حسين رشيد (أبوظبي)
يعيش «أمير الإنسانية» المغفور له، صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، طيب الله ثراه، في نفوس ووجدان الشعب الكويتي والأمة العربية والإسلامية والعالم، بعدما رسم بأعماله لوحات إنسانية بعطاء بلا حدود، ليصبح رمزاً للخير في مشارق الأرض ومغاربها.
لم يقتصر اهتمام الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح على الشأن الكويتي أو العربي أو الإقليمي فقط، أو متابعة القضايا السياسية والاقتصادية، بل كان حريصاً على المضي بمسيرة الخير والعطاء والتنمية والتطوير، لتصل أياديه البيضاء إلى شتى بقاع الأرض، وكان ذلك شغله الشاغل، لذا ذاع صيته، طيب الله ثراه، قائداً عظيماً يحمل العديد من الألقاب في العمل الإنساني، حيث كرمته الأمم المتحدة في عام 2014م بمقرها في نيويورك، ومنحته لقب «قائد إنساني»، لجهوده وجهود بلاده في المجال الإنساني والتنموي في العالم.
ويوم تكريمه، أكد «أمير الإنسانية» أمام العالم نهج الكويت فيما يتعلق بالعمل الإنساني، وقال: «إن دولة الكويت سنت لنفسها، منذ استقلالها، نهجاً ثابتاً في سياستها الخارجية، ارتكز على ضرورة تقديم المساعدات الإنسانية لكل البلدان المحتاجة بعيداً عن المحددات الجغرافية والدينية والعرقية، انطلاقاً من عقيدتها وقناعتها بأهمية الشراكة الدولية. وجمعياتنا الخيرية الكويتية، ولجاننا الشعبية سطرت صفحات من الدعم المتواصل لمشاريع إنسانية عديدة في آسيا، وأفريقيا، أصبحت أحد العناوين البارزة لأيادي الخير التي يتميز بها الكويتيون».
وأشاد الأمين العام السابق للأمم المتحدة، بان كي مون، بدعم الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح المستمر ومبادراته السخية، معتبراً إياه قائداً إنسانياً عظيماً وراعياً لبلده الكويت، مثمناً حرصه على إقامة العديد من الجمعيات الأهلية الخيرية، تقوم سنوياً بجمع ملايين الدولارات وتقديمها كمساعدات إنسانية للعديد من الفئات المتضررة في بلدان العالم النامية.
وسيرة المغفور له صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، طيب الله ثراه، تؤكد استحقاقه بجدارة لقب قائد العمل الإنساني، بعدما جعل من الكويت مركزاً إنسانياً عالمياً، ليس فقط لدوره البارز في تعزيز العلاقات مع دول الجوار، أو دوره في المصالحات، بل لدوره الإنساني البارز منذ أن كان وزيراً للخارجية، وحرصه على تقديم المساعدات للدول المحتاجة، وكذلك الدول التي تتعرض لكوارث طبيعية أو كوارث إنسانية.
ومن أهم الملفات الإنسانية التي حرص المغفور له صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، طيب الله ثراه، على تحمل مسؤوليتها ملف معاناة الشعب السوري، حيث ساعدت الكويت الأمم المتحدة في عقد مؤتمرين للمانحين على أراضيها لإغاثة الملايين من أبناء الشعب السوري الذين عانوا ويلات الحرب الأهلية في بلدهم، وتعهدت الكويت بالتبرع بمبلغ 500 مليون دولار من القطاعين الحكومي والأهلي لدعم الوضع الإنساني في سوريا. كما استضافت الكويت القمة العربية الأفريقية الثالثة التي ركزت على المشاريع التنموية بين الجانبين العربي والأفريقي، وفي 2010 استضافت مؤتمراً للمانحين لشرق السودان.
ومنذ توليه الحكم في يناير 2006م، جعل من الكويت مركزاً لكل شيء جميل، وإنموذجاً للعطاء وللتسامح والحب ومعنى الجيرة والطيبة والعفوية والكرم، وبشخصيته الاستثنائية في حكمه أسعد مواطنيه وأسعد العالم، فحوّل بلده لوطن النهار، ووطن الصداقة والسلام، الذي رفرفت به أعلام الجميع بكل حب ومودة وتسامح، كان ربان سفينة الخير للكويت وللعالم، وعنواناً لمسيرة حافلة بالعمل الإنساني امتدت عشرات السنين، وله الفضل في تبوؤ الكويت مكانة دولية في مجال العمل الإنساني. وفي مجال السياسة جعل الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح من الكويت دولة داعية للسلام، تنبذ الحروب والعنف وتجسد ثقافة التسامح واحترام الحريات الأساسية، وتعزيز حقوق الإنسان.
سنـــــد الأشقاء والأصدقاء
بدأت مساهمات ومبادرات المغفور له، صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، طيب الله ثراه، في مجال العمل الإنساني والإغاثي، منذ أن عُين وزيراً للخارجيةعام 1963، حيث عمل على تعزيز مكانة وثقل دولة الكويت على المستويين الإنساني والخيري، سواء في المحيط العربي أو الإقليمي أو الدولي. وبعد عامين من توليه مقاليد الحكم، وتحديداً منذ عام 2008، أعلن عن دعم الدور الإنساني للأمم المتحدة، وخصصت الكويت 10 % من إجمالي مساعداتها الإنسانية للدول المتضررة من الكوارث الطبيعية والحروب، ومضاعفة مساهماتها الثابتة للوكالات والمنظمات الدولية العاملة في مجالات العمل الإنساني والإغاثي والخيري.
سوريا.. لم تغـــــــب
منذ العام 2011 حرص الشيخ صباح الأحمد على تخفيف المعاناة عن كاهل الشعب السوري، عبر تبنيه العديد من الحملات والمبادرات العربية والدولية لتقديم المساعدات الإنسانية والإغاثية للنازحين واللاجئين السوريين.
وبرعايته، طيب الله ثراه، استضافت الكويت 3 مؤتمرات دولية للمانحين لدعم الوضع الإنساني في سوريا، وعقد المؤتمر الأول في يناير 2013، وخلاله أعلن عن تبرع الكويت بمبلغ 300 مليون دولار، وعُقد المؤتمر الثاني في يناير 2014، وارتفعت فيه قيمة التبرعات الكويتية إلى 500 مليون دولار، وعقد المؤتمر الثالث في مارس 2015، وأعلن فيه عن تبرع الكويت بمبلغ 500 مليون دولار.
العــراق.. حملات ومبادرات
جاءت العراق في مقدمة الوجهات التي استهدفتها حملات ومبادرات الشيخ صباح الأحمد في مجال العمل الإنساني، وفي يوليو 2016 شاركت الكويت في مؤتمر المانحين لدعم العراق الذي استضافته واشنطن، وتعهدت بتقديم مساعدات إنسانية إلى العراق بقيمة 176 مليون دولار.
وفي أعقاب تحرير بعض المدن العراقية من براثن تنظيم داعش الإرهابي، عُقد في فبراير 2018 مؤتمر الكويت الدولي لإعادة إعمار العراق برئاسة الشيخ صباح الأحمد، ووصلت قيمة التعهدات الدولية في المؤتمر إلى 30 مليار دولار، من أجل إعادة إعمار المدن العراقية المحررة من التنظيم الإرهابي، منها مليارا دولار تعهدت الكويت بتقديمها.
اليمـــــن.. دعم ومساندة
امتدت حملات ومبادرات الشيخ صباح الأحمد الإنسانية إلى اليمن، مع تأزم الوضع الإنساني هناك، في أعقاب سيطرة الحوثيين على السلطة بقوة السلاح في سبتمبر 2014، وأعلنت الكويت بتوجيهات من الشيخ صباح الأحمد عن تقديمها ملايين الأطنان من المساعدات الإغاثية والدوائية والمواد الغذائية للشعب اليمني، وفي العام 2015، أعلنت عن تبرعها بمبلغ 100 مليون دولار، لتخفيف المعاناة الإنسانية لليمنيين.
فلسطين.. روح العـــــــرب
طوال العقود الخمسة الماضية، أولى الشيخ صباح الأحمد اهتماماً خاصاً بتقديم المساعدات الإنسانية للشعب الفلسطيني، سواء من خلال موقعه وزيراً للخارجية أو أميراً للبلاد، وفي يناير من العام 2009 أعلن سموه عن تبرع الكويت بـ 34 مليون دولار لصالح وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «أونروا»، وفي مارس من نفس العام قدم 200 مليون دولار للسلطة الفلسطينية، تدفع على مدى 5 سنوات، ضمن برنامج إعادة إعمار غزة.
وفي نوفمبر 2012، وقعت الكويت اتفاقية مع البنك الدولي، تساهم بموجبها بمبلغ 50 مليون دولار لدعم البرنامج الفلسطيني للإصلاح والتنمية الذي يشرف عليه البنك الدولي، وفي 2013 قدم 15 مليون دولار لوكالة «الأونروا».
السودان.. الإنســــــان أولاً
في عام 2010، أقيم في الكويت برعاية الشيخ صباح الأحمد المؤتمر الدولي للمانحين والمستثمرين لشرق السودان الذي أعلن عن جمع التزامات مالية ومساهمات بقيمة 3.547 مليار دولار، منها نصف مليار دولار تعهدت بها الكويت، بهدف تحسين الأوضاع الإنسانية.
أقليــــــة الروهينجا
مع توالي التقارير الإعلامية والدولية التي تشير إلى تدهور الوضع الإنساني لأقلية الروهينجا المسلمة، أعطى الشيخ صباح الأحمد، طيب الله ثراه، توجيهاته للمسؤولين في الكويت بضرورة العمل على مد يد العون للروهينجا، ومن خلال عملها الدولي النشط في مجلس الأمن قادت الكويت زيارة رسمية ميدانية لبنغلاديش وميانمار، للاطلاع على وضع أقلية الروهينجا المسلمة واللاجئين منهم البالغ عددهم نحو 700 ألف شخص.
وساهمت الكويت بقيادة الشيخ صباح الأحمد، بالتعاون مع الاتحاد الأوروبي، في استضافة مؤتمر للمانحين، بشأن أزمة لاجئي الروهينجا، بمدينة جنيف السويسرية.
إشادات دولية
أشادت مفوضية الاتحاد الأوروبي لشؤون التعاون الدولي والمساعدة الإنسانية بجهود المغفور له الشيخ صباح الأحمد في ترسيخ أسس وقواعد العمل الإنساني الدولي، مشددة على أهمية دور الكويت الريادي في المساعدة الإنسانية العالمية خلال السنوات الأخيرة.
وبحسب بيانات منظمات الإغاثة الدولية، تواصلت جهود الكويت خلال عهد الشيخ صباح الأحمد في تقدیم المساعدات الإنسانية والتنمویة للدول النامیة والدول الأقل نمواً، والبالغ عددها 106 دول حول العالم، حيث يقدم الصندوق الكویتي للتنمیة الاقتصادية العربیة المنح والقروض المیسرة لإقامة مشاریع البنية التحتیة في الدول النامیة.
منتـــدى العمل الإنساني
اعتباراً من عام 2014، بدأت الكويت برعاية الشيخ صباح الأحمد في تنظم فعاليات «منتدى الكويت الدولي للعمل الإنساني» السنوي، الذي يستكمل مسيرة الكويت الإنسانية كمركز عالمي للعمل الإنساني.
وفي إطار فعاليات «الكويت عاصمة الشباب العربي 2017» التي أقيمت برعاية الشيخ صباح الأحمد، أطلقت الهيئة العامة الكويتية للشباب، جائزة «مركز العمل الإنساني للشباب العربي» بهدف دعم الأعمال الإنسانية وتشجيع الشباب العربي للمشاركة الفاعلة في خدمة مجتمعاتهم.