خولة علي (دبي)
أحدثت مادة الإيبوكسي تطوراً مذهلاً في صناعة الكثير من المنتجات التي يغلب عليها الطابع الفني والتشكيلي، وانتشر استخدامها في الديكورات الداخلية من قبل الفنانين والحرفيين، وعملوا على إكسابها ميزة جمالية منذ سنوات بسيطة، بعد أن كانت مقيدة في جزئية محددة وكمادة عازلة، ونظراً لمميزاتها وخصائصها، تم تطويعها ليصنع بها كل ما قد يكسب ردهات المنزل أناقة وتفرداً، فمن قطع بسيطة، كالتحف والإكسسوارات، إلى قطع أثاث وأرضيات يسبح الفن في أعماقها.
البداية
يعود إنتاج مادة الإيبوكسي إلى العام 1927 في الولايات المتحدة الأميركية، وكان مقتصراً على تركيب السيراميك والأرضيات وبعض من منتجات الموزاييك ولصق الأسطح مثل الرخام والجرانيت، وأيضاً كان يستخدم في عزل الخزانات لأنه يمنع تكون البكتيريا، ثم دخل في تصنيع الطاولات والأبجورات والثريات لجماله ولمعته الشديدة.
وأوضحت عبير سعيد «فنانة تشكيلية ومتخصصة في الإيبوكسي» أنه بدأ فعلياً استخدام هذه المادة العازلة من قبل الفنانين والحرفيين، وعملوا على إكسابها ميزة جمالية منذ أكثر منذ أربع سنوات، وأصبح عنصراً مهماً في إنتاج قطع فنية ديكورية تخلق أبعاداً جمالية في ردهات المنزل، عندما يتم مزجها بعدة ألوان وإضافة عناصر وخامات أخرى، فلا يمكن حصر هذه المادة في جانب محدد، إنما الأفكار ومجالات استخدامه واسعة ومتعددة، من قطع صغيرة كالأكسسوارات وتحف إلى قطع كبيرة وواسعة كالأرضيات والحوائط.
وقالت: شكلت مدرسة خاصة لنفسي، فبعض القطع الفنية قمت بتصنيعها بالكامل من الأحجار الطبيعية والألوان، ومنها لوحات تم رسمها بالفن التجريدي، ثم أضفت عليها مادة الإيبوكسي كطبقة أخيرة، ولوحات استخدمت فيها تقنية مزج الألوان مع الخشب، كما نفذت مجموعة كبيرة من قطع الديكور من طاولات وأكسسوارات للمنزل «صواني» تقديم وشمعدان وحوامل حلوى وغيرها من أدوات الضيافة، ويمكن أيضاً أن تطعم أطقم الملاعق والسكاكين ومقابض الأبواب، وغيرها الكثير.
مميزات
حول مميزات وخصائص هذه المادة، توضح أنها مقاومة للحرارة والعوامل الجوية المختلفة بجانب أنها غير قابلة للتآكل أو الخدش أو التجريح، كما تعطي شكلاً ثلاثي الأبعاد بمنظر أنيق للغاية، لهذا يتم الاعتماد عليه في الزينة، كما تتميز هذه المادة بالشفافية والنقاء الشديد، وتستخدم في أعمال الطلاء، لأنها تعطي بريقاً ولمعاناً أفضل للمكان، وتجعله يشع طاقة إيجابية، ولا يوجد بها فواصل، حيث يتم صبها كالقطعة الواحدة، ما يعطي جاذبية وجمالاً.
عيوب
أما عن عيوب الإيبوكسي، فقالت عبير سعيد المتخصصة في الإيبوكسي إنها تتمثل في الخصائص غير القابلة للتشكيل مرة أخرى، فلا يمكن صيانة المادة، في مقابل سعره الباهظ، فهي مكلفة من الناحية الاقتصادية، مقارنة بالأرضيات الأخرى السيراميك أو البورسلان، وعند الرغبة في استخدامها يجب العلم أنه مناسب فقط مع الأرضيات المصنوعة من الإسمنت، وعند استعمال هذه المادة يجب ارتداء القفازات، لأن هذه المادة لو التصقت على الجلد يصعب إزالتها بسهولة، كما يجب ارتداء نظارة أمان عند استعمالها، لأنها تحتوي على مواد كيميائية قد تتسبب في بعض المشاكل للعين، لهذا يجب توخي الحذر.
-
عبير سعيد
حضور لافت
لفتت عبير سعيد إلى أن الإيبوكسي تلقى إقبالاً واسعاً من أصحاب المنازل، نظراً لمتانة هذه المادة وقوتها، وما تضيفه من أناقة في مساحات واسعة من المنزل، موضحة أن حضورها لافت في الديكورات الداخلية، وفي إيجاد أرضيات فنية غارقة في الإبداع والجمال، كأنها تنبض بالحياة، ولكن هذا يتوقف على وظيفية الفراغ، فيمكن وضع أرضية تجسد البيئة البحرية أو مناظر خلابة لطبيعة ما في المطبخ والممرات، تعطي إيحاءً بالعمق، وكأن المرء يمشي على سطح الماء.