أكد سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان ممثل الحاكم في منطقة الظفرة رئيس مجلس إدارة هيئة البيئة - أبوظبي، أنه في ظل النقلة التنموية الهائلة التي تشهدها أبوظبي، من خلال التطور الاقتصادي والاجتماعي الكبير، يبقى الحفاظ على بيئة نظيفة واستدامة الموارد الطبيعية من أجل ترك إرث غني منها للأجيال القادمة، أحد أبرز التحديات الاستراتيجية التي تواجه هيئة البيئة التي حرصت منذ إنشائها على العمل وفق خطط استراتيجية واضحة ترسم لها معالم الطريق للوصول نحو بيئة مستدامة من أجل مستقبل مستدام.
وقال سموه، إنه وعلى مدى ما يقرب من 25 عاماً من العمل البيئي أجرت «الهيئة» أبحاثاً ودراسات شاملة لفهم التنوع البيولوجي، ورصد النظم البيئية والأنواع، واستشراف التحديات المستقبلية، وقد مكنتها هذه المعرفة من وضع استراتيجيتها التي تحدد منطلقات وموجهات عملها على مدى السنوات الخمس القادمة والتي ستعمل بها بشكل وثيق مع شركائها الاستراتيجيين من الجهات المعنية على المستويين المحلي والوطني، من خلال مفهوم متطور للمحافظة على البيئة يعتمد على تقاسم الأدوار وتوثيق التعاون، والعمل المشترك، واعتماد أفضل الممارسات العالمية في الابتكار واستشراف المستقبل.
جاء ذلك بعد اعتماد سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان الخطة الاستراتيجية المؤسسية لـ«الهيئة» للأعوام 2021 - 2025، خلال ترؤس سموه اجتماع مجلس إدارة «الهيئة» الذي عقد عبر تقنية الاتصال المرئي، وشارك فيه معالي الدكتور عبدالله بن محمد بلحيف النعيمي وزير التغير المناخي والبيئة، ومعالي محمد بن أحمد البواردي وزير الدولة لشؤون الدفاع نائب رئيس مجلس إدارة «الهيئة»، ومعالي الدكتور مغير خميس الخييلي رئيس دائرة تنمية المجتمع، ومعالي اللواء فارس خلف المزروعي القائد العام لشرطة أبوظبي، ومعالي فلاح محمد الأحبابي رئيس دائرة البلديات والنقل، ورزان خليفة المبارك العضو المنتدب لـ«الهيئة»، وأحمد صقر السويدي الرئيس التنفيذي لـ«أدنوك البحرية».
كما حضر الاجتماع أحمد مطر الظاهري مدير مكتب سمو ممثل الحاكم في منطقة الظفرة، والدكتورة شيخة سالم الظاهري الأمين العام لهيئة البيئة - أبوظبي، والدكتور جابر الجابري نائب الأمين العام بالهيئة.
وأضاف سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان، أنه تمت خلال الفترة الماضية زراعة عدد كبير من الأشجار المحلية والمثمرة في عدد من مدن منطقة الظفرة، يقدر عددها بأكثر من 100 نوع من النباتات المزهرة المرتفعة والمتوسطة الطول، لافتاً إلى أن تلك النباتات أسهمت بدور كبير في ترشيد المياه لعدم حاجتها إلى الري إلا في فترات متباعدة، خاصة في فصل الشتاء مقارنة بالنباتات المستوردة من الخارج والتي تعد غريبة على بيئتنا وتحتاج إلى مياه أكثر.
ودعا سموه إلى الاهتمام بزراعة النباتات المحلية المقاومة للعوامل المناخية في الحدائق والمنتزهات والتي تضمن التقليل من استخدام المياه، وعدم الحاجة لصيانتها ورعايتها بشكل مستمر مع وضع اللوحات الإرشادية وتسميتها حتى يتعرف عليها الجيل الحالي من أبنائنا والأجيال القادمة، وبالتعاون مع بلديات مناطق إمارة أبوظبي.
ووجه سموه الشكر لشركة بترول أبوظبي الوطنية «أدنوك» لمساهمتها في دعم زراعة أشجار القرم في الدولة بشكل عام ومنطقة الظفرة بشكل خاص، وبالتعاون مع هيئة البيئة أبوظبي وبلدية منطقة الظفرة، مشيراً إلى أنه وبتوجيه من القيادة الرشيدة للدولة، قامت هيئة البيئة أبوظبي بزراعة أشجار وشتلات القرم خلال السنوات الماضية، وفي العام الماضي تم زراعة 18 مليون شتلة قرم، وقال سموه: «نحاول هذا العام الوصول إلى العدد نفسه بالتعاون مع بعض المختصين من أهل البحر لتحديد الأماكن المناسبة لزراعة تلك الشتلات».
تم خلال الاجتماع استعراض الخطة الاستراتيجية المؤسسية للهيئة للأعوام 2021 - 2025 التي تتماشى مع التوجهات الحكومية والتطلعات الطويلة المدى لقطاع البيئة بإمارة أبوظبي، فضلاً عن المستهدفات المنشودة على صعيد المكونات البيئية المختلفة المتمثلة في الهواء والبيئة البحرية والبيئة البرية والمياه الجوفية والتنوع البيولوجي.
واستعرض الاجتماع المكونات الرئيسية للإستراتيجية التي تنظم أنشطة عمل «الهيئة» المؤسسية لمدة خمس سنوات على مستوى جميع مجالات عملها بالمواءمة مع الخطة الاستراتيجية البيئية لإمارة أبوظبي والتي تشمل الرؤية والرسالة والقيم والأولويات الاستراتيجية والأهداف الاستراتيجية والممكنات المؤسسية والمؤشرات الاستراتيجية والتشغيلية.
وتم اعتماد الصياغة الجديدة لرؤية ورسالة وقيم «الهيئة» والتي تنص على أن تكون رؤية الهيئة «بيئة مستدامة ومصانة وصحية تعزز جودة الحياة» في حين تركز رسالتها على «حماية البيئة وتعزيز الاستدامة» من خلال الإدارة البيئية المبتكرة والسياسات والأنظمة الفاعلة جنباً إلى جنب مع شركائنا والمجتمع.
ووافق المجلس على قيم «الهيئة» المحدثة والتي تتضمن الشراكة والعمل الجماعي والعمل لتحقيق النتائج والمبادرة والابتكار والتكيف والمرونة والتميز والمسؤولية والمساءلة.
كما تم اعتماد الأولويات الاستراتيجية التي حددتها «الهيئة» في خطتها الاستراتيجية الجديدة والتي تركز على الإدارة المستدامة للمياه الجوفية وضمان جودة التربة، وتحسين جودة الهواء وخفض معدلات التلوث الضوضائي واتخاذ إجراءات للتخفيف من تأثيرنا على تغير المناخ وتأمين مرونة لبيئة أبوظبي وتحسين جودة المياه البحرية المحيطة، وضمان الإدارة المتكاملة والمستدامة للنفايات وتشجيع مبادئ الاقتصاد الدائري وتطوير البحوث واتخاذ الإجراءات التي تضمن المحافظة على التنوع البيولوجي واستعادته وضمان الاستخدام المستدام للموارد البيئية وضمان تحقيق التعافي والاستغلال المستدام للثروة السمكية، بالإضافة إلى قيادة تحليل السياسات والتشريعات البيئية المتكاملة واعتماد امتثال بيئي قائم على الأدلة وتطبيق نماذج عمل نافذة لتنظيم عملية الترخيص، وتحقيق الالتزام.
وتضمنت الأولويات أيضاً الاستفادة من النظم المتطورة لتحليل البيانات لقيادة أنشطة البحث والتطوير، وتعزيز مشاركة الأطراف المعنية، وتحسين التوعية البيئية.
واستعرض الاجتماع مستجدات العمل فيما يخص إعداد وتطوير واعتماد وتنفيذ السياسات والتشريعات البيئية لعام 2020، حسب القائمة المعتمدة من قبل مجلس إدارة «الهيئة» سابقاً، وتم اعتماد سياسة استدامة جودة المياه البحرية في إمارة أبوظبي والسياسة العامة لإدارة المياه الجوفية في إمارة أبوظبي وسياسة الإدارة المتكاملة للمناطق الساحلية.
كما اعتمد مجلس الإدارة اللائحة التنفيذية في شأن جودة المياه البحرية واللائحة التنفيذية بشأن الإدارة المتكاملة للنفايات في إمارة أبوظبي، ومسودة قانون بشأن المواد البلاستيكية المستخدمة لمرة واحدة بإمارة أبوظبي.
وأشاد المجلس بجهود «الهيئة» في إنفاذ التشريعات البيئية في سبيل المحافظة على البيئة واستدامتها للأجيال القادمة، مؤكداً أهمية مواصلة «الهيئة» إعداد وتطوير السياسات والتشريعات البيئية في سبيل تحقيق الأهداف المرجوة.
حمدان بن زايد يعتمد الخطة الاستراتيجية المؤسسية لهيئة البيئة - أبوظبي للأعوام 2021 - 2025
المصدر: وام