مصطفى عبد العظيم (دبي)
أكد فيصل البناي، الأمين العام لمجلس أبحاث التكنولوجيا المتطورة، أن المجلس نجح منذ تأسيسه وخلال فترة لا تتجاوز الثلاث سنوات، في بناء منظومة بحث حيوية تسهم خلال فترة قصيرة، في تعزيز مكانة أبوظبي عاصمة عالمية للأبحاث المتطورة، وتسريع وتيرة التحول إلى الاقتصاد الرقمي القائم على المعرفة والابتكار.
وكشف البناي، في تصريحات لـ «الاتحاد» على هامش مشاركة مجلس أبحاث التكنولوجيا المتطورة في معرض «جيتكس جلوبال 2023» في دبي، عن وجود أكثر من 100 مشروع قيد الإنجاز والتطوير لدى المجلس عبر مراكزه البحثية المختلفة، في مجالات الذكاء الاصطناعي التوليدي، والسيارات المسيرة والمواد الذكية والاتصالات الآمنة، فضلاً عن توقيع المجلس أكثر من 50 شراكة عالمية مع جامعات ومراكز بحثية حول العالم، والوصول إلى أكثر من 30 براءة اختراع.
وأشار البناي إلى دخول نحو 5 منتجات أصدرها المجلس خلال الفترة القصيرة الماضية حيز التطبيق الفعلي للمستخدم النهائي، وأن هناك ما بين 15 إلى 20 ابتكاراً في مراحل تجريبية نهائية للتطبيق، بينما تتسارع وتيرة إنجاز المشاريع الأخرى التي ستسهم بدورها في ترسيخ مكانة أبوظبي والمجلس في مجال الأبحاث المتطورة.
وأضح أن المجلس جذب قرابة الألف باحث وموظف من ذوي الخبرات والتخصصات المتنوعة، من نحو 75 جنسية، بينهم 220 مواطناً، ومنهم أكثر من 250 باحثاً يحملون شهادات الدكتوراه، الأمر الذي مكّن المجلس من نشر أكثر من 800 ورقة بحثية حتى الآن، مما يعكس تركيز المجلس على استقطاب المواهب والكفاءات المحلية والعالمية، وجمع مواهب العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات التي تغطي مجموعة غنية من الثقافات والخبرات.
عاصمة عالمية للأبحاث
وقال الأمين العام لمجلس الأبحاث المتطورة، إن حكومة أبوظبي حققت خلال السنوات الأخيرة إنجازات كبيرة على مسار التحول الرقمي وتطوير التقنية والقدرات البحثية التي أسهمت في ترسيخ ريادتها في تقديم الخدمات الرقمية الذكية على غرار منصة «تم» والخدمات الأخرى، وإنشاء مؤسسات متخصصة في مجالات التكنولوجيا المتقدمة والتي من بينها مجلس أبحاث التكنولوجيا المتطورة، سيسهم في الارتقاء بمكانة أبوظبي عاصمة عالمية للتقنية والتحول الرقمي وأبحاث التكنولوجيا المتطورة في غضون السنوات القليلة المقبلة.
إنجازات وابتكارات
وتتضمن الابتكارات الأخرى للمجلس إطلاق النسخة الأحدث من النموذج اللغوي الكبير فالكون (نموذج ذكاء اصطناعي مفتوح المصدر مصنف عالمياً، وهو نموذج تفوق على نماذج شركات عملاقة، مثل شركة ميتا) والذي سيساهم في ترسيخ مكانة دولة الإمارات، ودورها البارز والمثبت في مجال الذكاء الاصطناعي، إذ يمثل «فالكون 180 بي» نموذجاً مفتوح المصدر للاستخدامات البحثية والتجارية على حدٍّ سواء، وأول مكتبة برمجيات تشفير ما بعد الكم في دولة الإمارات وأنظمة الملاحة من دون نظام تحديد المواقع GPS لتمكين الخدمات اللوجستية الذاتية، ورادار الاختراق الأرضي لإزالة الألغام بطريقة مبتكرة، وفي مرحلة متقدمة من إنتاج طلاء متخصص للألواح الشمسية لتحسين الأداء، وتقليل الحاجة لعمليات الصيانة وفي المراحل الأخيرة من تمكين التواصل الكمي.
120 شراكة عالمية
وحول شراكات مجلس أبحاث التكنولوجيا المتطورة، أشار البناي إلى أن المجلس نجح منذ تأسيسه في بناء أكثر من 120 شراكة عالمية، في أكثر من 22 دولة، ويجرى العمل على توسيع هذه الشراكات خلال الفترة المقبلة.
وفيما يتعلق بانعكاس الابتكارات والأبحاث التي يقوم بها المركز على التحول الرقمي في أبوظبي، أشار البناي إلى أن لديه ثلاثة أهداف رئيسة، من بينها المساهمة البارزة في انتقال اقتصاد أبوظبي إلى اقتصاد معرفي قائم على الابتكار، والعمل على تحديد أولويات حكومة أبوظبي في مجال البحث والتطوير للمؤسسات الأكاديمية والبحثية في مختلف القطاعات، فضلاً عن العمل على تمكين وتنمية الجيل القادم من المواهب.
السيارات المسيرة
تعاون مجلس أبحاث التكنولوجيا المتطورة مع موانئ أبوظبي لاستخدام السيارات المسيرة في الموانئ، فضلاً عن إطلاق «أسباير» التابعة للمجلس دوري السباقات المسيرة في حلبة ياس في أبوظبي، بعد الكشف خلال معرض جيتكس عن تصميم سيارة سوبر فورمولا المسيرة الأولى من نوعها «دالارا SF23»، المزودة بقدرات استثنائية.