يصر «الحوثيون» على التخريب المتعمد لأي تحرك أو جهد أو فرصة تلوح في الأفق أمام الحل السياسي في اليمن.
وبدلاً من التجاوب مع محاولات دفع الأزمة باتجاه المفاوضات، تلجأ الميليشيات الانقلابية عمداً إلى تدمير أي طريق سلمي بعبثها الإرهابي اليومي، سواء بتسيير الطائرات المسيّرة المفخخة باتجاه المملكة العربية السعودية، أو إشعال الداخل اليمني بقصف المناطق السكنية الآمنة بالصواريخ والقذائف المدفعية.
ولأنها تعاني الانفصام، أبدت الميليشيات عدم اكتراثها بأي حديث عن السلام، غداة إعلان الإدارة الأميركية سريان إلغاء قرار تصنيفها جماعة إرهابية اعتباراً من اليوم، رغم إعلانها في وقت سابق «أن شطب اسمها يشكل خطوة متقدمة باتجاه تحقيق السلام في اليمن».
هاجم «الحوثيون» المبعوث الأممي مارتن غريفيث، ووصفوا منطقه بـ «الأعوج» لمجرد أنه طالبهم بوقف هجماتهم على مأرب والسعودية. والموقف نفسه تكرر مع المبعوث الأميركي تيموثي ليندركينج عبر الرد على دعوته للتهدئة، بالتصعيد المزدوج في استهداف المملكة، وإشعال الجبهات الداخلية.
لا يريد «الحوثيون» السلام، لأن قرارهم ليس بيدهم، وإنما بيد جهة معروفة تكره السلام والاستقرار، سواء لليمن أو المنطقة. أما الحل الذي يجمع العالم على أنه لن يكون إلا سياسياً، فسيبقى معلقاً حتى يتم الضغط بصوت حازم على الميليشيات، وعلى من يقف وراءها، ويمدها بالمال والسلاح.
وإذا كان المبعوث الأممي رأى وجود فرصة فريدة بوجود زخم دولي داعم لتسوية سياسية تؤدي إلى سلام مستدام في اليمن.
الحل موجود، ومعرقل الحل واضح، إنما يحتاج فقط لوضع النقاط على الحروف.

"الاتحاد"