دبي (وام)

التقى صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، المشاركين في النسخة السابعة من رحلة الهجن التي ينظمها مركز حمدان بن محمد لإحياء التراث، وذلك في منطقة المرموم بدبي.
وكانت رحلة الهجن في طريق العودة إلى محطتها الختامية بعد أن قضت أياماً عديدة برفقة 11 مشاركاً من 7 جنسيات مختلفة، ممن اختاروا التعرف على تراث الإمارات، عبر بوابة للتراث الأصيل، والمضي ببسالة في اختبار للقدرة، يعيد إحياء وسائل التنقل القديمة على ظهور الهجن، ونصب الخيام للمبيت بين التلال الرملية كل ليلة، وتجربة الحياة في الصحراء، دون الاستعانة بالتقنيات الحديثة.
وبارك سموه للمشاركين نجاح الرحلة، وقام بتحيتهم والتعرف عليهم من قبل عبدالله حمدان بن دلموك، الرئيس التنفيذي لمركز حمدان بن محمد لإحياء التراث، الذي قاد قافلة الرحلة.
واطلع سموه، على مسار القافلة التي قطعت نحو 550 كيلومتراً، خلال 10 أيام في الصحراء، بداية من الربع الخالي في ليوا بالمنطقة الغربية في أبوظبي وصولاً إلى القرية التراثية في القرية العالمية بدبي حيث كانت في استقبالهم أعداد محدودة من الأهالي وفقاً للإجراءات الاحترازية، وسط أجواء احتفالية.

أرض التسامح والمحبة
ورفع عبدالله حمدان بن دلموك أسمى آيات الشكر والعرفان إلى مقام صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، على تفضله بزيارة مسيرة القافلة، بما يؤكد اهتمامه ودعمه اللامحدود لإحياء التراث وترسيخه في الأجيال، إلى جانب نهجه وتوجيهات سموه بتقديم الصورة المشرقة لدولة الإمارات، أرض التسامح والمحبة للجميع من مواطنين ومقيمين من كافة الجنسيات، وهو ما تعبر عنه هذه الرحلة التراثية عبر المزيج بين الهجن المتأصلة في هوية التراث الإماراتي ومشاركين يقيمون على أرض الدولة من جنسيات متعددة، اجتمعوا للتعرف على أسلوب الحياة النابع من الموروث الشعبي والذي يسير جنباً إلى جنب مع الحداثة والتقدم في النهضة الشاملة التي تشهدها الإمارات في كافة المجالات.
وأكد ابن دلموك، أن إطلاق هذه الرحلة قبل سبع سنوات جاء ترجمة لتوجيهات سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم ولي عهد دبي، بضرورة صون التراث والحفاظ عليه وإبقائه في روح المعاصرة والتطور، وساهمت النجاحات والصدى الذي حققته النسخ الماضية في زيادة الإقبال سنوياً للمشاركة، كما ساهمت توجيهاته في إطلاق سباق الهجن الخاص بالمشاركين في الرحلة التراثية الذي يقام منذ العام الماضي في دورة المرموم ويحظى برعاية ودعم من سموه، بما كان له بالغ الأثر في حصده التميز والإبداع.
من جانبها أعربت هند بن دميثان القمزي، مديرة إدارة الفعاليات في مركز حمدان بن محمد لإحياء التراث عن سعادتها بعودة المشاركين إلى الديار بسلام وأمان، وقالت «على الرغم من الظروف الراهنة للتحديات التي فرضتها جائحة كورونا، إلا أننا بفضل الله وضعنا خطة محكمة وإجراءات مشددة خلال مسيرة القافلة، فخصصنا لكل شخص خيمة، وتعاونا مع شركة أبوظبي للخدمات الصحية «صحة» لإجراء فحوص كوفيد- 19، للمشاركين كل أربعة أيام عند وصولهم إلى المعسكرات المخصصة. الرحلة تنبض بالدروس والعبر التي تمس حياة المجتمعات والشعوب وقيم التسامح. كما سعدنا بمشاركة الشباب من الإمارات، وباقي الجنسيات، حيث أتيحت لنا فرصة إطلاعهم على ثقافتنا وتراثنا المحلي. وأجمل ما في هذه الرحلة السنوية هو تقسيم المهام اليومية على الجميع، لبناء روح العمل لدى الفريق في قافلة تجوب الصحراء».

رحلة رائعة
إلى ذلك عبر الألماني مارتن كايزر «58 سنة» عن سعادته بالمشاركة في هذه الرحلة الرائعة، وقال «في البداية كنت أبحث فقط عن التقاط صورة وأنا أمتطي أحد الجمال، أردت القيام بجولة قصيرة، لكن مع زيارتي إلى مزارع الهجن تعرفت هناك على مواطنين أخبروني عن هذه الرحلة وهو ما شجعني على الانضمام، وكان الأمر رائعاً للغاية بتعلم مهارات ركوب الهجن والمشاركة مجاناً في هذه الرحلة الفريدة من نوعها».
وأضاف «خلال التدريبات شعرت بصعوبة ركوب الهجن في البداية، لكن بعد ذلك أصبح الأمر أكثر سهولة مع مرور الوقت، ولا أعتقد أنني في يوم تخيلت قدرتي على القيام برحلة كاملة لمدة 10 أيام في الصحراء بهذا الشكل».
وخطفت التشيكية دانوسي زدينكوفا، الأضواء خلال الرحلة كونها نجحت خلال 15 عاماً من إقامتها بالدولة في تعلم اللغة العربية، وتحدثت بهذه اللغة في اللقاء الصحفي وقالت «أعمل هنا مع جهة حكومية، وأعيش بسعادة في دولة الإمارات، اخترت القيام بهذه الرحلة لأنني دائماً أبحث عن اكتشاف المزيد من التراث الإماراتي والتعمق في التاريخ الجميل هنا».
وأضافت «هذه أول مرة أقوم فيها برحلة من هذا النوع، وكان من الرائع تعلم المهارات بقيادة الهجن، سابقاً كنت أحب القيام برياضة تسلق الجبال، لكن هذا الأمر مختلف تماماً، والرحلة سارت بكل راحة وشعرنا بسعادة كبيرة طوال الأيام الماضية وأصبحنا كالأسرة معاً». وأكدت التشيكية، أن جميع الصعوبات يمكن تذليلها في حال كان لدى الشخص الرغبة بتعلم هذا الأمر، وتجربة هذه الأمور التراثية التي كانت غامضة لنا خارج الإمارات، لكن حينما عشت هنا أردت تعلم المزيد عنها. وتميزت لحظات الوصول إلى القرية التراثية في القرية العالمية بالاستقبال الدافئ من عائلات بعض المشاركين الذين كانوا في انتظارهم بلهفة كبيرة، وفرحة بما حققوه من رحلة ستبقى عالقة في أذهانهم إلى الأبد بذكرياتها الجميلة والتجربة المختلفة كلياً.