فاطمة عطفة (أبوظبي)
كانت رواية «المشي على الزجاج» للكاتبة آن عادل الصافي، موضوع الجلسة الافتراضية، التي نظمتها مؤسسسة «بحر الثقافة»، برئاسة الشيخة روضة بنت محمد بن خالد آل نهيان، وأدارت جلسة الحوار الروائية مريم الغفلي، حيث رحبت بالكاتبة الصافي الفائزة بالمركز الثاني في جائزة الطيب صالح العالمية للإبداع الكتابي عن مجموعتها القصصية «المسائل». وتابعت الغفلي متمنية أمسية مفيدة للجميع، قائلة: إننا في شهر القراءة نلتقي تحت مظلة «بحر الثقافة»، ونحتفي بإطلاق «بيت السرد» هنا في المؤسسة، وهو معني بالكتابة والكتاب عبر هذا المسمى والمكان. وأضافت الغفلي: نحتفي بالكتاب الجدد والمخضرمين، نحتفي بالإنتاج الأدبي، نحتفي بكل ذي موهبة، نأخذ بيده، نوجهه ونزيل العقبات التي تواجهه، أتمنى أن يكون بيت السرد بمؤسسة «بحر الثقافة» فاتحة خير للجميع. وأشارت إلى أن الروائية الصافي تكتب للمستقبل، وتساءلت عن العنوان الموجع «المشي على الزجاج.. وعلاقة الجدة بالحفيدة.
وأجابت الروائية آن الصافي قائلة: العنوان موجع بمجرد أن يتحرك خيالي وأفكر بكيفية المشي على الزجاج، موجع وأشعر بالألم حيث علاقة الجدة بالحفيدة، ربط الماضي بالحاضر وتعلق الناس وانشغالهم بالعالم الافتراضي، وما نلاحظ من خلال تصوير الحفيدة لكل الأحداث وعرضها عبر مواقع التواصل الاجتماعي، مبينة أن البيئة الطبيعية كانت حاضرة، بدءاً من صحراء الإمارات وشجرة الغاف، إضافة إلى سد«الشويب» ودوره في تنمية المكان. وتابعت الكاتبة: كل هذا يتلمسه القارئ في هذه الرواية التي لا تخلو من صعوبة برسائلها الهادفة، وفيها العديد من الإشارات إلى المشي الموجع على الزجاج، هل هو الاتجاه للمستقبل أم هو علاقة هذا الجيل بوسائل التواصل الاجتماعي؟ والتدهور البيئي والاحتباس الحراري، وكل ما تناولته الرواية من تدمير للبيئة إلى تباعد الأجيال وتواصلهم، حتى المشي على الزجاج وهو المشي على حبات الرمال التي منها الزجاج، وهو يرمز للمشي على الطين الذي منه الإنسان، وعلينا أن نتمهل ونسير الهوينى، ونحن ننتقل من زمن لآخر، ومن مكان لمكان، حتى هذا التراب يحتاج المسايرة والتمهل.
وأجمع النقاش على أهمية الرواية وما تثيره من أسئلة. وأوضحت الكاتبة الصافي أن روايتها هذه واحدة من منجزات المشروع الذي تعمل عليه في الكتابة للمستقبل، لافتة إلى أن أدوات العصر لها تأثير على تفكير الإنسان وقراره ومسار المجتمعات، وفي الوقت الراهن توجد كثير من القضايا المستجدة على البشرية، ويجب التوقف عندها وفهمها. وتشير الكاتبة إلى أهمية التفاعل مع القراء من خلال الكتابة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، والوسائل الحديثة التي أتاحتها اللغة الرقمية لأبناء العصر تتطلب منا جميعاً مزيداً من الوعي والاهتمام والتفاعل.
وفي الرواية مجموعة من القضايا والأحداث والشخوص، وكل له حكايته في نسيج متكامل. وإلى جانب مغامرة البطلة في الرمال، نرى عادات وتقاليد وأماكن سياحية، وهذه الآلية أظهرت تلاقي العديد من الثقافات في موروثاتها، وخاصة بين الإمارات والسودان. وهي تؤكد بصورة غير مباشرة أهمية توثيق العادات والتقاليد ومنعها من الاندثار، إلى جانب التشجيع على ثقافة التسامح وتلاقي الثقافات بتنوعها في القضايا الإنسانية ورفع الوعي بقضايا البيئة والاستدامة وإظهار تمكين المرأة، كما نرى في الإمارات.