أحمد عبدالعزيز (أبوظبي)

أكد أولياء أمور طلاب في مراحل دراسية مختلفة، أن نظام «التعليم عن بُعد»، الذي نفذته الجهات المعنية بالتعليم في الدولة للتماشي مع الظروف الطارئة لأزمة «كوفيد- 19»، يعد خطوة مهمة وأدت إلى خلق حالة من تواصل الأهل مع أبنائهم في تعليمهم ومشاركتهم يومهم الدراسي، فضلاً عن مزايا عدة منها: توفير الوقت والجهد على الطلاب وحماية صحتهم قدر الإمكان. ورصدت «الاتحاد» ردود أفعال أولياء أمور مع بداية العام الدراسي الجديد، حيث سلطوا الضوء فيها على إيجابيات «التعليم عن بُعد» خلال الفصل الأخير من العام الدراسي الماضي، ومنها، توفير الوقت والجهد للأطفال، حيث إنهم لا يتطلب أن يستيقظوا مبكراً جداً للحاق بحافلة المدرسة، فضلاً عن إمكانية استغلال الوقت المبكر في النشاط الرياضي على سبيل المثال، علاوة على إمكانية متابعة الأهل خلال اليوم الدراسي.

تجربة ناجحة
وتقول عهد عبدالله الزبيدي، مواطنة: «إن تجربتي كأم لخمسة أطفال، ثلاثة منهم في المدرسة مع «التعليم عن بُعد» كانت تجربة ناجحة ومريحة جداً، لذلك اخترت لأطفالي «التعليم عن بُعد» لهذه السنة أيضاً، وهناك إيجابيات بالنسبة لي أهمها: اختصار اليوم الدراسي والساعات الطويلة التي يقضيها الطلاب في المدارس، حيث يتطلب منهم الاستيقاظ قبل السادسة فجراً للاستعداد قبل اللحاق بحافلة المدرسة، وعند عودتهم الساعة الرابعة عصراً يكونون في منتهى الإرهاق والتعب.
وتضيف: «كان طول اليوم الدراسي يلغي فرصة أي نشاطات أخرى، ولكن مع «التعليم عن بُعد» أصبح لديهم الوقت لممارسة نشاطات أخرى خلال اليوم، مثل ركوب الدراجة، والطبخ، والتصوير، وغيرها من الهوايات التي اكتشفناها مع تقليل طول اليوم الدراسي».
وتتابع: الدراسة عن بُعد «جعلتني أكثر متابعة لما يدرسه أطفالي، حيث كنت في السابق لا أعلم ماذا يدرسون طوال النهار في المدرسة وعند عودتهم الوقت يسمح فقط بحل الواجب الأساسي، أما الآن، فإنني أتابع أولاً بأول وأصبحت أشعر أني أفهم مستوى أطفالي ومدى استيعابهم للمواد، كذلك لاحظت نمواً نفسياً وجسدياً خلال الدراسة من البيت، قد يكون بسبب الخروج عن القالب المعتاد من الجلوس في الصف الدراسي لفترات طويلة إلى الحركة بحرية، أما النمو النفسي فارجعه إلى إحساسهم بالأمان والترابط الأسري بشكل أكبر من قبل».

مرونة في الوقت
ويقول مايكل كورجن، أب لطفلين: «بات أطفالنا يتمتعون بمرونة كبيرة من بعد الخبرة التي اكتسبوها خلال الفترة السابقة عبر التعليم عن بُعد، وأرى أن مستوى استيعابهم رقمياً بات متشابهاً مقارنة مع وجودهم داخل الصف». ويضيف: «لا شك أن أحد الأسباب الرئيسة للوصول لهذا التقدم في تجارب التعليم الرقمية في الإمارات يعتمد بشكل كبير على التكنولوجيا والبنية التحتية الرقمية التي تمتلكها دولة الإمارات، والتي مكنت منشآت التعليم من تمكين استمرارية التعليم بشكل عصري ومتفوق. وبرأيي الشخصي بات مستوى التعليم الرقمي في دولة يتفوق بشكل فارق على كثير من الدول المرموقة في المنطقة والعالم».

ممارسة الأنشطة
بدورها، تقول الطالبة إيمان شريف الطاهر، الصف الخامس: «أحب الدراسة عن بُعد لأن اليوم الدراسي في المدرسة كان طويلاً جداً ومملا ومتعباً، وفترة الراحة واللعب في المدرسة قصيرة ولا تكفي للأكل واللعب، وكنت أشعر بالتوتر أحياناً في بعض الحصص، أما الآن، مع «التعليم عن بُعد»، فأنا لست معرضة لهذا الموقف». وتضيف: «مع التعليم عن بُعد» يكون شرح الدرس محفوظاً على شكل فيديو ممكن أن أعيد تشغيله أكثر من مرة حتى أفهم المطلوب، وأصبح التعليم أسهل وأكثر متعة، المادة الدراسية أصبحت ممتعة لأنها عبارة عن فيديو، وهذا يناسبني أكثر من الدراسة في الكتاب، الواجبات جميعها على الكمبيوتر اللوحي «آيباد» ولا نحتاج للرجوع للكتب ولا طباعة أوراق، ولا أعتقد أنني أرغب في العودة لنظام الدراسة في المدرسة، فأنا استمتع أكثر بالدراسة عن بُعد».

تفادي المشاحنات 
وتفضل الطالبة جنى أغيد سويد، بالصف الخامس، أن يكون التعلم عن بُعد بشكل جزئي أو المعروف بالتعليم الهجين، بحيث يكون يومين في المنزل وباقي الأيام في المدرسة، حتى يمكن التواصل مع المدرسين والزملاء والاستفادة منهم». وذكرت أن «التعليم عن بُعد» بشكل كامل عبر اجتماعات «الأون لاين» ما هو إلا صورة، ولا يوجد بها تواصل مع الزملاء والأساتذة بالمدرسة، مشيرة إلى أن المزج بين النظامين مفيد ويضيف للطلاب. وترى الطالبة ملك يوسف أن الدراسة عن بُعد تمنحها متسعاً من الوقت وحرية أفضل للتعاطي مع التدريبات، ويبرز «التعليم عن بُعد» مهارات كل طالب في البحث وأداء الواجبات والاعتماد على النفس من دون وجود أي ضغوط خارجية في المدرسة». من جهته، يقول الطالب أحمد يوسف: «إن التعليم عن بُعد يتيح للطالب الاستفادة بشكل أكبر، حيث لا يوجد مجال لإضاعة الوقت بسبب مشاحنات بين الطلاب، الأمر الذي يسهل الحصول على المعلومة والاستفادة من الدروس بشكل كبير، فضلاً عن إتاحة وقت أكبر لممارسة الأنشطة في المنزل بعد الدراسة». وتشير الطالبة ليان خليل العمري، الصف الخامس، إلى أن هناك مزايا لـ«لتعليم عن بُعد»، منها: استخدام التكنولوجيا بشكل يومي، والحماية والوقاية من المرض، وتوفير الوقت من خلال عدم الحاجة للتنقل من وإلى المدرسة.

استيعاب المواد
قال بيبرس مراد، طالب بالصف الحادي عشر: «من خلال العام الدراسي الماضي وبسبب الحاجة اتجهنا إلى «التعلم عن بُعد»، ووجدت أن هذا الأسلوب في التعلم أفضل لي، من حيث استيعاب المواد، وحتى العمل على حلقات البحث والمشاريع الخاصة بالمواد العلمية كان ممتعاً جداً بالنسبة لي». 
وذكر «أن النظام الحالي القائم على الدمج بين التعلم عن بُعد وحضور الدروس في المدرسة جيد لي من أجل متابعة بعض الأنشطة الخاصة».