هالة الخياط (أبوظبي)
تراقب هيئة البيئة - أبوظبي جودة مياه البحر بشكل آني في 10 مناطق، من خلال شبكة العوامات المؤتمتة التي تعمل كنظام إنذار مبكر للمد الأحمر وحالات نمو الطحالب، ويتم إرسال البيانات للهيئة بشكل آني (كل 15 دقيقة).
وأوضحت المهندسة شيخة الحوسني المدير التنفيذي لقطاع الجودة البيئية في هيئة البيئة - أبوظبي، أن الهيئة تنفذ المراقبة الآنية لعدد من المواقع للحصول على القراءات بشكل آني، من خلال توزيع العوامات في أهم المناطق الحساسة على ساحل الإمارة كمنطقة مشروع براكة، السعديات، شاطئ البطين، قناة مصفح الجنوبية.
وتقود الهيئة مجموعة عمل محلية لتعزيز التنسيق بين مختلف الجهات المسؤولة عن مراقبة وحماية الشواطئ الترفيهية في الإمارة، لضمان سلامة مرتادي الشواطئ، من خلال المراقبة المنتظمة للمياه البحرية في عدة مواقع. وقالت الحوسني لـ«الاتحاد»: إن الهيئة تنفذ منذ أكثر من 15 سنة برنامجاً شاملاً ومتكاملاً لمراقبة جودة المياه والرواسب البحرية لدراسة وتقييم التغيرات قصيرة المدى وبعيدة المدى على نوعية المياه البحرية، وتوفير البيانات اللازمة لدعم صناع القرار في اتخاذ الإجراءات اللازمة، للحد من تدهور جودة البيئة البحرية بشكل عام، ونوعية المياه على وجه الخصوص.
وأفادت أن البرنامج يتضمن جمع العينات من (22) موقعاً وإجراء فحوص المعادن الثقيلة والعناصر المغذية والميكروبات، بالإضافة إلى الخصائص الفيزيائية (40 عنصراً). وتم توزيع مواقع المراقبة ضمن فئات حسب الأهمية البيئية والأنشطة والاستخدامات (مثل مآخذ محطات التحلية، الشواطئ العامة، المراسي والموانئ، نقاط تصريف المياه المعالجة، والموائل الطبيعية).
وأكدت الحوسني أن نتائج المراقبة تشير إلى تحسن مستمر في جودة المياه البحرية، حيث يمكن تصنيف جودة المياه البحرية من الناحية الميكروبية بأنها عالية الجودة وتناسب الاستخدامات المتعددة، بما في ذلك الاستخدامات الترفيهية والسياحية والسباحة وممارسة الرياضات البحرية وغيرها من الاستخدامات، كما تتميز المياه في مناطق المحميات البحرية في الإمارة بدرجة عالية من الجودة تتوافق مع أفضل المعايير الدولية بالخصوص نتيجة الإجراءات التي تتخذها الهيئة بالتنسيق مع الجهات المعنية.
الفوسفور
لفتت المهندسة شيخة الحوسني إلى وجود تحد حقيقي يتمثل في مستويات العناصر المغذية مثل النيتروجين والفوسفور، الأمر الذي ينعكس بشكل سلبي على قيم مؤشر الإثراء الغذائي للمياه البحرية للإمارة، بالإضافة إلى ظهور حالات نمو الطحالب الضارة في بعض الأحيان، ويعزى ذلك بشكل أساسي إلى طرح كميات كبيرة من مياه الصرف الصحي المعالجة والمياه المرتجعة من محطات توليد الطاقة وتحلية المياه إلى البيئة البحرية، بالإضافة إلى عوامل أخرى. وأشارت إلى أن الهيئة تنفذ دراسات وأبحاث في مجالات متعددة متعلقة بجودة المياه البحرية من ضمنها تأثير تصريف المياه المرتجعة من محطات توليد الطاقة وتحلية المياه على البيئة البحرية بشكل عام وجودة المياه على وجه الخصوص، بالإضافة إلى تأثير ارتفاع مستويات العناصر المغذية وتشكل الطحالب الضارة على النظام البيئي البحري.