أبوظبي (الاتحاد)
نظم مركز موشي ديان لدراسات الشرق الأوسط وأفريقيا التابع لجامعة تل أبيب وإدارة جامعة تل أبيب حلقة نقاشية، حضرها مجموعة من الأكاديميين ورجال الأعمال الإسرائيليين وطلبة جامعة تل أبيب، وذلك بالتعاون مع مركز تريندز للبحوث والاستشارات.
وتناولت الحلقة النقاشية التي عُقدت تحت عنوان: «رحلة إلى أبواب الغد من تل أبيب إلى أبوظبي»، آفاق التعاون التي شملتها اتفاقية إبراهيم للسلام، والتي وقعتها كل من دولة الإمارات العربية المتحدة وإسرائيل ومملكة البحرين، كما ناقشت الحلقة مجموعة واسعة من مجالات التعاون العلمي والتقني والاستثماري. وبدأت فعاليات الحلقة النقاشية بكلمة للدكتور محمد عبدالله العلي، مدير عام مركز تريندز للبحوث والاستشارات، أشار فيها إلى اتفاقية الشراكة التي وقعها مركز تريندز للبحوث والاستشارات مع مركز موشي ديان لدراسات الشرق الأوسط وأفريقيا، والمشروعات العلمية التي يسعى الطرفان إلى تنفيذها خلال الفترة المقبلة، بما يعزز تعاونهما البحثي والعلمي ويوسع آفاق الشراكة بينهما، ويعود بالنفع على تعزيز التنمية والسلام والاستقرار في المنطقة.
وتطرق الدكتور العلي إلى ما تتميز به دولة الإمارات العربية المتحدة من خصائص تجعلها نموذجاً فريداً واستثنائياً للتطور والتنمية، حيث أكد هذا النموذج أن النظريات الكلاسيكية حول التنمية وما تتطلبه من وقت طويل، ليست دوماً صحيحة، وأنه يمكن تحقيق التطور والتنمية في زمن قياسي في وجود قيادة طموحة ذات نظرة استشرافية مستقبلية، ورأس مال بشري مُبتكر ونشط، وأوضح الدكتور العلي أنه يمكن اعتماد هذا النموذج بخصائصه المتنوعة كنموذج تنموي تعتمده الدول التي تتجه نحو التنمية.
من جانبه، أوضح أحمد محمد الأستاد، رئيس قطاع البحث العلمي، المستشار العلمي لمركز تريندز للبحوث والاستشارات، أن التعاون بين مراكز البحوث يساعد في فهم الآخر، مشيراً إلى أن النقاش بين هذه المراكز لا بد أن يبدأ من الموضوعات والقضايا التي تتفق حولها الرؤى والأفكار، ومن ثم الانتقال بعد ذلك إلى تلك التي تكون محل خلاف وجدل، وذكر الأستاد أن مركز تريندز للبحوث والاستشارات ومركز موشي ديان لدراسات الشرق الأوسط وأفريقيا، اتفقا على تنظيم اجتماع للمراكز البحثية الإسرائيلية والعربية خلال عام 2021، لمناقشة بعض القضايا مثل التنمية والبحث العلمي والتقنيات المتقدمة والذكاء الاصطناعي وغيرها.
وقدم محمود شريف، مدير إدارة الدراسات الاقتصادية في مركز تريندز للبحوث والاستشارات، نبذة عن خصائص الاقتصاد الإماراتي والقطاعات الرئيسية الأكثر نمواً، والتي تتيح فرصاً استثمارية كبيرة للطرف الإسرائيلي مثل الصحة والفضاء والسياحة والخدمات وغيرها، موضحاً أن الاقتصاد الإماراتي أظهر أداءً جيداً خلال الفترة الماضية في ظل جائحة كوفيد - 19 مقارنة بالمؤشرات العالمية، كما توقع محمود شريف أن يكون أداء الاقتصاد الإماراتي أفضل خلال عام 2021 في ظل تراجع مخاطر الجائحة، وتعافي الاقتصاد على المستويين المحلي والعالمي.
وبيّن الدكتور ستيفن بلاكويل، مدير إدارة الدراسات الاستراتيجية في مركز تريندز للبحوث والاستشارات، أن جائحة كوفيد - 19 أظهرت الحاجة إلى وجود تعاون إقليمي أكبر، وهو ما أعاد صياغة مفهوم العولمة ليرتكز على المستوى الإقليمي أكثر من الدولي، خاصة مع ظهور مفاهيم جديدة في الأمن، كالأمن الصحي وأهمية تطوير قطاعات الصحة، وما يرتبط بذلك من صناعات وخدمات وزيادة دور التكنولوجيا المتقدمة وخاصة الذكاء الاصطناعي في هذا المجال. وفي هذا الإطار، وضعت دولة الإمارات، على سبيل المثال، خطة طموحة لدمج الذكاء الاصطناعي في مختلف خدماتها والقطاعات كافة.
تعاون
شدد الدكتور عوزي رابي، مدير مركز موشي ديان لدراسات الشرق الأوسط وأفريقيا، على أهمية التعاون بين المراكز البحثية بما يخدم قضايا السلام والتنمية، مؤكداً أن مركز تريندز للبحوث والاستشارات يشكل نموذجاً متميزاً لهذا التعاون، مضيفاً أن مركز موشي ديان وبدعم من جامعة تل أبيب، حريص على تعزيز التعاون والشراكة معه.
وخلال الحلقة النقاشية، تحدث يغال لاندو، عضو مجلس المحافظين في جامعة تل أبيب، عن زيارته لدولة الإمارات، وقال إن هذه الزيارة قدمت له صورة عمَّا حققه هذا البلد من تطور وتقدم وازدهار، ما يجعل الإمارات واحدة من أهم دول المنطقة اقتصاديا وسياسياً، لا سيما في ظل الدور المتميز الذي تلعبه في دعم الاستقرار والسلام في المنطقة والعالم.
وفي ختام الحلقة، أكد الجانبان على أن اتفاق إبراهام للسلام يقدم دعماً مهماً للسلام في المنطقة، وطريقاً نحو تحقيق الاستقرار والتنمية فيها، وشددا على أن دولة الإمارات العربية المتحدة تختلف عن غيرها من الدول، كونها دولة لا تعرف المستحيل، وتسعى دائماً إلى دعم الاستقرار والسلام والتسامح، وذلك انطلاقاً من القيم والمبادئ التي تؤمن بها.