الشارقة (الاتحاد) احتفت هيئة البيئة والمحميات الطبيعية بالشارقة بالذكرى السنوية الأولى على افتتاح صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى للاتحاد حاكم إمارة الشارقة "حفظه الله" لمشروع "سفاري الشارقة"، والذي يُعتبر أكبر سفاري في العالم خارج أفريقيا. ونجح "سفاري الشارقة" وفي غضون عام واحد فقط من تحقيق العديد من النجاحات والإنجازات على صعيد تعزيز الجهود البيئية والسياحية إمارة الشارقة وترسيخ مكانتها الرائدة كوجهة جاذبة لمحبي سياحة الطبيعة والحياة البرية، بما يسهم في تعزيز نشاط العديد من القطاعات الاقتصادية بدءاً من السفر والطيران والسياحة البيئية وانتهاء بالضيافة والترفيه، فضلاً عن احتضان "سفاري الشارقة" لجملة واسعة من المؤتمرات والفعاليات المحلية والعالمية، واستقطاب مئات الآلاف من الزوار من داخل الدولة وخارجها. وأعربت هنا سيف السويدي رئيس هيئة البيئة والمحميات الطبيعية بالشارقة عن اعتزازها البالغ بالنجاحات النوعية التي يحققها هذا المشروع السياحي والبيئي الرائد على مستوى العالم، والذي نبعت فكرته من رؤية سديدة وتوجيه كريم من صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة "حفظه الله"، حيث أشرف سموه شخصياً على تنفيذ هذا المشروع الحيوي والعلمي النوعي، ويحرص على مواصلة تطويره وبما يحقق الأهداف المرجوة منه.
وتمثل ذلك بزيارات سموه الدائمة للمشروع، وبينها زيارته الكريمة لسفاري الشارقة في أكتوبر الماضي ولقائه بفريق الإدارة، واطلاعه على سير العمل في مختلف جوانبه وعلى مناطق الحيوانات ومستوى تكاثر الحيوانات الموجودة فيه واستقطاب المزيد من الأنواع المهددة بالانقراض، حيث توج سموه هذه الزيارة باعتماد مجموعة من المشاريع والإضافات والأقسام والمرافق الجديدة للمرحلة المستقبلية للمشروع. وكشفت السويدي أن المشروع منذ افتتاحه في 17 فبراير عام 2022 نجح في استقطاب أكثر من 600 ألف زائر من عشاق السياحة البيئية والطبيعة وعالم الحيوان والعائلات والطلبة، حيث يشهد هذا المعلم الطبيعي تفاعلًا حيوياً من مرتاديه للاستمتاع بمشاهدة 12 بيئة مختلفة تضمها السفاري مستوحاة من أنحاء أفريقيا، وعلى مساحة تغطي 8 كيلومترات مربعة لتمثل الحياة والتضاريس وتحاكي المناطق الحقيقية في القارة السمراء. وتضم أكثر من 50 ألف حيوان لأكثر من 120 نوعاً من الحيوانات والطيور التي تعيش فيها، ضمن محمية البردي في مدينة الذيد.
وأضافت أن "سفاري الشارقة" نجح منذ الافتتاح في زراعة أكثر من 100 ألف شجرة، ومنها 100 ألف شجرة سمر أفريقي، حيث تتنوع النباتات فيها إلى طيف واسع من الأنواع المحلية والأفريقية. وبشأن جهود عمليات إكثار الحيوانات والمواليد الجدد منها، أشارت السويدي إلى أن سفاري الشارقة استقبلت المولود الأول للمها "أبو حراب" في نوفمبر 2022، والذي يصنف كأحد الحيوانات الإفريقية المنقرضة في البرية، كما انضم إلى مجموعة الفيلة في المشروع "الدغفل"ـ "سمرة" لتلحق بعائلتها والبيئة المحيطة بها. ولفتت رئيس هيئة البيئة والمحميات الطبيعية بالشارقة إلى أن المشروع نظراً لموقعه البيئي والطبيعي الخلاب استضاف العديد من الفعاليات المهمة، ومن ضمنها منتدى الشارقة الدولي لصون التنوع الحيوي في دورته الـ 22 وجرت جلساته في مطلع فبراير الحالي، كما احتضن في سبتمبر الماضي ورشة "إعلام الميتافيرس" التي نظمها مجلس الشارقة للإعلام، فضلاً عن استقبال المرحلة الخامسة والأخيرة من فعاليات النسخة الثامنة لطواف الشارقة الدولي في نهاية يناير الماضي. وقام فريق من المصورين المشاركين في النسخة السابعة من المهرجان الدولي للتصوير "إكسبوجر" برفقة منظمي الحدث بإجراء زيارة فريدة من نوعها للحديقة، حيث أتيحت الفرصة لعدساتهم لالتقاط صور فنية رائعة لمعالم البيئة الطبيعية الخلابة في الحديقة بما فيها من كائنات ومناظر وزوايا استثنائية.
وفي إنجاز نوعي قبل أيام، حصد الفيلم الوثائقي "سفاري الشارقة" والذي أنتجته "هيئة الشارقة للإذاعة والتلفزيون" بالاشتراك مع "المكتب الإعلامي لحكومة الشارقة" وبالتعاون مع "هيئة البيئة والمحميات الطبيعية" جائزة أفضل فيلم وثائقي طويل وكأس مهرجان جوائز نيويورك الدولي للأفلام في الولايات المتحدة الأميركية، وذلك في أول مشاركة له في المهرجانات والمسابقات الدولية. وبعد منافسة شديدة من مجموعة من الأعمال الفنية والوثائقية المختلفة، لافتة إلى أن الفيلم تم عرضه أيضاً من هيئة الشارقة للإذاعة والتلفزيون في "المعرض الدولي لسوق المحتوى الترفيهي والتلفزيوني" - ميبكوم 2022، والذي أقيم في أكتوبر الماضي في مدينة كان الفرنسية وبمشاركة نخبة من أشهر محترفي ومنتجي الترفيه التلفزيوني وممثلين من 100 دولة، حيث تم عرض مراحل إنشاء المشروع وما يحتضنه من نماذج غنية من الحياة البرية.