تأتي القمة العربية المقرر عقدها في العاصمة العراقية بغداد، والتي تم تحديد يوم السابع عشر من شهر مايو المقبل موعداً لانعقادها، في ظرف إقليمي حساس وبالغ التوتر.

وتتلخص مهام هذه القمة في معالجة أزمات عربية عدة تشهدها منطقة الشرق الأوسط بالخصوص، أبرزها تداعيات الحرب الإسرائيلية في قطاع غزة ولبنان، والحرب في السودان، وكلها أزمات مصيرية تمس شعوب هذه البلدان ومستقبلها السياسي والاجتماعي. فعلى صعيد قطاع غزة، من المتوقع أن تبحث القمة أساليبَ دعم جديدة للشعب الفلسطيني في القطاع، وأن تعمل على ضمان إيصال المساعدات الإنسانية للسكان، ولفت انتباه المجتمع الدولي إلى معاناتهم في ظل الحصار الإسرائيلي. وسوف تعزز القمةُ حركيةَ تقديم الدعم الإضافي، علاوة على محاولة إيجاد الحلول الناجعة لهذه الأزمة التي دخلت عامها الثاني أواخر العام الماضي. وبالتالي فإن ملف غزة يشكل هاجساً يؤرق القادة العرب، وسوف يبذلون كلَّ ما لديهم من جهد ووقت للتغلب على إشكالاته. والأهم في هذا السياق هو أن قمة بغداد سوف تناقش وتدعم مقترح جمهورية مصر العربية حول إعادة إعمار وتنمية قطاع غزة بدلاً من تهجير سكانه. كما تدخل أزمة لبنان، وخاصة مناطقه الجنوبية، في ظل اعتداءات إسرائيل اليومية وخروقاتها المتكررة لسيادته، ضمن مواضيع أجندة عمل القمة العربية، حيث يتوقع أن يصدر عنها قرار حاسم بوقف تلك الاعتداءات. وأخيراً تأتي الحرب في السودان، والتي تشكل إحدى قضايا الساعة على الصعيد العربي، حيث يتوجب تقديم الحلول ومحاولة جمع الفرقاء السودانيين المتنازعين.

إن من أكثر ما يؤلم الزعماء العرب المشاركين في القمة استمرار النزيف في السودان دون إيجاد حل إلى الآن من شأنه تخفيف معاناة الشعب السوداني الشقيق. ولابد من الإشارة هنا إلى جهود الجمهورية العراقية، ومعها بقية الدول العربية الأخرى، من أجل العمل على تهيئة جميع الظروف الملائمة لضمان نجاح القمة المنتظرة، بما يعكس صورةً إيجابيةً عن العمل العربي المشترك ويعزز صورةَ الأمة العربية ككل، ويثبت مرةً أخرى ضرورةَ التنسيق بين الجهات المعنية لضمان تنظيم القمة بأعلى مستويات الكفاءة والنجاح.

ويشار إلى أن الاستعدادات الخاصة بالقمة جارية على قدم وساق، وأن التجهيزات اللوجستية والفنية والتنظيمية شبه مكتملة. وهذا إضافةً إلى بحث الخطط التفصيلية لضمان نجاح الحدث العربي الأهم، بما في ذلك إجراءات المراسم والتنسيق الأمني والإعلامي. ووفق تصريحات المعنيين في الجمهورية العراقية فإن الجهود متواصلة لتذليل أي عقبات قد تواجه تحضيرات القمة، حيث يجري العمل على مدار الساعة لتحقيق الأهداف المرجوة من القمة. وتجدر الإشارة أخيراً إلى أن آخر قمة عُقدت في بغداد كانت في شهر مارس عام 2012، وقد أسفرت عن العديد من النتائج الإيجابية.

*كاتب كويتي