ترأست دولة الإمارات، ممثلة بسعادة عمران شرف، مدير مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ، اجتماعات الدورة الـ 65 للجنة الأمم المتحدة لاستخدام الفضاء الخارجي في الأغراض السلمية «كوبوس»، وذلك في إنجاز نوعي للدبلوماسية الإماراتية، يؤكد على نجاح سياستها الخارجية وموقعها الريادي في مجال الفضاء، حيث تعد اللجنة، واحدة من أكبر اللجان في الأمم المتحدة، والتي تضم في عضويتها 100 دولة. 
خلال جلسات الفرق العاملة التي شهدتها اجتماعات اللجنة في دورتها ال 65، وافقت الدول الأعضاء في اللجنة مجتمعة على اعتماد مسودة «تقرير الفريق العامل المعني بالفضاء والصحة العالمية» تحت رئاسة ممثل دولة الإمارات، وهو ما يعتبر إنجازاً نوعياً في ظل تعدد الآراء بين الدول الأعضاء، حيث استطاعت دولة الإمارات أن تؤدي دوراً إيجابيا وسطياً في تقريب وجهات النظر بين ممثلي الدول الأعضاء ضمن عدد من الموضوعات البارزة. 
وقال سعادة عمران شرف، مدير مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ، رئيس لجنة الأمم المتحدة للاستخدام السلمي للفضاء الخارجي «كوبوس»، «يشهد قطاع الفضاء مؤخراً ظهور تقنيات جديدة وسط ارتفاع في عدد الجهات العاملة ضمنه، ما يعزز تطور وازدهار القطاع، ويحتم علينا مواصلة التعاون دعماً للمبادئ التوجيهية لاستدامة الأنشطة الفضائية في الأمد البعيد. هدفنا تعزيز التعاون الدولي والرفع من مستوى الامتثال لمعاهدات الأمم المتحدة التي تحكم سلامة الفضاء الخارجي واستدامته، حيث ندعو الجميع اليوم للعمل معاً من أجل تعزيز فوائد علوم وتكنولوجيا الفضاء وتطبيقاتها إلى أقصى حد، مع مراعاة الاحتياجات الخاصة للبلدان النامية». 
وأضاف شرف «بالتعاون مع الدول الأعضاء وزملائي في السكرتاريا وفي مكتب شؤون الفضاء الخارجي، سنسعى جاهدين نحو تعزيز التعاون الدولي، والرفع من مستوى الامتثال لمعاهدات الأمم المتحدة التي تحكم سلامة الفضاء الخارجي، وتشجع على الوصول العادل والمسؤول إلى الفضاء الخارجي».
 وأكد على أهمية تبادل الخبرات والمعارف بين البلدان بهدف توسيع نطاق تسخير تطبيقات علوم وتكنولوجيا الفضاء لأغراض التنمية الاجتماعية والاقتصادية والتصدي للتحديات العالمية، مشيراً إلى أن ازدياد الأنشطة الفضائية يبرز الحاجة إلى حوكمة أنشطة الفضاء الخارجي. 
ورحب سعادته، خلال كلمته الافتتاحية في اجتماعات اللجنة، بانضمام أنغولا وبنجلاديش وبنما وسلوفينيا والكويت إلى اللجنة ليصبحوا أحدث أعضائها المئة، كما رحب بالمعهد الدولي لتوحيد القانون الخاص، ومرصد مصفوفة الكيلومتر المربع، والمؤسسة القمرية المفتوحة كأحدث منظمات دولية تحصل على صفة المراقب لدى اللجنة. 
وأشار سعادة عمران شرف إلى أن هذا العام، والذي تترأس فيه دولة الإمارات لجنة الأمم المتحدة لاستخدام الفضاء الخارجي في الأغراض السلمية، يصادف الذكرى السنوية الـ 65 لإطلاق سبوتنك-1، أول قمر اصطناعي ينطلق إلى الفضاء في 4 أكتوبر 1957، والذكرى ال 55 لبدء نفاذ معاهدة الفضاء الخارجي، والمعروفة رسمياً باسم معاهدة المبادئ المنظمة لأنشطة الدول في ميدان استكشاف واستخدام الفضاء الخارجي.
 كما أشار إلى أن العام 2022 يجسد الذكرى الـ 50 على إطلاق برنامج لاندسات - Landsat، وهي مجموعة أقمار صناعية أطلقتها وكالة الفضاء الأميركية (ناسا) تباعا منذ عام 1972 حتى الآن، إلى جانب احتفال دولة الإمارات بمرور 25 عاماً على انطلاقة القطاع الوطني للفضاء مع تأسيس شركة «الثريا» للاتصالات في أبريل 1997. 
وأعرب عن تقديره وزملائه في اللجنة، للسيد ماريوس-إيوان بيسو من رومانيا الذي أدار مختلف أعمال اللجنة في الفترة ما بين 2020-2021 إلى جانب أعضاء المكتب في تلك الفترة، السيد فرانسيستشيزيا من نيجيريا والسيد نيكوالس بوتيروفارون من كولومبيا، موجهاً الشكر لمدير مكتب شؤون الفضاء الخارجي بالإنابة، السيد نيكالس هيدمان، وفريقه في الأمانة على دعمهم الموضوعي المتميز لأعمال اللجنة واستعداداتهم للدورة ال 65 للجنة. 
ونوه رئيس لجنة الأمم المتحدة لاستخدام الفضاء الخارجي في الأغراض السلمية بما حققته اللجنة الفرعية العلمية والتقنية واللجنة الفرعية القانونية من إنجازات هذا العام، وهو ما يبرهن على أهمية عمل اللجنتين الفرعيتين في إحراز تقدم ملموس في زيادة التعاون على تعزيز التنمية المستدامة باستخدام الأدوات الفضائية، وأهمية تعزيز فهم الأطر والآليات التنظيمية لإحراز ذلك التقدم. 
من جهته، ألقى سعادة سالم القبيسي، المدير العام لوكالة الإمارات للفضاء كلمة وفد الإمارات العربية المتحدة في اجتماعات الدورة ال 65 للجنة، حيث قال «تؤمن دولة الإمارات إيماناً راسخاً بأهمية الوصول العالمي والمتساوي إلى الفضاء الخارجي لجميع الدول والتعاون الدولي في تطوير الأنشطة الفضائية، ونؤكد في هذا السياق على أهمية تكاتف الدول على تنفيذ أنشطتها الفضائية بروح من المسؤولية والشفافية الكفيلة بتعزيز تدابير الثقة والأمن الفضائي، وفقا لمبادئ القانون الدولي». 
وأضاف القبيسي «إن دعم استدامة الأنشطة الفضائية ونموها، من المسائل الهامة التي تحرص عليها دولة الإمارات، فهي دائما تسعى من خلال مشاريع فضائية طموحة وبرامج واعدة إلى بناء قدرات الكوادر الوطنية وتمكين القطاع الخاص وجذب الاستثمارات المحلية والأجنبية. بعد نجاح مهمتها التاريخية إلى المريخ، أعلنت حكومة دولة الإمارات عن مهمة علمية جديدة لاستكشاف حزام الكويكبات، الأمر الذي يعزز المعرفة البشرية والمسيرة التنموية العلمية في مجال استكشاف الفضاء العميق، وأسرار تشكّل المجموعة الشمسية».
 وخلال اجتماعات اللجنة، سلط الوفد الإماراتي الضوء على الجهود الوطنية التي تبذلها الدولة للمساهمة في تحقيق استدامة الفضاء الخارجي. كما أطلع الوفد المشاركين، عبر عدد من الكلمات الرئيسة، على مستجدات القطاع والبرنامج الوطني للأقمار الاصطناعية، إضافة إلى تقديم بيان توضيحي يؤكد التزام الدولة بالمعاهدات الدولية للفضاء وآليات الحوكمة الممتثلة للقانون الدولي في هذا المجال. 
كذلك، تم خلال جلسة الفريق العامل المعني بالفضاء والصحة العالمية عرض النقاط والوثائق والمستندات التي يتضمنها تقرير اللجنة على جميع الدول الأعضاء، حيث أشار الفريق العامل، إلى عقد رئيسه والوفود المعنية مجموعة من المشاورات على هامش الجلسات، حيث جرى التأكيد على ضرورة تطبيق الأنشطة والابتكارات الفضائية والاستفادة منها في المرحلة الحالية وعلى المدى البعيد. 
وبحسب النظام المعمول به في المؤسسة الأممية، تستمر رئاسة الإمارات للجنة الأمم المتحدة للاستخدام السلمي للفضاء الخارجي «كوبوس»، التابعة لمكتب الأمم المتحدة لشؤون الفضاء الخارجي، لمدة عامين/2022-2023/، حيث سيتولى عمران أنور شرف، منصب الرئيس.