أبوظبي (وام)
أكد سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية والتعاون الدولي، حرص دولة الإمارات على دعم وتعزيز مسيرة التعاون العربي - الصيني، ودفعها إلى آفاق أرحب، مؤكداً أن تحقيق الأمن والاستقرار، ورفع المعاناة الإنسانية عن شعوب المنطقة يتطلبان منا عملاً مشتركاً، كما ثمّن سمو الشيخ عبدالله بن زايد وقوف الصين مع مطالب الإمارات في قضية الجزر الإماراتية الثلاث المحتلة من قبل إيران للوصول إلى تسوية سلمية وعادلة عن طريق المفاوضات، وشدد سموه على أهمية مكافحة آفة التطرف والإرهاب، وصولاً لتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم، وثمن الجهود المشتركة بين الإمارات والصين في تطوير لقاح لمكافحة فيروس «كوفيد- 19».
وأكد سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية والتعاون الدولي، في كلمته خلال انطلاق الاجتماع الوزاري التاسع من المنتدى العربي الصيني الذي عقد أمس، عبر تقنية الاتصال المرئي «عن بُعد»، حرص دولة الإمارات على دعم وتعزيز مسيرة التعاون العربي - الصيني، ودفعها إلى آفاق أرحب.
وترأس أعمال المنتدى معالي أيمن الصفدي وزير الخارجية وشؤون المغتربين في المملكة الأردنية الهاشمية، ومعالي وانغ يي مستشار الدولة ووزير خارجية جمهورية الصين الشعبية، بمشاركة أحمد أبو الغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية، وعدد من وزراء الخارجية والمسؤولين رفيعي المستوى.
وقال سموه: «إنه من هذا المنطلق تأتي مشاركة الدولة في الاجتماع الوزاري التاسع لمنتدى التعاون الصيني العربي ومشاركة دولة الإمارات في اجتماع مبادرة (الحزام والطريق) الوزاري في يونيو الماضي، الأمر الذي يعكس حرص قيادتنا الرشيدة على تعزيز وتفعيل آليات التعاون العربي المشترك مع جمهورية الصين الشعبية».
وتقدم سموه، في مستهل كلمته، بالتهنئة للمملكة الأردنية الهاشمية على توليها رئاسة أعمال الاجتماع الوزاري التاسع لمنتدى التعاون الصيني العربي، مثنياً على الجهود المبذولة للإعداد لهذا الاجتماع في ظل هذه الظروف الراهنة التي تجتاح العالم بسبب جائحة «كوفيد- 19»، الأمر الذي يحتم علينا جميعاً زيادة التنسيق والتعاون الدولي وتبادل الخبرات والتجارب لاحتواء هذا الوباء والتصدي له.
كما تقدم سموه بجزيل الشكر إلى الصين على المساعدات الطبية المقدمة لدولة الإمارات، والتعاون الثنائي في مكافحة هذا الوباء، مثمناً الجهود المشتركة مع الصين في تطوير لقاح، بما فيه المشاركة في المرحلة الثالثة للتجارب السريرية للقاح مع شركات صينية في دولة الإمارات.
وأضاف سموه: «إننا في دولة الإمارات نعرب اليوم عن فخرنا واعتزازنا بالمستوى المتميز الذي وصلت إليه علاقاتنا مع جمهورية الصين الصديقة»، مشيداً بالشراكة الاستراتيجية بين البلدين والتعاون المشترك في المجالات كافة، ومنها القطاع الطبي، وكذلك التجارة غير النفطية.
وأكد سموه أن زيارة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة إلى الصين التي جاءت بالتزامن مع الاحتفال بمرور 35 عاماً على تأسيس العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، عكست الأهمية التي يوليها البَلَدان في إطار اتفاقية الشراكة الاستراتيجية الشاملة بينهما.
وقال سموه «تم عقد المنتدى الاقتصادي الإماراتي الصيني تحت شعار (الشراكة المستدامة، الاستثمار المستدام) في يوليو 2019 في نطاق شراكة تواصلت على مدى ثلاثة عقود، لترتقي إلى استراتيجية تشمل 13 محوراً رئيساً في مجالات عدة، وبلغ حجم التبادل التجاري غير النفطي بين دولة الإمارات والصين في عام 2019 أكثر من 50 مليار دولار أميركي».
وأضاف سموه: «لا شك أن هذا المنتدى قد ساهم في إثراء العلاقات العربية - الصينية، وخلق مواقف مشتركة تهدف إلى تحقيق النمو والازدهار لشعوبنا العربية والشعب الصيني الصديق، وتعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة».
وأعرب سموه عن تطلع دولة الإمارات إلى المزيد من الفرص لتعزيز العلاقات العربية - الصينية والارتقاء بها، كما نسعى إلى تحقيق المزيد من التوافق بين الجانبين في دعم المواقف العربية عبر المحافل الدولية.
وأكد سموه أن تحقيق الأمن والاستقرار والبحث للحلول السلمية للنزاعات والصراعات القائمة ورفع المعاناة الإنسانية عن شعوب المنطقة خصوصاً الشعب الفلسطيني، بالإضافة إلى الأزمة الليبية واليمنية والسورية، ودعم عملية السلام في الشرق الأوسط تتطلب منا جميعاً عملاً مشتركاً.
وقال سموه: «تثمن بلادي وقوف جمهورية الصين الشعبية مع مطالب دولة الإمارات في قضية الجزر الإماراتية الثلاث المحتلة من قبل إيران، طنب الكبرى، وطنب الصغرى وأبو موسى، للوصول إلى تسوية سلمية وعادلة مع إيران عن طريق المفاوضات الثنائية المباشرة والجادة وفقاً لمبادئ وقواعد القانون الدولي، أو القبول بإحالة القضية إلى محكمة العدل الدولية».
وأضاف سموه: «تؤكد دولة الإمارات تأييدها لجمهورية الصين الشعبية في مبدأ سياسة الصين الواحدة واحترام النموذج الصيني، دولة واحدة ونظامان، كما تثني بلادي على جهود جمهورية الصين الشعبية تجاه الأقلية المسلمة في إقليم شينجيانغ».
وشدد سموه على أهمية مكافحة آفة التطرف والإرهاب معاً، وصولاً لتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم، كما نؤكد ضرورة العمل معاً لتأمين حركة الملاحة والتجارة الدولية والممرات المائية وإمدادات الطاقة، والإسهام في حفظ السلام والأمن الدوليين.
وأعرب سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية والتعاون الدولي عن أمله أن تعكس التوصيات الختامية لهذه الدورة المستوى المميز الذي وصلت إليه العلاقات العربية - الصينية، وقال: «إننا ندعو الأصدقاء في الجانبين العربي والصيني إلى التعاون البنّاء من أجل إتمام أعمال دورتنا بنجاح على النحو الذي يلبي طموحات قادتنا، ويحقق الأهداف المرجوة من هذا المنتدى».