سعيد الصوافي (أبوظبي) 

أكد عمار المعيني، مدير أكاديمية جودة الحياة، أن الأكاديمية التي أطلقها البرنامج الوطني للسعادة وجودة الحياة، طورت منهجيات عملية لتمكين الجهات الحكومية على المستويين الاتحادي والمحلي، من تضمين مبادئ جودة الحياة وتطبيقها عملياً في مختلف مجالات العمل الحكومي، بما ينعكس إيجاباً على جودة الحياة الشاملة في دولة الإمارات، ويرتقي بجودة حياة أفراد المجتمع. 
وأشار المعيني في حوار مع «الاتحاد»، إلى أن إطلاق الأكاديمية يشكل ترجمة عملية لجهود البرنامج الوطني للسعادة وجودة الحياة لدعم الجهات الحكومية في تبني جودة الحياة فكراً مستداماً، تجسيداً لفكر ورؤى صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، في تبني مفهوم جودة الحياة وتطبيقاتها العملية في صميم عمل الجهات، بما يسهم في تعزيز مكانة الدولة وريادتها عالمياً في جودة الحياة.

وأوضح أن إطلاق الأكاديمية يؤكد أهمية التركيز على جودة الحياة في مختلف جوانب العمل الحكومي، من خلال تحويل مفاهيمها إلى تطبيقات عملية تشمل السياسات والخدمات والبرامج، وتضمينها في منهجية العمل، وتعزيز قدرات الموظفين للارتقاء بالأداء الحكومي، بما ينعكس إيجاباً على جودة الحياة في دولة الإمارات.

الاستراتيجية الوطنية لجودة الحياة 
وأشار إلى أن الأكاديمية تمثل مبادرة داعمة لمستهدفات الاستراتيجية الوطنية لجودة الحياة 2031 التي تركز على تصميم منظومة متكاملة لتعزيز جودة الحياة، وتطوير مبادرات ومشاريع ترسخ نموذج حكومة جودة الحياة، ليتم تطبيقها عملياً وتنفيذها في جميع المبادرات والخدمات التي تقدمها الجهات الحكومية للمتعاملين، بما يتوافق مع رؤاهم وتطلعاتهم.
وقال المعيني إن البرنامج الوطني للسعادة وجودة الحياة يتبنى جودة الحياة ثقافة وأسلوب حياة مجتمعية، يمكن تعلمها وترسيخها في مختلف مجالات الحياة، من خلال نشر مفاهيم العمل الحكومي المبنية على تعزيز جودة حياة المجتمع، وإعداد جيل جديد من الكوادر القادرة على تطبيق نماذج جودة الحياة في منظومة عمل الجهات الحكومية. 
وأضاف أن أكاديمية جودة الحياة التي تعد الأولى من نوعها على مستوى العالم، تعمل وفق رؤى وخطط طموحة، تسهم في إحداث تغيير إيجابي وخلق فكر جديد ومستدام لجودة الحياة في العمل الحكومي، من خلال تأهيل وبناء قدرات الموظفين باستخدام تقنيات التعليم «عن بُعد»، وتزويدهم بالأدوات الداعمة لتطوير فكر حكومي يعزز ريادة الدولة وتنافسيتها العالمية في جودة الحياة.

تدريب عن بُعد 
وأشار المعيني إلى أن الأكاديمية تركز على 6 مواضيع عملية لتطبيق جودة الحياة في العمل الحكومي، تشمل المفهوم العام لجودة الحياة في العمل الحكومي، والسياسات العامة، والخدمات الحكومية، وقياس أثر جودة الحياة المستدام، والتميز المؤسسي في جودة الحياة، والجاهزية للمتغيرات المستقبلية في جودة الحياة، وتتولى تطوير برامج تدريبية بنظام التعلم «عن بُعد» في مبادئ جودة الحياة في العمل الحكومي، بالتعاون مع أفضل الخبرات، وبالشراكة مع عدد من المؤسسات الدولية مثل منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، وجامعة كولومبيا، وهارفرد بزنس ريفيو، ومؤسسة What Works البريطانية.
وقال إن دور الأكاديمية لا يقتصر على بناء وتأهيل الكفاءات والقدرات الحكومية فقط، بل ستعمل كمركز للدراسات والأبحاث المتخصصة، لنشر ثقافة جودة الحياة في العمل الحكومي على أوسع نطاق، حيث سيتم من خلال الأكاديمية نشر أحدث التوجهات الحكومية والممارسات العملية لتبني جودة الحياة في مختلف المجالات.
وأشار المعيني إلى أن الأكاديمية بدأت فعلياً تنفيذ أول برامجها العملية من خلال تنظيم جلسات تفاعلية افتراضية شارك بها أكثر من 1200 من مسؤولي الجهات الحكومية الاتحادية والمحلية والموظفين الحكوميين، الأولى بعنوان «جودة الحياة ودور الحكومات»، حضرها أكثر من 500 مشارك، وتحدث فيها البروفيسور جيفري ساكس، مدير مركز التنمية المستدامة بجامعة كولومبيا، مدير شبكة حلول التنمية المستدامة التابعة للأمم المتحدة، رئيس المجلس العالمي للسعادة وجودة الحياة الذي أطلقته دولة الإمارات.
كما عقدت الأكاديمية جلسة ثانية عن بُعد، بعنوان «العلاقة بين جودة الحياة والتميز المؤسسي»، تحدث فيها البروفيسور محمد زائيري، المستشار العالمي في مجال التميز، رئيس لجنة التحكيم في برنامج الشيخ خليفة للتميز الحكومي، وبرنامج أبوظبي للتميز الحكومي، وبرنامج دبي للأداء الحكومي المتميز، حضرها أكثر من 700 مسؤول حكومي ومشارك من مختلف الجهات الحكومية، فيما تواصل أكاديمية جودة الحياة فعاليتها بشكل منتظم عبر سلسلة من الجلسات واللقاءات والندوات والورش التفاعلية ضمن مساقات علمية وعملية بمشاركة أكاديميين وخبراء ومتخصصين من دولة الإمارات والعالم.

دراسات وأبحاث 
قال مدير أكاديمية جودة الحياة إن الأكاديمية ستعمل على إجراء مجموعة من الدراسات والأبحاث التي تسهم في تطوير مفاهيم جودة الحياة وتطبيقاتها العملية في بيئة عمل الموظفين، بالتعاون مع نخبة من أفضل الخبراء العالميين، إلى جانب نشر أحدث المقالات العلمية والأبحاث والدراسات. وأشار إلى أن الأكاديمية ستعمل على تطوير برامجها بشكل مستمر، وتحدث عن المساقات التدريبية التي تقدمها، مشيراً إلى أن مساق جودة الحياة في الجهات الحكومية، يعزز وعي الموظفين والمسؤولين في الحكومة بأهمية جودة الحياة، وكيفية تضمينها في جوانب العمل الحكومي كافة، فيما يهدف مساق قياس جودة الحياة، إلى تزويد الموظفين والمسؤولين بالأدوات والتقنيات اللازمة لقياس جودة الحياة، وتقييم أثر التوجهات الاستراتيجية عليها، وكيفية تحديد وقياس وتقييم مؤشرات الأداء، فيما تسعى اللقاءات المعرفية إلى تقديم تجارب وموضوعات متنوعة، تستعرض أحدث أدوات ومنهجيات العمل الحكومي الهادف إلى تحسين جودة الحياة، وسيعمل المنتسبون على تطبيق المهارات والكفاءات التي اكتسبوها لتطوير ممارسات جودة الحياة في مختلف مجالات العمل الحكومي.