عمر الحلاوي (العين)
في ظل التحديات الحالية والوضع الاستثنائي الذي فرضه ظهور فيروس «كورونا» على العديد من الدول والمجتمعات، يقف أبطال خط الدفاع الأول «الأطباء» في المقدمة دائماً، حيث قضى معظمهم أيام العيد في مستشفيات عزل المصابين، يقدمون الرعاية والعلاج للمرضى المصابين بـ«كوفيد - 19»، وهم سعداء بذلك ومؤمنون بأن ما يفعلونه واجب إنساني عظيم يقدمونه عن طيب خاطر في محاولة لدرء الخطر عن الناس والمجتمع.
وأكد أطباء بمستشفى العين المخصص لعلاج المصابين بفيروس «كورونا» أن متابعتهم المصابين بفيروس «كورونا» وتقديم العلاج لهم خلال أيام العيد وغيرها، يدخل على قلوبهم الفرحة، مثمنين تقدير القيادة الرشيدة لهم، وكذلك جميع أفراد المجتمع.
وأعربوا عن تفاؤلهم، مؤكدين أن الإمارات ستكون من أوائل الدول التي ستنتصر على المرض بما يتوافر من قدرات طبية وعلاجية هائلة، لافتين إلى أن أكبر عيدية لهم تلك الابتسامة التي يتلقونها من المرضى بعد شفائهم، مشيرين إلى أن بعضهم لم يلتقِ حتى بأسرته، واكتفى بالتهنئة «عن بُعد» عبر الاتصال بالفيديو في تضحية ونكران للذات ومواقف بطولية وأخلاقية لعلاج المرضى المصابين بفيروس «كورونا» المستجد، فأولئك المرضى لم يتبقَ لهم غير متابعة وإشراف الأطباء عليهم بشكل دقيق ومباشر حتى يتمكنوا من الشفاء والالتقاء بأحبائهم مرة أخرى، وتحويل المستشفى إلى مكان مريح للمرضى عبر تطوير العلاقات مع الطاقم الطبي كأرقى أساليب الرعاية النفسية والطبية في محاكاة لأوضاع المرضى في منازلهم في حالة أدت إلى انتشار التفاؤل بين المرضى، وساهمت في وتيرة وسرعة العلاج والشفاء لأغلبيتهم.
الروح المعنوية
قال الدكتور ضياء دانيش جمانة، طبيب مختص في قسم الطوارئ بالمستشفى: «إنه ظل مستمراً في العمل بالمستشفى خلال فترة العيد لمتابعة وعلاج المرضى المصابين بـ (كورونا)، فليس لديهم أحد يرعاهم سوى الطاقم الطبي الموجود بالمستشفى من أطباء وممرضين وفنيين وكوادر مساعدة، وتقديم علاجات وفق بروتوكولات طبية واضحة، مع رفع جانب المناعة الجسدية، وكذلك الروح المعنوية، وكل ذلك ساهم في تسريع وتيرة الشفاء لعدد مقدر من المرضى»، لافتاً إلى أن بقاءه طوال فترة العيد في المستشفى لعلاج مرضى «كورونا» في سبيل أن يقضي الجميع العيد المقبل في منازلهم مع أحبائهم، وتكون دولة الإمارات أول من ينتصر على المرض اللعين على الرغم من أنه ظل بعيداً عن أسرته، ولم يلتقِ بهم في العيد لكي يهنئهم، واستخدم في المعايدة التواصل عبر الفيديو، ولكن أسرته التي تحتاج إليه تفهمت أسباب قراره ببقائه في المستشفى في هذه الأوقات، وقدرت تقديم سعادة المرضى على سعادتهم الشخصية، متمنياً أن تكون الأعياد المقبلة أكثر للجميع ليعوض شعب الإمارات وجميع مصابي «كورونا» وجميع الأطقم الطبية ما فاتهم من مظاهر العيد، فالفيروس اجتاح كل العالم، فأصبحت جميع الأوضاع استثنائية.
دعم وامتنان
من جهته، قال الدكتور الصادق محمد الشريف، استشاري الأطفال بمستشفى العين: «إن الذي يسهل عليهم العمل أيام العيد بعيداً عن أسرهم تلك الابتسامة التي يتلقونها من المرضى والامتنان العظيم، وكذلك الدعم المطلق من القيادة الرشيدة، ومن قبل كل ذلك حينما يتماثل مريض للشفاء، فإن الدنيا لا تسعهم، خاصة الذين يتلقون عناية مكثفة وعناية متوسطة، فشفاء هؤلاء يمثل أغلى عيدية للأطقم الطبية، فالدولة وفرت كل شيء للمرضى، وكذلك كل الدعم اللوجستي للمستشفيات، ما سهل عمليات العلاج وعدد أيام الاستشفاء حسب الحالات، ووجد كل مريض العناية المناسبة لحالته والمتابعة الفائقة للجميع في تفانٍ منقطع النظير للأطقم الطبية العاملة في مستشفى العين، الأمر الذي ساهم في رفع الحالة المعنوية والنفسية للمرضى، وكذلك ساهم بشكل كبير في الشفاء والتعافي لكثير من الحالات، حيث إن المستشفى يمتلك القدرات والمؤهلات والتقنيات الطبية المتطورة والكوادر الطبية ذات الكفاءة العالية، وكما ندخل السعادة على المرضى، فإن المرضى وأسرهم كذلك دائماً يشكرون الأطباء والممرضين وكل العاملين بالمستشفى».
ولفت إلى أن العمل بالمستشفى يسير بشكله الطبيعي وسط تفاؤل كبير، ويمنح الطاقم الطبي كل ما لديه من أجل المرضى والحد من فيروس «كورونا» وعلاج المصابين، وكل يوم يبذل الكادر الطبي والإداري مزيداً من الجهد وتوضع الخطط والاستراتيجيات المختلفة وفق أعلى المعايير الطبية العالمية، مع توافر أفضل الأدوية للعلاج، فالعمل خلال أيام مع المجهود المتواصل بعيداً عن الأسرة مع الظروف الضاغطة، تقبله الأطباء والممرضون بروح طيبة وثقة عالية.
مهنية عالية
واعتبر الدكتور محمد باجنيد، استشاري جراحة الأوعية الدموية، أن عمل الكوادر الطبية أيام العيد هو جزء من المهنة ، وسوف يعوض أسرته بالمستقبل، ولكنه لا يستطيع تعويض أي مريض عن يوم يمضي من دون علاج ومتابعة ورصد بشكل دقيق، فكل مريض يتم علاجه حسب حالته وتطورها وقدرته على المقاومة ومناعته وتأثره بالمرض.
وأكد أن المستشفى مجهز بكل الإمكانيات ولا يوجد نقص، فصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، قد طمأن الجميع بعبارته العظيمة «لا تشلّون هم» التي منحت الأطباء الثقة ووضعتهم أمام تحدٍ كبير بأن يحققوا أهداف الدولة، وينتصروا على هذا المرض بالحد من انتشاره ومعالجة المرضى.
التصدي للوباء
وأوضحت الدكتورة موزة النعيمي، طبيب مقيم باطني، أن فرحة العيد يرونها في وجوه المرضى وهم يقدمون لهم كل الرعاية والعناية الصحية التي يحتاجونها.
وعبرت الدكتورة موزة الكعبي من قسم الصيدلة بمستشفى العين عن فرحتها بالعمل خلال أيام عيد الفطر، وقالت: «إننا نبذل قصارى جهدنا ليعود كل مريض إلى منزله سليماً معافى».
هلال المنهالي: كفاءة وعزيمة
قال هلال سعيد المنهالي، مدير إدارة الموارد البشرية في مستشفى العين، خلال زيارته للكوادر الطبية والتمريضية والفنية في أول أيام عيد الفطر السعيد: «إن مستشفى العين يحرص دائماً على مشاركة كوادره الطبية جميع المناسبات، خاصة خلال هذه الظروف الاستثنائية للتعبير لهم عن الدعم الكامل والمساندة لجهودهم وتضحياتهم التي يسطرونها يوماً بعد يوم، والرعاية الصحية والإنسانية التي تقدمها هذه الكوادر على مدار الـ 24 ساعة لتحصين المجتمع وسلامته».