أقسى المناخات مع شح في المياه».
مرحلة تاريخية
تولى سمو الشيخ سرور بن محمد آل نهيان ملف المياه والكهرباء في إمارة أبوظبي خلال السنوات الأولى لقيام اتحاد دولة الإمارات العربية المتحدة، وأسندت القيادة الحكيمة لسموه هذه المهمة في مرحلة تاريخية لتوفير الماء والكهرباء، ووضع الخطط المستقبلية لهذا القطاع الحيوي، في وقت كانت العاصمة فيه تتطلع لحياة أفضل، وتواجه تحديات تستوجب الصبر والمثابرة.
هوايات
يهوى سمو الشيخ سرور بن محمد آل نهيان المشي ويمارس هذه الرياضة بصورة يومية في الصباح والمساء، كما أن سموه من هواة القنص باعتباره ركيزة أساسية للتراث.