أحمد عبدالعزيز (أبوظبي)

رصد استطلاع أجرته «الاتحاد» أجواء من التفاؤل بالعام الدراسي الجديد، خاصة في أوساط أولياء الأمور،  
خصوصاً مع الجهود الكبيرة التي بذلتها الجهات المعنية لتوفير بيئة مدرسية تتوافر فيها الإجراءات الاحترازية كافة والاشتراطات الصحية اللازمة لتفادي فيروس كورونا «كوفيد- 19».
وكشفت الآراء عن أن البعض لا يزال يفضل التعليم عن بُعد كخيار يراه منطقياً في ظل ظروف الفيروس لحين ظهور لقاح.
في المقابل، ساد ارتياح أوساط الأمهات الموظفات في أعقاب قرارات العمل عن بُعد الصادرة مؤخراً.
وأجرت «الاتحاد» استطلاعاً لآراء أولياء أمور للتعرف على آرائهم في العودة للمدارس في الوقت الذي تبذل فيه الجهات المعنية جهوداً كبيرة بالتنسيق مع إدارات المدارس لتقديم الاشتراطات والإجراءات الاحترازية التي من شأنها الوقاية من الإصابة بالفيروس أو انتقاله بين الطلاب والمدرسين، حيث يتم تعقيم المدارس وتصميم أماكن للدخول والخروج وتعليق الإرشادات بشكل واضح لإلزام الجميع بارتداء الكمامات وغسل اليدين، فضلاً عن إجراء فحص «كوفيد- 19» على فترات محددة.
وقال المواطن محمد الريسي: «أرى أن قرارات وزارة التربية والتعليم في صالح المجتمع خاصة في ما يتعلق بأخذ الاحتياطات في أوقات العودة التدريجية إلى المدارس التي تعد خطوة مهمة جداً، وكذلك هناك إيجابيات لـ«التعلم عن بُعد»، ومنها أن يكون الآباء على مقربة من الأبناء خلال الدراسة والتعرف على مستواهم وتحصيلهم العلمي والتعرف على تفاصيل البرامج التي يدرسونها، الأمر الذي يعزز علاقة الآباء والأمهات بأبنائهم ويسهم في بناء أفضل لشخصياتهم».
وقال الدكتور صهيب سعيد سويد: « واجهتني مشكلة، وهي صعوبة التواصل مع إدارة المدرسة، لكن مع بداية العام الدراسي ستنتظم كل الأمور».
إلى ذلك، يرى المواطن مجيد الحربي: «أننا بين خيارين على نفس القدر من الصعوبة في الاختيار بينهما، حيث إن «التعلم عن بُعد» يفتقد الاتصال المباشر مع المدرسين، ونحن نريد أن نرسل أبناءنا إلى المدارس إلا أن هناك مخاطرة بسبب فيروس «كوفيد- 19»، ومن ناحية قراري فإنني فضلت أن يستمر أبنائي في الصفوف الثالث والرابع، بالتعلم «عن بُعد» حيث إنه من الصعب التأكد من التزامهم بارتداء الكمامات طوال الوقت بالمدرسة».
وعن قرار إبقاء أبنائه للتعلم «عن بُعد»، يقول الحربي: «إن هذا الأسلوب من التعلم يعتمد على أولياء الأمور إلا أنني شخصياً طبيعة عملي تتطلب البقاء فترات طويلة خارج المنزل ما يزيد العبء على زوجتي التي ترعى رضيعاً، في الوقت الذي يجب فيه متابعة الطلاب وأرى أن الدراسة في المدرسة أفضل لمستواهم العلمي».

اختيار للأهل
وترى المواطنة أم سيف أن «وجود اختيار للأهل ما بين إرسال الأبناء للمدرسة أو التعلم «عن بُعد» أمر إيجابي للغاية، حيث إنني أفضل إبقاء ابني بالمنزل لأن والدتي تعيش معي وأحرص على الحفاظ على صحتها، كما أن التعلم «عن بُعد» أكثر أماناً من أن يذهب ابني إلى المدرسة في ظل هذه الظروف الطارئة، ومع ذلك سأتابع المدرسة والإجراءات المتخذة من أجل التعلم «عن بُعد».
وقالت المواطنة فاطمة «أم عمر»: «إن هناك مخاوف لديَّ من أن أرسل ابني للمدرسة الذي يبلغ من العمر سبع سنوات حرصاً على صحته وسلامته، حيث إن لديَّ أيضاً رضيعاً عمره خمسة أشهر وأخشى على صحتهما».
وتضيف: «إنني أفضل بقاء ابني في البيت للدراسة «عن بُعد»، حيث إنه تعود من الفصل الدراسي الأخير العام الماضي، وأصبح لديه القدرة على التفاعل عبر برامج التواصل التي توفرها المدرسة للاجتماع بالطلاب عبر تطبيق «زووم»، الذي يسهل الاتصال بين الطالب والمدرسين».

الوجه الآخر
أكد المواطن خالد الأحمد، أنه «خلال فترات أزمة «كوفيد- 19» من الأفضل الاختيار للتعلم «عن بُعد» الذي يعد أكثر أمناً على صحة أبنائي الذين يدرسون في صفوف الثاني والرابع والخامس والتاسع، إلا أنني تحدثت معهم وقمت بالشرح لما يجب أن يكون في حال العودة للدراسة في المدرسة ومخاطر هذا الفيروس وبالفعل اختار بعضهم العودة للمدرسة مع الالتزام التام بالإجراءات الاحترازية».
ويضيف الأحمد أن «التعلم عن بُعد له وجه آخر من الإيجابيات علينا أن نستفيد منه وهو استفادة الآباء والأبناء لخبرات جديدة في التواصل والمرونة في التعامل مع المدرسين، فضلاً عن اقترابنا من الأبناء والتعرف على مستواهم الدراسي واكتشاف مواهب وجوانب جديدة في شخصياتهم، في الوقت الذي لم تكن هناك سلبيات كبيرة للتعلم «عن بُعد» مثل تشتيت تركيز الأبناء خلال الدراسة من المنزل وبشكل عام فإنها تجربة مميزة».

الاختيـار
مريم بوخطامين (رأس الخيمة) 
قال المواطن حامد النقبي: إن إتاحة الفرصة للأهالي لاختيار النظام المناسب لأبنائهم أمر جيد، خصوصاً مع انتظام الموظفين، وعودتهم لمقار أعمالهم في المؤسسات والدوائر في مختلف المجالات.
وأشارت أم ميرة الجنيبي، أن عدد الأبناء والإمكانات من حيث توافر الأجهزة، يلعب دوراً رئيساً في مسألة اختيار الأهالي التعليم «عن بُعد»، أو الانتظام بشكل مباشر في المدرسة، منوهة بأنها وعدداً من الأمهات قرروا اختيار التعليم في المدرسة.
وبيّن أحمد الشحي وخالد الشحي، أنهما اختارا لأبنائهما التعلم عن بُعد، تحسباً لأي ظرف طارئ وسط هذه الظروف الاستثنائية المتعلقة بفيروس كورونا المستجد، منوهين بأن التعليم عن بُعد حقق نتائج إيجابية، فيما يتعلق بحفظ سلامة وأمن الطلاب والمعلمين والإداريين في المنشآت التعليمية، كما أنه رفع مستوى الأهالي والطلاب، ومعرفتهم باستخدامات التقنيات الحديثة، التي تعتمد على تجربة أنظمة جديدة في إيصال التعليم والمنهج المعتمد، ناهيك عن نشر ثقافة التفاعل ما بين الأسرة والمعلم.

نتائج الاستبيانات
قالت المواطنة مريم الحوسني: «إن المدارس تفاعلت بشكل جيد من حيث التعرف على آراء أولياء الأمور والرد على استفساراتهم، ولكن ما نرغب فيه هو أن تفيدنا المدارس بنتائج الاستبيانات التي أجرتها المدرسة خاصة في حال الاعتماد في العملية التعليمية على المدرسة وولي الأمر».
وأضافت: أفضل أن يذهب أبنائي إلى المدرسة، ولكن وفق الاشتراطات لا سيما في ظل عودة ارتفاع في أعداد الإصابات، إلا أن بقاء الأبناء في البيوت لفترات طويلة، له أثر سلبي ولا بد من البحث عن التعايش والمرونة في التعامل مع الفيروس والبحث عن بدائل، وإنني أفضل ذهاب الأبناء إلى المدرسة، لتطوير مهاراتهم الحياتية وفي الفصل الدراسي، والاستيعاب، حيث التواصل المباشر مع المدرسين الذين يعد أفضل من التواصل «عن بُعد» أو عن طريق الإنترنت.

تفاعل
قالت فاطمة الحوسني، موظفة بشركة أدنوك للتوزيع: فضلت أن يبقى أبنائي بالمنزل واخترت التعلم «عن بُعد»، حفاظاً على صحتهم، ولمتابعة مستواهم الدراسي، وهذا أمر إيجابي تم اكتشافه خلال الفصل الدراسي الأخير من العام الماضي، والذي كانت فيه الدراسة «عن بُعد» بسبب جائحة «كوفيد- 19».
وأضافت: إن التعلم «عن بُعد» كان له إيجابية أخرى أهمها ارتفاع مستوى التحصيل لابني وتحسن بشكل كبير، وكان ذلك ما لاحظه مدرسوه خلال الفصل الدراسي الماضي، فضلاً عن تفاعل الآباء والأمهات مع الدروس التي يتلقاها الأبناء والمشاركة في التدريس لهم أيضاً، مشيرة إلى أن المصروفات الدراسية لم تكن مشكلة بالنسبة لها، حيث إن الفصل الدراسي الماضي لم يكن فيه تخفيض للرسوم.