حسين رشيد (أبوظبي)

يعتبر الراحل الكبير الأستاذ إبراهيم أيقونة الإعلام وخير سفير لمبادئه وقيمه ورسالته.
العابد، الذي بدأ حياته مع مهنة الإعلام بكل جد وحيوية وإخلاص وبمهنية واحترافية عالية لتأسيس العمل الإعلامي في الدولة وكان وجهاً له، كان ودوداً وبشوشاً ومتعاوناً مع الإعلاميين جميعاً إلى أبعد حد، وكان خير من خدم وطور الإعلام في دولة الإمارات العربية المتحدة، منذ أن واكب قيام اتحاد الإمارات وعاصر مراحل نهوضه المختلفة وتقدمه وبناء حضارته، فكان مثالاً للإيجابية والعطاء بلا حدود والحرص على إنجاز العمل الإعلامي الوطني الهادف، ويُسجَّلُ في تاريخه المهني أنه قدم عطاء متفرداً للإعلام الإماراتي. حصد العابد العديد من الجوائز التقديرية، أهمها عندما كرمه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، بتسليمه جائزة شخصية العام الإعلامية لعام 2014 في حفل توزيع جائزة الصحافة العربية التي ينظمها سنوياً نادي دبي للصحافة. كما قلده صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، جائزة أبوظبي 2018 تقديراً لإسهاماته المتعددة في خدمة المجتمع ودوره في تطوير الإعلام.
وفي السنوات الأخيرة من عمره، تحمل الآلام والمعاناة مع قلبه الكبير الذي أضناه التعب وتحمل معاناة المرض. لم تغب مواقفه كزميل مهنة ورفيق درب وكأب حنون عن أي ممن امتهن ‫الإعلام‬ في ‫الإمارات‬، فقد كان حاضراً في كل المحطات المهمة في مسيرة كل الصحفيين المهنية.
 لم يكن ينتظر أن يطلب منه، بل كان يبادر عن طيب خاطر للدعم والمساندة في كل ما يتعلق بترسيخ سمعة الدولة ويعزز ريادتها. يعتبر إبراهيم العابد من أوائل الإعلاميين المواطنين الذين بدأت مسيرتهم في سبعينات القرن الماضي، حيث التحق الفقيد بوزارة الإعلام في أبوظبي عام 1975، وتدرج في وظيفته حتى تولى منصب مدير عام الإعلام الخارجي بالوزارة، وفي عام 1977 شارك الفقيد بتأسيس وكالة أنباء الإمارات «وام» ثم تولى إدارتها، وفي عام 1980 قاد الفريق الإعلامي لتأسيس وكالة الأوبك في فيينا، كما تولى مناصب عدة في الإعلام الحكومي كمدير عام المجلس الوطني للإعلام، ثم مستشاراً لرئيس المجلس. ومع تأسيس المجلس الوطني للإعلام في العام 2006، عمل إبراهيم العابد مع سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان الذي كان رئيساً للمجلس، ثم مع معالي صقر غباش ومعالي الشيخ حمدان بن مبارك آل نهيان ومعالي الدكتور سلطان الجابر.