أحمد شعبان (القاهرة)

أشاد دبلوماسيون وخبراء اقتصاد في مصر، بزيارة الوفد الأميركي الإسرائيلي المُشترك برئاسة «جاريد كوشنر» كبير مستشاري الرئيس الأميركي «دونالد ترامب» إلى الإمارات، ووصول أول طائرة تجارية إسرائيلية إلى أبوظبي رافعة شعار «السلام» باللغات العربية والعبرية والإنجليزية، معتبرين أن الزيارة خطوة مهمة على طريق تعزيز السلام والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط، وتُحقق الأمن والازدهار لشعوب المنطقة، وبداية حقيقية لتنفيذ مُعطيات معاهدة السلام بين الإمارات وإسرائيل. 
وأكدوا لـ«الاتحاد» أن عملية السلام تتطلب جهداً كبيراً من دولة الإمارات، التي تملك دبلوماسية مؤثرة عالمياً وإقليميا، مثمنين دورها المحوري في إحلال السلام في الشرق الأوسط.
وأشاروا إلى سعي الإمارات من خلال «معاهدة السلام» لتحقيق السلام والاستقرار السياسي والاجتماعي والاقتصادي في المنطقة، وضمان تجميد ضم الأراضي الفلسطينية، لافتين إلى أن السياسة مفتاح للاقتصاد والتنمية والتبادل التجاري، وأن التعاون بين الإمارات وإسرائيل في مجالات التجارة والزراعة والصحة وغيرها، من شأنه أن يعزز الفرص الاقتصادية ليس فقط للبلدين، وإنما للمنطقة بأسرها. 
وثمن السفير جمال بيومي مساعد وزير الخارجية الأسبق، زيارة الوفد الأميركي الإسرائيلي إلى الإمارات، مؤكداً أن هذا يأتي في إطار توجيهات القمة العربية في بيروت 2002، والتي أكدت على مبدأ الأرض مقابل السلام، لافتاً إلى أن هذا ما جاء في شروط معاهدة السلام بين الإمارات وإسرائيل، والتي جمدت بموجبها إسرائيل ضم أراض فلسطينية.
وأكد السفير جمال بيومي لـ«الاتحاد» أن هذه التحركات العربية، وخصوصاً «معاهدة السلام»، محاولات جادة لإقناع إسرائيل بأن الأفضل لها التعامل مع العرب سلمياً، لإرساء مزيد من الأمن الاستقرار، مشدداً على أن التهديد بالحرب وضم الأراضي ليس في صالح إسرائيل أو دول المنطقة على المدى الطويل، وهو ما تبرهن عليه المعاهدة، مضيفاً: «إذا نجحت دولة عربية مثل الإمارات في وقف توسع إسرائيل، فنحن على الطريق الصحيح نحو السلام الشامل»، مشيراً إلى أن «المعاهدة» لقيت كل الترحاب من العواصم الرئيسة في العالم.

دفع عملية السلام
وبدوره أشاد السفير محمد العرابي، وزير الخارجية المصري الأسبق، بالزيارة، مؤكداً لـ«الاتحاد» أنها خطوة أولى واستراتيجية على طريق السلام، وأن الكرة الآن في ملعب إسرائيل حتى تتعامل مع المُحددات العربية والخاصة بالقضية الفلسطينية بشكل أكثر جدية، وأن تكون على نفس مستوى جرأة دولة الإمارات في التعاطي مع عملية السلام. 
وأكد «العرابي» أن الزيارة، التي اختتمها الوفد المشترك أمس الأول، من شأنها أن تقوي العلاقات والشؤون الدبلوماسية بين البلدين، معتبراً الزيارة دليل على الحماسة الكبيرة من أجل السلام بين الطرفين، ومحاولة لإثبات جدية هذه الخطوة وثمارها الإيجابية.
وثمن البيان الثلاثي المشترك بين الإمارات وإسرائيل والولايات المتحدة الزيارة، وأكد أن المعاهدة توفر تفكيراً جديداً حول طريقة معالجة مشاكل المنطقة وتحدياتها، مع التركيز على الخطوات العملية التي لها نتائج ملموسة حيث تحمل في طياتها الوعد ببناء جسور جديدة، تعمل على خفض تصعيد النزاعات القائمة، ومنع نشوب صراعات جديدة في المستقبل.

التبادل التجاري
أكد الخبير الاقتصادي الدكتور عبده رشاد رئيس المنتدى الاقتصادي المصري، أهمية زيارة الوفد الإسرائيلي الأميركي المشترك إلى الإمارات، معتبراً أن التبادل التجاري والاستثماري مع إسرائيل، تنفيذاً لـ«معاهدة السلام»، خطوة مفيدة وإيجابية لعملية السلام، وسوف تجعل الإسرائيليين أكثر مرونة مع الفلسطينيين، واصفاً هذه الخطوة بـ«المحورية».
وتوقع الخبير الاقتصادي في تصريحات لـ«الاتحاد» مزيداً من التعاون المشترك والاستثمار والتمويل والتبادل التجاري وانسيابا في التجارة بين الإمارات وإسرائيل، باعتبارهما من أكبر اقتصادات المنطقة. وثمّن سعي الإمارات لتحقيق السلام والاستقرار السياسي والاجتماعي والاقتصادي في المنطقة، إلى جانب إنقاذها لحل الدولتين من خلال وقف ضم الأراضي الفلسطينية، مؤكداً أن السياسة مُفتاح للاقتصاد والتنمية والتبادل التجاري.